منذ عامين كانت يسرا متولي تعجز عن السباحة لخمسين متراً في المسبح، لكنها الآن تقف على شاطئ جاري في غرب سيدني وتراقب مرتادي الشاطئ للتأكد أنهم يستمتعون بوقتهم في سلام دون الخوف من الغرق.
تصف يسرا دورها قائلة: "بعض مرتادي الشاطئ لا يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، ولا يدركون أن الأمواج قد تكون قوية، وجود شخص يعرفون التعامل معهم (بالعربي) سيساعدهم."
يسرا هي واحدة من أربع منقذات من أصول شرق أوسطية يشاركن في برنامج نادي جاري للإنقاذ، يستهدف البرنامج جذب المتطوعين من أحياء غرب سيدني، لأن معظم مرتادي الشاطئ من هذه المنطقة، ومثل جميع فرق الإنقاذ من ولاية نيو ساوث ويلز يحاول المنقذون والمنقذات التقليل من أعداد الغرقى المتزايدة.
في عام 2018/2019 وصلت أعداد الغرقى في أستراليا لأعلى مستوياتها خلال الثلاثة أعوام الماضية، حيث لقي 122 شخصاً مصرعهم غرقا في أستراليا بزيادة 15 شخصاً عن العام السابق طبقا لتقرير سلامة الشواطئ الوطني الصادر عن مؤسسة منقذي الشواطئ الأسترالية.

Garie Vanguard Surf Life Saving trainees: Elif Incekara-Hafalir, Anisa Buckley and Yusra Metwally. Source: Supplied
عدد الغرقى في ولاية نيو ساوث ويلز هو الأكبر ووصل العام الماضي إلى 69 غريقاً، تليها كوينزلاند 37 غريقاً، ثم فيكتوريا 27 غريقاً، ولهذا تحاول الأربع المنقذات تقديم المساعدة لمرتادي الشواطئ في غرب سيدني.
أسست يسرا منذ عامين جماعة Swim Sisters في حي أوبرن غربي سيدني، وتعاونت Swim Sisters مع نادي جاري للإنقاذ من خلال برنامج للتأهيل يستمر لثمانية أسابيع، وتقول ربيكا هيرون داولينج المسؤولة عن المتطوعات في نادي جاري للإنقاذ إن فترة الأعداد تشمل تعليم المتطوعات الكثير من المهارات النظرية والعملية مضيفة: "خلال فترة الإعداد تتدرب المنقذات على مهارات مثل التواصل مع البالغين والأطفال، السباحة عبر الأمواج المرتفعة، وإدارة المواقف الخطرة في المياه، وتنفيذ عمليات الإنقاذ المتنوعة، والتعامل مع الإصابات التي تهدد حياة المصاب مثل إصابات العمود الفقري والرقبة."
بجانب مهارات الإنقاذ يجب على المتطوعات اجتياز اختبار للياقة البدنية يرتكز على السباحة بسرعة في مياه المحيط، ورغم برودة المياه وصعوبة الأحوال الجوية في الكثير من الأوقات، ترى يسرا التي مازالت تعمل على زيادة سرعتها في المياه أن الارتقاء بلياقتها البدنية هو جزء من متعة السباحة بصفة عامة واصفة الإحساس بأنه "تحدي مهم لنفسي."

The Garie Vanguard Surf Life Saving members take part in a training session at Elouera Beach. Source: Supplied
بعض المتطوعات فضلن الذهاب لمدرسة سباحةDifferent Strokes لتحسين لياقتهن في الماء، فالمدرسة تعقد دورات متخصصة تفضلها المتطوعات وتسمى Swim Fit كما توضح كاري باينز مديرة المؤسسة والتي تقيّم المتطوعات وتعقد امتحاناً للسرعة في السباحة: "يجب عليهن سباحة مائتي متر في خمس دقائق، وأربعمائة متر في تسع دقائق. من لا يمكنها تحقيق هذا الرقم عليه بالتدرب من جديد."
حماية مرتادي الشاطئ من الغرق هو الهدف الأهم و الأسمى للمتطوعات، لكن هناك هدف آخر تتحدث عنه يسرا بشغف: "أنا بحب المحيط جداً وهذا هو السبب الرئيسي الذي جذبني لتعلم السباحة، المحيط هو مكان رائع بالنسبة لي، الأمواج دائما ما تتغير، وهناك الكثير لاستكشفه في المحيط."