عندما فرضت حكومة فيكتوريا الإغلاق على المبنى السكني الذي يقطنه الشاب حسن ووالدته في منطقة Flemington وجد نفسه في وضع صعب ما بين الإلتزام بإجراءات السلامة وبين توفير إحتياجات أمه المريضة.
النقاط الرئيسية
- يحكي الفيلم القصير The Ninth Tower قصة حسن والسكان الآخرين داخل مجموعة من أبراج الإسكان الحكومي في ملبورن قامت حكومة فيكتوريا بوضعها تحت الإغلاق يوم 4 يوليو/تموز 2020
- يشير اسم الفيلم إلى البرج التاسع في مجموعة الأبراج الواقع في 33 شارع ألفريد والذي ظل تحت الإغلاق لمدة 14 يوما
- توصل تحقيق أجرته أمينة المظالم في فيكتوريا إلى أن توقيت إغلاق أبراج الإسكان العام الواقعة في شمال ملبورن انتهك قوانين حقوق الإنسان
يحكي الفيلم القصير The Ninth Tower قصة حسن والسكان الآخرين داخل مجموعة من أبراج الإسكان الحكومي في ملبورن قامت حكومة فيكتوريا بوضعها تحت الإغلاق يوم 4 يوليو/تموز 2020 كجزء من إجراءات السيطرة على وباء الكوفيد في الولاية.
جاء القرار في أعقاب اكتشاف عدد من الحالات داخل الأبراج وبحسب تصريحات الحكومة في ذلك الوقت فإنه تم وضع الأبراج تحت الإغلاق المشدد للسيطرة على تفش محتمل.
ولكن أمينة المظالم في فيكتوريا ديبرا جلاس قالت أن تحقيقا أجرته وجد أن كبار مسؤولي الصحة اتفقوا في صباح يوم السبت 4 يوليو على ضرورة إغلاق الأبراج للسيطرة على تفش محتمل.
ولكنهم توقعوا أن يبدأ في اليوم التالي للسماح بالتخطيط للإمدادات الغذائية وغيرها من الخدمات اللوجستية لسكان الأبراج.
لكن في مؤتمر إعلامي في الساعة 4 مساءً أعلن رئيس حكومة فيكتوريا دان أندروز بدأ الإغلاق فورًا.
قامت كوثر عبد العليم وهي صانعة أفلام شابة من أصل كيني بكتابة وإخراج الفيلم القصير The Ninth Tower أو "البرج التاسع" بمشاركة مجموعة من سكان الأبراج وفريق عمل من خلفيات متعددة الثقافات.
يشير اسم الفيلم إلى البرج التاسع الواقع في 33 شارع ألفريد والذي ظل تحت الإغلاق تسعة أيام إضافية لارتفاع معدلات الإصابة فيه بعد أن تم رفع الإغلاق عن الأبراج الثمانية الأخرى والذي استمر خمسة أيام فقط.
يكشف الفيلم تعقيدات العلاقات بين السكان ذوي الأصول المهاجرة والشرطة ومسؤولي الصحة.
تقول ليلى شوك مديرة الإنتاج أنها تحمست بشدة عندما عرضت عليها كوثر فكرة الفيلم.
"عندما أرسلت إلي كوثر النص عرفت فورا أنني أريد أن أكون جزءا من فريق عمل الفيلم الذي يحكي عن قصة حقيقية حدثت في مدينة ملبورن."
ترجع ليلى حماسها إلى اقتناعها بقدرة الفيلم على إيصال صوت السكان الذين احتجزوا في بيوتهم بدون سابق إنذار بطريقة لا تتمكن نشرات الإخبار من إيصالها.
بحسب كوثر وليلى فإن الهدف من صناعة الفيلم القصير هو التعبير عن معاناة سكان الأبراج خلال الإغلاق بحيث تكون نظرتهم هم للأمور هي محور القصة التي يرويها الفيلم.
تقول كوثر: "الناس خارج تلك الأبراج لم يكونوا يدركون مدى صعوبة موقف السكان الذين احتجزوا في بيوتهم فجأة. أردت من خلال الفيلم تسليط الضوء على التجربة الإنسانية والمشاعر كما لم يعرفها عموم الناس."
تشرح كوثر كيف أن جميع الممثلين الرئيسيين في الفيلم هم بالفعل من سكان الأبراج مما سهل على المشاهدين التفاعل معهم.
عرض فيلم The Ninth Towerفي مهرجان ملبورن الدولي للأفلام MIFF وسيعرض هذا الشهر في مهرجان بريزبان الدولي للأفلام.
تقول كوثر أن الفيلم تم استقباله في المهرجانين بحفاوة.
"حصلنا على رد فعل كبير خاصة من سكان الأبراج الذين شكرونا على التعبير عن تجربتهم وأيضا من أناس لم يكونوا يعرفون الكثير عما حدث في تلك الأبراج."
أوصت أمينة المظالم ديبرا جلاس حكومة فيكتوريا بالاعتذار لسكان الأبراج معترفة بالتأثير السبلي الذي تسبب به احتجازهم الفوري.
تقول ليلى: "لم يكن هدفنا من صناعة الفيلم هو الحصول على اعتذار من حكومة فيكتوريا ولكني قلت لكوثر ماذا لو حدث هذا بالفعل؟ ماذا لو اعتذرت الحكومة بسبب الفيلم؟"
توصل تحقيق أجرته أمينة المظالم في فيكتوريا إلى أن توقيت إغلاق أبراج الإسكان العام الواقعة في شمال ملبورن لم يكن بناءا على نصيحة صحية مباشرة وانتهك حقوق الإنسان كما تنص عليها القوانين في فيكتوريا.
وقد صرحت جلاس في مؤتمر صحفي: "في مجتمع عادل حقوق الإنسان ليست اتفاقية يمكن تجاهلها أثناء الأزمات ولكنها إطار يحدد كيف نتعامل مع غيرنا وكيف نعامل نحن عندما تتكشف الأزمات".
وقالت جلاس أن التحقيق وجد أن البدء الفوري للإغلاق يبدو أنه يمكن إرجاعه إلى اجتماع مجلس الوزراء المعني بالأزمات في الساعة 1.45 بعد ظهر ذلك اليوم.
هذا وقد تم رفض طلب أمينة المظالم للحصول على وثائق اجتماع مجلس الوزراء في ذلك اليوم.
