أعداد من أصيبوا بكورونا حول العالم منذ بدء الجائحة، تحصى بالملايين، الأغلبية تعافوا منها، وكثيرون فقدوا أرواحهم والبعض لا زال تعاني من آثار جانبية مزمنة لهذا الوباء حتى بعد الشفاء
قَلَب وباء كورونا العالم رأسا على عقب، مساويا الفقير بالغني وغير عابء بخلفية أو جنس أو لون أو بلد.
ولمس الوباء بطيشه حياة الناس بشكل مباشر أو غير مباشر اينما كانوا في العالم بأسره.
ولا زال العالم يصارع الزمن في سعي دؤؤب لاكتشاف المزيد عن الوباء المستجد لعلم المزيد عنه والتعامل عنه بأفضل طريقة ممكنة من خلال تحليل البيانات المتوفرة الى الآن.
وفي حديث مع اس بي عربي 24، أضاءت المستشارة النفسية الدكتورة ديما عقيق على تداعيات كورونا المحتملة الطويلة ا لمدى والتي يضطر للتعايش معها مجموعة من الذين اصيبوا بالمرض وشفيوا منه.
وقالت الدكتورة عقيق: "أصيبت أعداد كبيرة من الناس داخل وخارج أستراليا بكورونا أصدقاء وأقرباء بموجة الكوفيد الصعبة."
وأضافت الدكتورة عقيق: "مؤخرا بتنا نسمع بمصطلح جديد ، ألا وهو Long Covid، للدلالة على الآثار الجانبية لكوفيد 19 على الصحة الجسدية والنفسية التي قد يعاني من أصيب وشفي من الفيروس."
واشارت الدكتورة عقيق الى :" هناك من يعاني من الأرهاق التنفسي والتعب المزمن لشهور بعد اصابتهم، معظم الحلات تشفى خلال أسابيع الا ان هناك قلة يعانون من آثار طويلة الأمد."
وقد تختلف الأعراض من شخص الى الآخر وتمتد من أسابيع لأشهر بعد خروج فيروس من جسد المصاب.
كما أشارت الدكتورة عقيق الى انم الأعراض تتمثل ب: "التعب المزمن والارهاق المستمر وضيق متقطع في التنفس ومن الأعراض الأكثر شيوعا التي ترافق تداعيات كورونا الطويلة الأمد، أوجاع في المفاصل وأوجاع قد تطال الجهاز العضلي والعصبي، الإجهاد بالتنفس، أوجاع في الصدر وتسارع في نبضات القلب، دوخة مفاجأة عندما ينتقل الشخص من مكان الى آخر او عندما يقف بسرعة."
وشرحت الدكتورة التعب المزمن بانه حالة من الأجهاد التي لا تختفي مع أخذ قسط من الراحة: "عادة الأشخاص يستعيدون طاقتهم بعد أن يأخذوا قسطا من الراحة ولكن هذه ليست حال من يعاني من الآثار الجانبية الطويلة الأمد لكوفيد19."
وأوضحت: "يصبح المريض غير قادر على القيام بمهامه اليومية وواجباته العائلية والمهنية."
وتطرقت الدكتورة عقيق الى الآثار النفسية المحتملة وتلك المتعلقة بالقدرات الذهنية أو العقلية: "يعاني قلة من غشاوة بالتفكير، الأشخاص الذين تتطلب أعمالهم تركيز فكري يجدون صعوبة بالرغم من قابليتهم السابقة على اتمام العمل الموكل ا ليهم."
وتكمن صعوبة التعايش مع التعب المزمن على انه مستتر وغير ظاهر للعيان وبالتالي يصعب تشخيصه ليس فقط على الأشخاص المحيطين بالمريض ولكن أحيانا على ذوي الأختصاص: "يصعب حتى على الأطباء فهم مصدر التعب والأجهاد مهما عملوا من فحوصات فقد لا تظهر نتائج التحاليل ما يسهل التشخيص."
"المعاناة تكون بصمت لأن الأشخاص الذين يرونهم لا يمكنهم تصديق ان لديهم هذا الكم الهائل من الأعراض."
وأشارت الدكتورة عقيق الى العوامل التالية التي تلعب دورة في مكافحة الآثار الجانبية لكورونا:
التعافي يتفاوت من شخص لآخر و قد يتخطى 12 شهرا
ليست هناك من خبرات او دراسات كافية الى الآن
الباحثون يحتالجون للمزيد من البيانات والمصابون لا يجدون الأجوبة أو الحلول لمعاناتهم
ارتفاع عالي بالحلات النفسية من قلق واضطرابات
الأثر النفسي لا يستهان به في مسيرة التعافي من كورونا
مرحلة التعافي الطويلة تتأرجح بين يوم جيد وآخر سيء، وهذا يؤدي الى ارتفاع حاد في المعاناة النفسية.
ودحضت الدكتورة عقيق نظرية المقامرة كليا: "هذا وباء جديد، عانى منه الملايين وهو حقيقة واقعية طبية ولا زلنا في الحقل الطبي نتعلم عنه وعن أعراضه والفئات العمرية."
"نحن بحاجة لوعي أكبر عن الآثار الجانبية التي قد يتركها كوفيد، ليست مزحة، وأحيانا نرى على وسائل التواصل بعض الأخبار تنفي كورونا وهناك من يتحدث عن مؤامرات وما هنالك، بحب قول لا تصدقوا هذه الشائعات لأن تجربتي الشخصية ومعرفتني لأشخاص عانوا كثيرا من كورونا، أستطيع أن أقول بصوت عال جدا، ليس مزحة، وهو شيء خطر ونيال الأشخاص اللي بيعيشوا من بعد كوفيد والله يعطي الصبر لمن يعاني من الآثار الجانبية المزمنة."
"الى الآن لا نعرف الآثار الطويلة الأمد مستقبلا على المصابين الأصغر عمرا، اللقاح ضروري جدا، نحن محظوظون لكوننا في بلد يحترم مواطنيه ويرعى شؤوننا الصحية عن كثب ويعطينا أفضل اللقاحات في العالم."
ونصحت الدكتور عقيق بعدم الخوف والتحدث الى طبيب العائلة عن أي مخاوف تراودنا والتعبير عن أي قلق نشعر به.
وأملت أن في وقت قريب: "يعطى اللقاح بطريقة آمنة ومنظمة ."
