يزور أستراليا حاليا، الخوري رَواد الشقور من لبنان، بعد أن حاز مؤخرا على شهادة دكتورة دولة في اللغة العربية وآدابها من المعهد العالي في الجامعة اللبنانية بتقدير جيد جدا.
للإضاءة أكثر على جماليات وفصاحة اللغة العربية وعمق آدابها، تحدثت جميلة فخري الى الخوري رواد الياس وسألته بداية عن مقام اللغة العربية وأهميتها، فقال ان "اللغة هي الوعاء الأساسي الذي يحتوي العلوم والتكنولوجيا والمعرفة والثقافة والحضارة وحتى الهوية"
اللغة هي خزانة التاريخ واعتبر الخوري الشقور ان اللغة تعني المحافظة على الكيان الانساني والاجتماعي للأمم " استطاعت الأمم عبر التاريخ ان تحافظ على وجودها من خلال المحافظة على اللغات الخاصة بها.
كما شدد الخوري الشقور على أن تعلم لغة ثانية هو بمثابة اضافة شخص آخر على شخصك وان الارث الثقافي والارث الحضاري مرتبطان ارتباطا وثيقا باللغة ووصف الخوري الشقور هذه العلاقة بالارتباط الجذري لأن اللغة هي "خزانة التاريخ" بحسب تعبيره.
وأضاف الخوري الشقور ان للآداب آفاق لا تنتهي وأعماق لا يمكن سبر أغوارها "حتى المتخصصون في اللغة العربية لا يمكنهم الادعاء بأنهم امتلكوا بحر اللغة الواسع".
أما بالنسبة الى فصاحة اللغة العربية وغنى معجمها قال الخوري الشقور ان اللغة العربية من أجمل اللغات وأفصحها وهي تحتوي على غنى المفردات والألفاظ ولها قواعدها الجامدة التي تتحول الى مرنة في أيدي الشعراء والكتاب والأدباء. اللغة العربية واسعة و مطاطة، يسمونها ب"الدرّ المكنون" لأنه كلما غصت في أعماقها كلما اكتشفت جماليات أبعد وتذوقت حلاوة أكثر.
وأشار الخوري الشقور الى ان الأسواق ساهمت في انتشار اللغة العربية انتشارا واسعا، على سبيل المثال سوق عكاظ حيث كان يتم التداول بالشعر والأدب الرفيعين فكان يُقال: "من الأشعر بينكم" وكان الشعراء والمثقفون يتباهون بمدى فصاحتهم وقدراتهم اللغوية ومرونة قصائدهم التي كانت مدعاة للافتخار، واعتبر الشعراء من وجهاء المجتمع العربي ، تتلى قصائدهم في الأفراح والأتراح وتمتعت كلماتهم بسلطة فريدة لحل النزاعات وتقارب الشعوب.
واختصر الخوري الشقور جماليات اللغة العربية بما يلي:
أولا: فصاحتها والقدرة التعبيرية وبلاغة الكلام لأن ليس فيها تعقيد لفظي أو تنافر بين الكلمات
ثانيا: غنى المرادفات والمعاني حيث تمنح اللغة العربية القدرة على استعمال عدد كبير من العبارات المرادفة فلا يعد هناك من محدودية لانتقاء الكلمات
ثالثا: علم العروض الذي يتيح للكاتب أو الشاعر ان ينظم كلامه ويقيسه على وزن موسيقي معين فيستعمل أجمل الأصوات والقوافي مثل ما هو الحال في شعر "الجزل"
بالضافة الى الثبات الحر ، فهناك أكثر من مليار شخص يتحدثون العربية بالرغم من كل التحديات وتقلبات الزمن التي تعرضت لها اللغة العربية.
وأنهى ا الخوري الشقور كلمته قائلا ان اللغة العربية شكلت عبر العصور معجما أدبيا وتاريخيا واجتماعيا، ليس فقط للكلمات والتعابير بل لكثير من التقاليد والعادات والانسانية وهذا عامل أساسي لنقل الثقافة من شعب الى آخر.




