يتمتع يوم الاعتذار الوطني بأهمية خاصة لمجتمعات السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس في أستراليا. وهو يمثل فرصة لجميع الأستراليين لتذكر أخطاء الماضي وبناء جسور أقوى من أجل مستقبل أكثر ثراءً وأقوى معًا. وشعار هذا اليوم للعام 2021 ،“More than a word, reconciliation takes action أو"أكثر من مجرد كلمة، المصالحة تحتاج الى افعال" ويحث الشعار كل الاستراليين على القيام بخطوات أكثر شجاعة وأكثر تأثيرًا لتحقيق مصالحة حقيقية وفاعلة.
وعن اهمية هذا اليوم، يقول الناشط الحقوقي في قضايا السكان الاصليين السيد سام اسكندر ان الاعتذار جاء "نتيجة تحرك كبير من كل أفراد وفئات الشعب الاسترالي"
ويضيف السيد اسكندر ان المجتمع يجب الا يتوقف عند الاعتذار فقط رغم اهميته بل يجب ان تتبعه افعال واجراءات تحقق تأثيرا ايجابيا في حياة السكان الاصليين. ويخشة اسكندر من وجود قوى سياسية ومجتمعية وصفها "باليمينية" ترفض منح السكان الاصليين حقوقهم كاملة.
وتم الاحتفاء بهذا اليوم لاول مرة في 26 مايو 1998 بعد مرور سنة من تقديم تقرير بعنوان "Bringing them home" في البرلمان الفدرالي. وعرض هذا التقرير تفاصيل المصاعب التي عانى منها أطفال السكان الأصليين والتي تم إبعادهم بالقوة عن أسرهم كجزء من سياسة الحكومة الرسمية خلال القرن العشرين.
كما تضمن التقرير قائمة توصيات لما يجب على الحكومة فعله للتحرك نحو المصالحة والمضي قدماً عن أخطاء الماضي. كانت إحدى هذه التوصيات أن تصدر الحكومة اعتذارًا رسميًا لمجتمعات السكان الأصليين.
وهذ ما تحقق في عام 2008 على يد رئيس الوزراء انذاك العمالي كيفن راد. ومن المطالب المستمرة للسكان الاصليين وداعميهم تتعلق بتغيير تاريخ يوم استراليا الوطني واضافة بند في الدستور يعترف بالسكان الاصليين.
ويمهد يوم الاعتذار الوطني لانطلاقة أسبوع المصالحة الوطنية The National reconciliation Week وهو الوقت المناسب لجميع الأستراليين لمعرفة المزيد عن تاريخ الأمم الأولى وشعوبها وثقافاتها وتجاربها ، والنظر في الطرق التي يمكننا بها كأفراد المساهمة في بناء علاقات قوية ومحترمة واتخاذ إجراءات لتحقيق المصالحة.
استمعوا للمزيد عن هذه القضايا في الحوار الكامل مع الناشط في قضايا السكان الاصليين السيد سام اسكندر في الرابط الصوتي أعلاه