ألقى الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو كلمة أمام البرلمان الأسترالي والذي ضم أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ليصبح ثاني زعيم إندونيسي يخاطب نواب الأمة على مدى سبعين عاما من تاريخ العلاقات بين البلدين.
وقال ويدودو إن على البلدين تطبيق مبادئ اقتصادية منفتحة وحرة وعادلة، داعيا أستراليا إلى نبذ الخوف من الآخر والانفتاح، كما دعا إلى التخلص من التطرف والإرهاب.
وكان البرلمان الإندونيسي وافق قبل أيام فقط من الزيارة على اتفاق التجارة المشترك، والذي وصفه ويدودو بأنه "هدية" لأستراليا.
وحمل الاتفاق عنوان "اتفاق الشراكة الاقتصادية الشامل بين اندونيسيا وأستراليا"، وجاء بعد مباحثات ومفاوضات استمرت لأكثر من عشر سنوات.
وبموجب الاتفاق سوف يعفى 99 بالمئة من الصادرات الأسترالية إلى إندونيسيا من الضرائب وبالوقت نفسه تعفى الواردات الإندونيسية إلى أستراليا من أي ضرائب.

Indonesian President Joko Widodo shakes hands with Australian Prime Minister Scott Morrison after signing the official visitors book at Parliament House. Source: AAP
اشتمل الاتفاق على أمور مهمة أخرى منها: السماح للجامعات الأسترالية بفتح فروع لها في إندونيسيا، والسماح للأستراليين بامتلاك غالبية الأسهم في شركات الاتصالات الهاتفية، والنقل والصحة والطاقة في إندونيسيا، كما وسيتمكن الأستراليون الراغبون بفتح فندق أو منتجع في إندونيسيا من أن يستحوذوا على كامل الملكية.
ويرى الباحث في الاقتصاد الفيزيائي والسياسي سليمان يوحنا أن الاتفاق لن يفيد الطبقة العاملة الأسترالية بل الشركات الكبرى فقط، وأضاف "نحن ضد اتفاقات التجارة الحرة ومع التجارة العادلة، فخلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، كان هناك تضخيم لمنافع اتفاقات التجارة الحرة، ومع ذلك لم نرَ ثمرتها الفعلية على أرض الواقع".
ومن الناحية الأخرى سوف يُرفع عدد الإندونيسيين الذين يأتون إلى أستراليا بموجب تأشيرة الإجازة التي تخولهم العمل في أستراليا من 1000 إلى 4100 في العام.
وستدخل هذه الاجراءات حيز التنفيذ في غضون شهرين من الآن.
ويأتي هذا الاتفاق ليعزز المواقف التي أطلقها رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون تجاه إندونيسيا، والذي أكمل العمل الذي قامت به حكومتا طوني أبوت ومالكوم ترنبول في السابقة اللتان سعتا لتعزيز العلاقات مع إندونيسيا، وكانت إندونيسيا المحطة الأولى لموريسون عندما تسلم مقاليد السلطة عام 2018.

Happy asian male waiter in apron writing order and looking at camera Source: iStockphoto
وكانت الدولتان احتفلتا بالذكرى السبعين على بدء العلاقات الديبلوماسية بينهما في ديسمبر الماضي، حيث قال السفير الأسترالي إلى جاكارتا Gary Quinlan "إن ليس في جنوب شرق أسيا دولة أكثر أهمية من إندونيسيا بالنسبة لأستراليا".
كما وأشاد المسؤولون الإندونيسيون بالعلاقة بين البلدين التي شهدت تعاونا وثيقا في مسائل مثل مكافحة الإرهاب وتهريب البشر.
ومن المتوقع أن يعود هذا الاتفاق بالنفع على قطاعات عديدة في أستراليا منها الزراعة والسياحة، وأن يرفع قيمة الميزان التجاري بين البلدين الذي يراوح منذ سنوات بحدود 18 مليار دولار. ويعتبر هذا الرقم زهيدا جدا إذا ما قورن بدول أخرى في المنطقة ذات عدد سكان أقل مثل تايلند وسنغافورة وماليزيا، أو بالميزان التجاري مع الصين الذي يزيد عن ذلك بعشرة أضعاف.

An Indonesian official fears claims boats are being paid to turn back could fuel people smuggling. (AAP) Source: AP
ويأمل اقتصاديون أستراليون بأن يؤدي هذا الاتفاق إلى فتح أبواب الاستثمار مع بلد يبلغ عدد سكانه 260 مليون نسمة ومن المتوقع أن يكون رابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2050.
غير أن السيد سليمان يوحنا يرى أن على الحكومة الأسترالية أن تسعى لحماية الاقتصاد الأسترالي بطرق وبدائل أخرى "وأن لا تقوم ببيع المواد الأولية للخارج بأسعار زهيدة تحت شعار التجارة الحرة، كما وعليها أن تعيد الحركة لقطاع الصناعة وتؤمن وظائف للأستراليين في الداخل".
وجاء هذا الاتفاق في ظل مخاوف من تأثير سلبي لانتشار فيروس كورونا على قطاع الأعمال في أستراليا.
استمعوا إلى اللقاء مع سليمان يوحنا كاملا تحت المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.