في هذا السياق، استعرضت أس بي أس عربي قصص عدد من الحاصلين حديثاً على الجنسية الأسترالية، إلى جانب تجربة جمعية تعنى بتأهيل المتقدمين لاختبار الجنسية.
انتماء ومسؤولية
السيدة حنان نصور، التي حصلت على الجنسية قبل أشهر قليلة، وصفت لحظة ترديد النشيد الوطني بعد أداء القسم بأنها مختلفة كلياً:
شعرت أنني أمتلك هوية جديدة، وأن انتمائي أصبح حقيقياً، ترافقه مشاعر بالفخر والاستقرار.السيدة حنان نصور
وأضافت أن حصولها على الجنسية منحها صوتاً جديداً في المجتمع عبر المشاركة في الانتخابات، معتبرة أن التصويت مسؤولية حقيقية تعكس حضورها كمواطنة كاملة الحقوق. كما شددت على أهمية أن يكون الأهل قدوة للأجيال المقبلة في احترام التنوع والمشاركة الإيجابية داخل المجتمع الأسترالي.

تمكين المرأة وصوت جديد
أما السيدة صبا نعوم، فاستعادت مشهد لحظة استلامها شهادة الجنسية وسط جمع من مختلف الجنسيات والثقافات، معتبرة أن تلك اللحظة جسدت قيمة الانتماء المشترك.
أصبحت أشعر أن لي مكاناً وصوتاً داخل هذا المجتمع، خصوصاً كإمرأة، حيث اكتسبت ثقة أكبر بنفسي وبقدرتي على اتخاذ قرارات حرة دون خوف.السيدة صبا نعوم
وأكدت أن الحرية التي منحتها المواطنة الأسترالية، سواء في التفكير أو المعتقد أو أسلوب الحياة، عززت إحساسها بالتمكين.

ما وراء الامتحان
ومن جانبها، أوضحت السيدة هبة أياس، وهي منسقة فريق متعدد الثقافات في مؤسسة Whittlesea Community Connections، أن المواطنة الأسترالية ليست ورقة رسمية فحسب، بل تجربة حياة جديدة قائمة على المشاركة والكرامة.
عملنا لا يقتصر على تدريب المتقدمين لاجتياز اختبار الجنسية، بل يمتد إلى ترسيخ قيم المساواة، والحرية، والديمقراطية. نساعدهم على تخطي التحديات اللغوية والإدارية، ونمنحهم الثقة ليشعروا أن لهم دوراً حقيقياً في المجتمع.السيدة هبة أياس
وأضافت أن أستراليا، بدورها، تتعلم من القادمين الجدد قوة الصبر، وأهمية التضامن، والقيم العائلية التي يضيفونها إلى نسيج المجتمع المتنوع.

رمزية النشيد الوطني
أجمع الضيوف على أن للنشيد الوطني الأسترالي وقعاً مختلفاً بعد الحصول على الجنسية. فالسيدة حنان نصور أكدت أن الاستماع إلى النشيد وهي مواطنة كاملة الحقوق جعلها تشعر بالانتماء الحقيقي. كما أشارت إلى أهمية أن يردده الأطفال في المدارس لتعزيز روح الانتماء لديهم منذ الصغر.
أما السيدة صبا نعوم، فرأت أن لحظة ترديد النشيد وسط مجموعة من جنسيات مختلفة كانت لحظة مؤثرة تختصر معاني التنوع والوحدة في آن واحد.
اقرأ المزيد

إلغاء افتتاح مطعم في باريس والسبب؟
فصل جديد في الحياة
تجارب الضيفات الثلاث تعكس بوضوح أن الجنسية الأسترالية ليست مجرد شهادة، بل بداية فصل جديد يقوم على المشاركة الفاعلة، وصوت مؤثر في الحياة السياسية، وانتماء يعزز قيم التنوع.
في النهاية، يظل يوم المواطنة الأسترالية رمزاً لوطن يتسع للجميع، ويحتفي بتنوعه كقوة تمنحه مزيداً من الغنى والإنسانية.