وقعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلّحة محلية من الطائفة الدرزية، وقوات الحكومة السورية، بالإضافة إلى مناوشات مع عشائر بدوية في محيط المدينة.
اندلعت الاشتباكات يوم الأحد في منطقة المقوس داخل مدينة السويداء، وسرعان ما امتدت إلى الريف المجاور، مع ورود تقارير عن هجمات على قرى ونقاط تفتيش وقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى دمشق.
وأعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قسرة، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد يومين من المعارك التي أسفرت عن سقوط مئتين وثلاثة قتلى – وفق أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان ويتخذ من لندن مقراً له - مشيراً في بيان رسمي إلى أن القوات الحكومية "سترد فقط على مصادر النيران" وستتعامل مع أي استهداف من قبل "مجموعات خارجة عن القانون"، حسب تعبيره.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع السورية مقتل 18 عنصراً من قواتها، بينما أفادت مصادر حقوقية، بوقوع ضحايا مدنيين في عمليات إعدام ميداني داخل المدينة، إضافة إلى توثيق انتهاكات جسيمة شملت تعذيباً وإذلالاً علنياً لبعض السكان.
المجتمع الدرزي انقسم في مواقفه تجاه دخول القوات الحكومية، حيث رحبت الرئاسة الروحية للطائفة بتلك الخطوة، ودعت المجموعات المسلحة إلى تسليم سلاحها، في حين رفض الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز الزعماء الدينيين، دخول القوات متهماً الحكومة بشن "حرب إبادة" ومطالباً بتدخل دولي لحماية المدنيين.
وفي هذا السياق، قالت الناشطة الحقوقية السورية الأسترالية ريما فليحان لأس بي أس عربي: "شهد أهل السويداء على الانتهاكات في الساحل السوري، والمجازر موثقة من لجان تقصي الحقائق الدولية. هناك شعور عميق بعدم الثقة في السلطة الحالية، وخاصة بعد ما وقع من انتهاكات في صحنايا وجرمانا وتخوم السويداء. لهذا السبب هناك ممانعة شعبية واسعة لتسليم السلاح."
وأضافت فليحان: "السلطة الحالية لم تبنِ جسور ثقة مع مكونات المجتمع السوري، ويشعر كثيرون أن هذه السلطة تمثل مكوناً واحداً فقط. السويداء ليست كتلة واحدة، بل تضم قيادات دينية وسياسية ومجتمعية متعددة، والتعامل معها ككيان موحد أمر غير منطقي."
وحول التصريحات الإسرائيلية بشأن حماية الدروز، أوضحت: "لم يطلب أحد الحماية من إسرائيل. نعم، أحد شيوخ العقل طالب بحماية دولية عندما شعر بالخطر، لكن إسرائيل فقط صرحت بأنها لا تقبل بالتعرض للدروز. المجتمع في السويداء لديه مواقف واضحة وعلنية من هذه المسألة."
وفي ختام حديثها، دعت فليحان إلى تسوية سياسية شاملة: "أتمنى أن تنتهي الأمور بتسوية سياسية عادلة. لا بد من حوار وطني حقيقي ومسار عدالة انتقالية شفاف، يشمل كشف تقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن مجازر الساحل، وهو أمر جوهري لاستعادة الثقة بين السلطة والمجتمع."
ووفقاً لوسائل إعلام محلية، نفّذت الطائرات الإسرائيلية ضربات على مواقع متعددة، من بينها منطقة الشقراوية في ريف السويداء، ومحيط مطار الثعلة العسكري.
وأسفرت هذه الغارات عن سقوط عدد من القتلى، بينهم عنصر على الأقل من الجيش السوري، إضافة إلى إصابة عدد آخر بجروح، بحسب ما أورده موقع "تلفزيون سوريا".
وكان موقع "أكسيوس" الإخباري قد أشار يوم الثلاثاء، نقلاً عن مسؤول أميركي، إلى أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب كانت قد طلبت من إسرائيل وقف هجماتها على مواقع الجيش السوري في جنوب سوريا.
في المقابل، حملت وزارة الخارجية السورية إسرائيل مسؤولية ما وصفته بـ"التصعيد الأخير في الجنوب"، مؤكدة على "حق سوريا في الدفاع عن سيادتها بكل الوسائل القانونية، وحرصها على حماية جميع مواطنيها، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية".
المزيد في الملف الصوتي أعلى الصفحة.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.