النقاط الرئيسية:
- تم اكتشاف المقبرة من قبل عمال مصريين تحت إشراف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر
- قناع توت عنخ آمون المصنوع من الذهب الخالص الذي كان موضوعا على جسده المحنط هو أحد أكثر الأشياء التي تم اكتشافها في المقبرة شهرة
- لا تزال بعض الألغاز تحيط بالملك الذهبي ومقبرته منها جرتان وجد بداخلهما جنينان محنطان
يوافق يوم 4 نوفمبر 2022 ذكرى مرور 100 عام على أحد أشهر الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين: اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك بمصر.
سر شهرة مقبرة توت عنخ آمون يعود إلى أنها واحدة من مقبرتين اثنتين فقط لملكين نجتا من لصوص المقابر ووجدتا على حالتهما الأصلية.
وقد تم اكتشاف المقبرة من قبل عمال مصريين تحت إشراف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر. فتح كارتر وراعيه إيرل كارنارفون الخامس المدخل المغلق للمقبرة في وقت لاحق من شهر نوفمبر.
ولكن بعد 100 عام على الاكتشاف هل ما زلنا نتعلم منه أشياء جديدة؟
بحسب كولين هوب عالم المصريات والأستاذ المساعد بجامعة موناش فإن الإجابة هي: نعم.
يقول هوب لأس بي أس عربي: " لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن جميع جوانب الحضارة المصرية القديمة واكتشاف كبير مثل اكتشاف المقبرة لا زال لدينا الكثير لنتعلمه منه."
"العديد من الأشياء لم تتم دراستها بالتفصيل بعد وبينما يحدث ذلك ببطء نتعلم المزيد عن الملك و عن مصر."
مقتنيات لا تقدر بثمن
عندما اكتشفت المقبرة وجد فيها مقتنيات الملك والتي كانت تتراوح بين أدوات الحياة اليومية العادية وحتى مجوهراته الثمينة التي كانت تعكس وضعه كملك.
تعكس المقتنيات أعلى مستويات الجودة الحرفية وتظهر ثراء مصر التي كانت أقوى دولة في البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت.
يقول هوب: "يمكننا أن نرى تفاصيل ملابسه والمهارة الفنية في تصنيعها وبالطبع يعطينا ذلك فكرة عن كيفية دفن ملك من الأسرة الثامنة عشرة حتى لو كان غير مهم مثل توت عنخ آمون. تظهر المقتنيات ثروة الدولة والمعرفة الفنية المصرية."
British archaeologists Howard Carter (1874 - 1939) (left) and Arthur Callender (died 1937) carry out the systematic removal of objects from the antechamber of the tomb of Pharaoh Tutankhamen, better known as King Tut, with the assistance of an Egyptian laborer, Valley of the Kings, Thebes, Egypt, 1923. (Photo by Hulton Archive/Getty Images) Credit: Hulton Archive/Getty Images
قناع توت عنخ آمون المصنوع من الذهب الخالص الذي كان موضوعا على جسده المحنط هو أحد أكثر الأشياء التي تم اكتشافها في المقبرة شهرة. كان توت عنخ آمون (1341-1323 قبل الميلاد) آخر أفراد أسرته الذين حكموا خلال الأسرة الثامنة عشر وتولى العرش عندما كان في التاسعة من عمره ومات في أواخر سن المراهقة.
تم دفنه داخل ثلاثة توابيت حيث صنع التابوت الداخلي من الذهب الخالص والتابوتان الخارجيان صنعا من الخشب المذهب.
وصف كارتر مشاهدته الأولى للتابوت الثاني الأصلي بأنها "لحظة قلقة ومثيرة".
التابوت الأصلي مغطى بألواح من رقائق الذهب ومعجون زجاجي متعدد الألوان مع عناصر زخرفية مطعمة بالأحمر والأزرق وزجاج فيروزي. وهي تحتوي على صور لإله النسر المجنح حامي مصر الموحدة.
يقول هوب: " كان كارتر منهجيًا للغاية في تسجيله لمحتويات المقبرة واستغرق ذلك 10 سنوات."
"تم تسجيل كل شيء فيما يتعلق بمكان العثور علي المقبرة وتصويرها ووصفها وحفظ ما وجد بداخلها قبل النقل. كان هذا استثنائيا في ذلك الوقت. سجل كل شيء حتى شظايا أواني فخارية مكسورة."
يقول هوب إن اكتشاف المقبرة لم يحدث بالصدفة.
"تُظهر دراسة أعمال كارتر الأخرى في وادي الملوك بوضوح أنه جمع مجموعة متنوعة من المعلومات التي أقنعته بأنه لم يتم العثور على المقبرة بعد."
هل حلت لعنة الفراعنة على مكتشفي المقبرة؟
لا تزال بعض الألغاز تحيط بالملك الذهبي ومقبرته منها جرتان وجد بداخلهما جنينان محنطان.
يقول علماء المصريات إن الموميتان ربما تكونان لتوأمين من المرجح أنهما طفلا الملك توت عنخ آمون من زوجته الوحيدة.
يقول هوب: "لقد مكنتنا دراسات الحمض النووي لجسم الملك والرضيعين اللذين تم العثور عليهما في المقبرة من تحديد نسبه وعلاقته بأعضاء آخرين من العائلة المالكة لدينا أجسادهم المحنطة هم أيضًا."
"كما تمكنا من تحديد شكل جسمه وحالته الصحية على الرغم من أن سبب الوفاة ليس واضحا بالضبط حتى الآن."
هناك أيضا القصص التي انتشرت عن لعنة تصيب أي شخص تجرأ على اقتحام مقبرة الفرعون.
عند اكتشاف المقبرة نشرت صحيفة التايمز في لندن ومجلة نيويورك وورلد تكهنات الروائية ماري كوريلي بأن "عقوبة شديدة ستحل بأي متسلل متهور إلى مقبرة مغلقة".
circa 1923: English egyptologist Howard Carter (1874 - 1939) supervising carpenters preparing to re-seal Tutankhamen's tomb. (Photo by Hulton Archive/Getty Images) Credit: Hulton Archive/Getty Images
ساعد على انتشار تلك القصص بعض الأحداث التي تلت اكتشاف المقبرة ومنها وفاة اللورد كارنارفون في القاهرة عن عمر يناهز 56 عامًا وانطفاء أضواء المدينة.هذا بالإضافة لوفاة أعضاء مختلفين من فريق كارتر وزوار حقيقيين أو مفترضين للموقع في ظروف عنيفة أوغريبة.
لكن هوب يقول إن لعنة الفراعنة من "اختراع الصحفيين الذين كانوا يرغبون في بيع مطبوعاتهم."
هذا وبمناسبة الذكرى المئوية لاكتشاف المقبرة يلقي هوب محاضرة في National Gallery of Victoria (NGV) في السادس عشر من الشهر الجاري حيث يلقي الضوء على أهمية الاكتشاف الأثرى.
كما تقوم شركة ليجو بعرض نسخة من تابوت توت عنخ آمون مصنوعة من المكعبات في متحف Chau Chak Wing Museum بجامعة سيدني للاحتفال بالمناسبة.
توجهوا الآن إلى موقعنا الالكتروني للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.