فيما كان العالم يعتقد بأن تنظيم داعش بات عملياً من التاريخ نتيجة هزيمته النكراء في العراق وسحقه في سوريا، باستثناء جيوب هنا وهناك، جاءت الاعتداءات الدموية على المدنيين في محافظة السويداء السورية الآمنة نسبياً لتطرح علامات استفهام حول مدى صحة الأخبار التي كانت تفيد بأن هذا التنظيم أصبح عاجزاً كلياً وأنه لم يعد قادراً على التسبب بأي أذى.
ولعلّ أكثر ما يلفت في التطورات الأخيرة أن داعش تعمّد توجيه رسالته الدموية من منطقة بقيت طوال الحرب في سوريا من أكثر المناطق أماناً في البلاد، وأن هذا التنظيم كتب رسالته بالأسلوبين اللذين يجيدهما تماماً: تفجيران انتحاريان في سوق للخضار وحيِّ سكني، وذبح الناس وهم نيام في قرى نائية في المحافظة. والنتيجة أكثر من 220 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وحصيلة الضحايا كانت سترتفع أكثر وبشكل مأسوي لو لم يتم اكتشاف ثلاثة انتحاريين آخرين قبل تفجير أحزمتهم الناسفة، أحدهم كان ينوي تفجير نفسه داخل مستشفى السويداء. وقد تم قتل اثنين منهم واعتقال الثالث.
وقد حفلت صحف اليوم ومواقع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي برسائل الغضب وبتحليلات كثيرة وتساؤلات عن كيفية تمكّن تنظيم محطم من توجيه ضربة بهذه القوة في مكان بقي في مأمن نسبياً من عنف الحرب.
واللافت أيضاً أن هذه الاعتداءات جاءت بعد يومين من هجوم لداعش على منطقة أخرى ليست محسوبة عليه وهي محافظة أربيل في شمال العراق حيث اقتحم ثلاثة مسلحين دواعش مقر المحافظة الاثنين الماضي قبل أن ترديهم قوات الأمن في اشتباكات دامت حوالى ربع ساعة.
هل بدأ داعش مرحلة جديدة من العمل السري؟ وهل ستصبح المناطق الآمنة ساحاته الجديدة؟
المزيد عن هذا الموضوع في لقاء مع الناشط السياسي أكرم أبو حمدان، وهو من السويداء ومقيم في ملبورن.