خصص شهر تشرين الثاني/نوفمبر للتوعية بصحة الرجل والإضاءة على حاجته النفسية والجسدية بهدف إزالة الوصمة عن طلب المساعدة والتوعية بأهمية إجراء الفحوصات الدورية والتشخيص المبكر الذي قد يشكل فارقا بين الحياة والموت.
وانطلقت مبادرة موفمبر لأول مرة عام 2004 وهذه التسمية تجمع بين كلمتي موستاش التي تعني شارب أو الشنب باللغة الإنكليزية، وكلمة نوفمبر أي شهر تشرين الثاني، للتوعية بالصحة الرجال الجسدية وإجراء الفحوصات المبكرة مثل اختبار الكشف عن سرطان البروستات فضلاً عن الصحة النفسية ومكافحة الإنتحار والاكتئاب.
وتكتسب الصحة النفسية اهتماما يوازي الرعاية الجسدية، ويسعى المختصون لإزالة الوصمة المحيطة بالصحة النفسية عند الرجال، وتغيير الصورة النمطية عن كتمان المعاناة لتفادي الانزلاق في متاهات الأمراض وعواقبها وقد اجتازت الجالية العربية في أستراليا شوطا كبيرا في هذا المجال.
واستطلع ميكروفون أس بي أس عربي24، آراء عيّنة من أبناء الجالية العربية حول مدى جهوزيتهم للخضوع لاختبارات طبية معتادة بشكل دوري، وإجراء الفحوصات الموصى بها مثل فحص البروستات أو فحص دم، حتى في غياب العوارض والأوجاع وكما يقولون "على صحة السلامة".
وقال السيد جورج سابا إن الشباب يغضون النظر عن زيارة الطبيب دون حاجة مباشرة أو شعور بالألم، ولكن حين يكبرون يضطرون لزيارة الطبيب مرغمين.
وأشار سابا الى الخدمات الصحية المتوفرة في أستراليا مجانا للمواطنين: "في لبنان يسحبون دمك بالمعنى المجازي قبل المعنى الحرفي لأن كلفة الطبابة باهظة جدا وهي تقع على عاتق المواطن بشكل شبه كامل".
وأضاف سابا متحدثا عن جودة الخدمات الطبية في أستراليا وتفاني العاملين فيها المهتمين بشؤون المرضى الى حد بعيد، والذين يعملون ما بوسعهم لضبط إيقاع مراجعة الأطباء وحفظ المواعيد: " يتصلون بي من المستشفى وعيادات الأطباء ليذكروني بالمواعيد الطبية قبل يوم منها كي لا أنسى."
وتوجه سابا بكلمة شكر وامتنان للممرضات والممرضين: "يخدموننا بإنسانية، أكثر بكثير من واجبهم، يعملون بمحبة ورأفة تتخطى مهام وظائفهم".
من جهته، يرى السيد أسعد بركات أن الفحوصات الدورية لازمة وضرورية وتنقذ الحياة وهي سهلة المنال في أستراليا، ومعظمها لا يتطلب أكثر من بضعة دقائق أو ساعة واحدة من الوقت."
"على الرجل أن يهتم بصحته وبغذائه ويجري الفحوصات الدورية خاصة للأمراض التي يمكن ان تصيب الشخص لعامل وراثي".
وأضاف بركات: "الفحوصات المبكرة لكشف سرطان البروستات تنقذ الحياة، كلما يتم تشخيصه باكرا، تزداد فرص الشفاء منه بعد العلاج".
اما عن الأسباب التي تدفع برجال من الجالية العربية لتأجيل الفحوصات الطبية الخاصة بهم، أشار بركات إلى عاملي الخوف والخجل :"الكل يخاف، سواء كان رجلاً أم امرأة، لكن الخوف مرض بحد ذاته، والعلاجات باتت متقدمة وفعالة، فمن يواجه المرض بروح إيجابية ومعنويات مرتفعة ينتصر عليه".
ويجري بركات الفحوصات الدورية الموصى بها كل ستة أشهر مثل فحص البروستات وفحص الدم الشامل لتفقد معدلات السكر والكوليسترول وما شابه.
"هناك حتى الآن من يخجل من الإفصاح عن عوارض جسمانية خطيرة، كرؤية رواسب دموية في البول أو عوارض الألم والوجع".
هذا بالإضافة لما تحمله صورة الرجولة الشرقية النمطية من مواصفات مغلوطة بأن الرجولة تعني عدم الاعتراف بالألم أو التعب أو المعاناة النفسية.
وتوجه بركات بكلمة تشجيع إلى كل الرجال المتعبين من تعدد المهام والمنهكين من ساعات العمل المضنية والأشغال المنزلية والصيانة وتربية العائلة ومتطلبات الحياة قائلا: "من لا يهتم بصحته لا يحب عائلته، لأن أجمل ما يمكن أن يعطيه الأب لعائلته هو أن يكون بينها، فتنعم الزوجة بزوجها والأبناء بأبيهم حيا يرزق يحضنهم ويدعمهم ويحبهم، وأن يكون بصحة جيدا يكسب رزقا ومستقلا يخدم نفسه بنفسه ولا يحتاج لرعاية."
وأعرب بركات عن استعداده لطلب المشورة النفسية دون تردد، مشيرا إلى الضغوط الحياتية التي تثقل عاتق الإنسان والتي يمكن تخفيفها من خلال الحديث عنها مع صديق حميم موثوق أو أصحاب الخبرة والاختصاص.
كما أشار السيد بركات إلى أهمية طلب المساعدة النفسية على مختلف المستويات باعتبارها توازي الصحة الجسدية وأكثر.
المساعدة النفسية متاحة في أستراليا بعدة طرق ومن أبرزها خط الحياة على الرقم 131114.