أصدر الدكتور رغيد النحاس مؤخراً كتابين جديدين يحملان عناوين "الأمس كان غداً" و"ها أنا هذا"، وهما يعكسان تجربة غنية تمتزج فيها الحكاية الشخصية بالفلسفة الزمنية، مما يجعل القارئ يغوص في أجواء من التأمل حول الهوية والذاكرة والزمن.
وفي مقابلة مع "أس بي أس"، تحدث د. النحاس عن كيفية تعامله مع الزمن في كتاباته، موضحاً أنه لا يرى الزمن كخط متسلسل بسيط بين الماضي والحاضر والمستقبل، بل ككيان معقد ومتشابك، حيث قال:
أنا لا أفرق بين الماضي والحاضر والمستقبل. الزمن عندي هو كل تلك الأزمنة مجتمعين، وأحاول أن أصور ما أعيشه من خلال هذا الفهم المتداخل للزمن.
ولفت النحاس إلى أن كتاباته تنبع من تجربته الحياتية المباشرة، لا من مجرد أفكار نظرية، مضيفاً:
ما أكتبه هو انعكاس لما أعيشه وأشعر به، خاصة وأن نشأتي في دمشق القديمة كانت وسط بيئة متعددة الثقافات والأديان، وهو ما أثر بشكل كبير في رؤيتي للعالم، حيث كانت هناك صداقات وعلاقات عميقة بين الفلسطينيين واليهود والأكراد والمسيحيين والمسلمين.
وعن التوازن بين العلم والروحانية، أكد أن إيمانه بالعلم لا يمنعه من الانفتاح على البُعد الروحي.
وفي معرض حديثه عن كتابه "ها أنا هذا"، أوضح أن العلاقة بين الجد والحفيد ليست مجرد سرد عائلي، بل تمثل رمزاً لدورة الزمن وتجدد الحياة، حيث قال:
الجد يمثل الجذور والماضي، أما الحفيد فهو المستقبل، واللقاء بينهما هو نقطة التقاء الزمن الذي لا يتوقف.
أما عن الاحتفاء الرسمي بالإصدارين، فقد أوضح الدكتور رغيد النحاس أن هذا الحدث سيُقام في سيدني يوم الرابع من أكتوبر 2025. وأكد أن آثر عدم الاحتفاء بكتابه الأول "الأمس كان غدًا" الذي صدر عام 2023، بسبب الظروف الصعبة التي شهدها العالم آنذاك والتي ما زالت تؤثر حتى اليوم. وبعد صدور كتابه الثاني "ها أنا هذا" في عام 2024، أبدت رئيسة مهرجان العودة السيدة سناء أبو خليل إصرارها على إقامة احتفال يجمع بين الكتابين معًا.
وتحدث د. نحاس عن طباعة الكتب ببيروت، معبراً عن اعتزازه الكبير بها: فهي الحاضنة الثقافية الأساسية التي يهدف بأن تصل إليها دائما كتبه.