غادرت مدينة غزة الفلسطينية عام 1987 بعد زواجها نحو قطر. وبقيت هناك لمدة عشر سنوات حتى انتقلت مع زوجها وأولادها إلى استراليا عام 1995 لتبدأ حياة مليئة بالعطاء والإنجاز.
النقاط الرئيسية:
- كان المهاجرون يتابعون أس بي أس عربي ساعة فقط فلم يكن هناك إذاعات ناطقة بالعربية.
- شعرت بالوحشة عند وصولها إلى استراليا لكن سرعان ما أحبتها.
- حياة منى صقر ممزوجة ومصقولة بالعمل الأكاديمي ما بين غزة وقطر أستراليا.
عن رحلة هجرتها إلى استراليا تقول منى صقر لإذاعة أس بي أس عربي24:" قضيت أكثر من 25 عامًا في أستراليا في سعي دؤوب، عملتُ وتعبت واجتهدت لأحقق ما أنا عليه".
في تعريفها عن نفسها تقول:" أنا منى كاظم صقر، وأذكر اسم أبي لأنه والدي الذي أعطاني القوة والدعم والشجاعة والجرأة في الحياة لأشق الطريق بصدق التعامل مع الآخرين ومخافة الله، وهذا ما جعلني أنطلق انطلاقة خالية من الشوائب".
تضيف:" أنا ابنة غزة فلسطين، تغربتُ منذ مدة طويلة. تزوجت وأصبحتُ أمًا لثلاثة أطفال، وعملت جهدي لتكوين عائلة خالية من الضغوط النفسية تعويضًا لما عانيته من ضغوط حياتية صعبة في غزة من الاحتلال".
في أول اغترابها في قطر عاشت أول رحلات الغربة بعيدًا عن الأهل، لكنها تأقلمت في تلك البلاد الهادئة بين مجتمع قريب إلى حد ما من العادات والتقاليد العربية الفلسطينية.

منى صقر في أحد احتفالات المدارس Source: supplied: منى صقر
عام 1995 جاء قرار الهجرة والتوجه نحو أستراليا. تتذكر منى صقر ذلك اليوم جيدًا قائلة:" كان يوم أربعاء، لم أكن أشعر بالسعادة حينها، فقد شعرت بوحشة وأحسست أنني بعيدة عن العالم، بينما أولادي كانوا في غاية السعادة في عالم جديد مليء بالحرية ومتعة الانتقال إلى المكان الجديد".
مع مرور الوقت، سرعان ما شعَرت منى صقر بالهدوء والسكينة في ظل أجواء الطبيعة الساحرة وبساطة حياة الناس في المجتمع الأسترالي لتكتشف أن هذه هي الحياة التي كانت تتمناها.
ولتصل إلى خلاصة أن:
" استراليا هي بلد الهدوء والاستقرار والرفاهية والانفتاح وهذا ما جعلني أحبها كثيرًا".
حول رحلة تأقلم العائلة الصغيرة المكونة من ثلاثة أطفال في بدايات الهجرة في مدينة سيدني تقول منى صقر: "أول الصعوبات هو البحث عن المنزل وتأمين الحياة اليومية، ومن ثم انتقاء البيئة المحيطة بنا كعائلة للمحافظة على العادات والتقاليد العربية والإسلامية في المجتمع الأسترالي".
حياة منى صقر ممزوجة ومصقولة بالعمل الأكاديمي ما بين غزة وقطر ثم في أستراليا. عن رحلتها في عالم التعليم تقول:" كانت الطريق سهلة عند قدومي. فقد جئت لمجتمع متعطش إلى اللغة العربية؛ فلم يكن هناك إذاعات أو تلفزيون ناطقة بالعربية في سيدني، وكنا نستمع ل إس بي أس عربي ساعة فقط في اليوم. فالمحلات العربية كانت محدودة وكذلك المدارس العربية. فانطلقتُ في عملي مُدرسة في المدارس الإثنية للجاليات، وتعرفتُ على جيل من الأساتذة الأفاضل علموني وتعلمت منهم، إلى أن كونتُ أسلوبًا خاصًا بمنهج دراسي يُسهل تعليم العربية على أبناء الجالية".
قامت منى بتأسيس منهج بسيط لتعليم اللغة العربية بطرق سهلة بعيد عن الطرق القديمة ليتمكن أبناء الجالية التخاطب بلغتهم الأم في مجتمعهم العربي وأفراد عائلاتهم ونجحت الفكرة.
بعد نجاح فكرتها في تعليم اللغة العربية بطرق حديثة، أسست مدارس الأقصى لتكون نواة لهذا المشروع التعليمي خدمة لأبناء الجالية.

منى صقر Source: supplied:منى صقر
عن بدايات هذه الفكرة تقول:" بعد12عاماً من التدريس في مدارس مختلفة، لم أتمكن من تطبيق البرنامج الذي صممته بنفسي كما يجب؛ لذلك بدأت بالفرع الأول وكانت دعواتي حينها أن يُقبل الأبناءُ لتكملة صف واحد لأتأكد من نجاح التجربة، وفعلًا نجحت التجربة لتنطلق مدارس الأقصى عام 2000 لتصبح بعد ذلك خمسة فروع".
كما للحياة الأكاديمية دور في حياة منى صقر كان لها أيضًا مساهمة في عالم الصحافة من خلال تأسيس مجلة "حديقة التسلية" التي أصدرتها عام2001 لتعمل على تسلية أبناء الجالية بلغتهم بطريقة محببة من خلال لعبة الكلمات الضائعة والطرائف لتتطور لاحقا وتتضمن أبوابًا متعددة من اللقاءات. لكن هذا المشروع توقف مع كثرة الالتزامات وعدم التفرغ.
وعن غزة وفلسطين في وجدان منى صقر قالت:" هما في العين والقلب والعقل. وعن سرِّ غزة المكنون الذي لا يعرفه أحد قالت:" هي كالمغناطيس الذي يعيش فيها يبقى متمسكًا بها، ومن يخرج منها يبقى مُنجذبًا إليها؛ فهي مغناطيس ممزوج بالعسل والرياحين".
وعن منى صقر الأم والجدة تصف شعورها بأنها مازالت رغم زواج جميع أولادها تحب أن تطعمهم من أكلها الذي تصنعه بيديها وتشعر بالقلق عليهم قبل أن تضع رأسها على المخدة. وعن الأحفاد تقول": هو شعور لا يوصف، فهم يُشعرونك أنك مازلت صغيرًا وأنت تلعب معهم".
وتنصح منى صقر المهاجر الجديد بتقبل الواقع الجديد بغض النظر عن الظرف، وأخذ الأمور ببساطة، فالصعود يأتي بالتدرج لأن الحياة في استراليا مليئة بالخير.
للاستماع لقصة هجرة المهاجرة الأسترالية الفلسطينية منى صقر. يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.