تحت راية تزويد الخدمة الأمثل لأطفال طيف التوّحد، أعلن وزير شؤون الإعاقة، مارك بتلر، يوم الأربعاء 20 آب/ أغسطس، أن برنامج التأمين الوطني للإعاقة NDIS "لا يناسب" آلاف الأطفال المصابين بالتوحد أو تأخر النمو، وكشف عن أنه سيتم تحويلهم من البرنامج الذي تبلغ قيمته 46 مليار دولار اعتبارًا من منتصف عام 2027.
يأتي هذا الإعلان وسط توجه حكومي لإنشاء برنامج جديد يحمل اسم "أطفال مزدهرون"، يهدف إلى دعم هذه الفئة بشكل منفصل، على أن يبدأ تنفيذه في يوليو 2026.
في هذا السياق، تسلط الناشطة والأم لورين سلّوم، التي تعيش تجربة شخصية مع ابنتها كايتلين المصابة بطيف التوحد، الضوء على واقع الدعم والتحديات التي تواجه الأطفال وعائلاتهم. تقول لورين:
بدأت رحلتي من مكان شخصي. عندما تم تشخيص ابنتي في عمر السنتين، لم يكن هناك نظام واضح للدعم، واضطررت لسحب مدخرات التقاعد لتوفير العلاج اللازم
وتشير إلى أن إطلاق نظام NDIS كان بمثابة شعاع أمل، إذ وفر هيكلًا حقيقيًا للدعم.
ورغم تصريح الوزير باتلر بأن النظام "لا يناسب" الأطفال الذين لا يعانون من إعاقات دائمة أو شديدة، ترى لورين أن هذا يمثل "سوء فهم" لطبيعة النظام، وتوضح:
"النظام لا يقتصر على ذوي الإعاقات الدائمة فقط، بل يشمل من تؤثر إعاقتهم على أكثر من مجال من حياتهم اليومية. ابنتي التي تبلغ 17 عامًا ولا تتحدث ولا تزال تستخدم الحفاضات، مثال حي على ذلك."
أما فيما يتعلق بالدعم الذي يقدمه نظام NDIS، فتشرح لورين:
"يقدم النظام دعمًا مخصصًا يشمل علاج النطق، والعلاج الوظيفي، والدعم السلوكي، والأجهزة المساعدة، والرعاية الشخصية، إلى جانب تمكين الأهالي من تقديم الدعم المستمر. إنه ليس مجرد برنامج رعاية، بل نظام تأمين يهدف إلى تقليل التكاليف على المدى الطويل وتحسين جودة الحياة."
لكنها تؤكد وجود فجوات في النظام الحالي، خصوصًا بسبب التنوع الواسع لاحتياجات أطفال طيف التوحد:
"هناك أطفال لا يتحدثون، وآخرون يعانون من حساسية مفرطة أو اضطرابات مثل فرط الحركة والقلق، والنظام لا يراعي هذا التنوع بشكل دقيق، مما يفرض على الأهالي جهودًا كبيرة للحصول على دعم يتناسب مع احتياجات أطفالهم."
وبخصوص التشخيص المبكر، تقول لورين:
"تم تشخيص كايتلين في عمر السنتين، وهذا يُعتبر مبكرًا، لكن حتى في هذا العمر كنا متأخرين بسبب قوائم الانتظار الطويلة والخدمات المحدودة والتكاليف المرتفعة"،
التشخيص المبكر مهم، لكن الدعم الفعّال أهم
حول البرنامج الجديد Thriving Kids تعبّر لورين عن حذرها:
الفكرة تبدو جيدة على الورق، لكن إذا كان الهدف فقط تقليل التكاليف، فإن هذا خطر كبير
" الأطفال بحاجة إلى دعم مستمر ومخصص، وليس حلولًا عامة. الإصلاح يجب أن يكون مدروسًا وبمشاركة الأهالي."
وتؤكد على أهمية إشراك الأهالي في صنع القرار، معتبرة أن:
"الأهالي هم خط الدفاع الأول، وعندما يُسمع صوتهم بصدق، تحدث تغييرات حقيقية لا استماع شكلي."
وتختم لورين برسالتها إلى الحكومة:
"تذكروا أن NDIS هو وعد بدعم الأشخاص ذوي الإعاقة ليعيشوا بكرامة واستقلالية. الإصلاح ضروري، لكنه يجب أن يتم بحذر وبمشاركة حقيقية. لا تتركوا الأطفال يفقدون الدعم خلال عملية الانتقال. كل طفل، مهما كانت إعاقته، يستحق أن يُحتضن ويُعامَل كفرد له إمكانيات وفرص."
بدورها ترى مستشارة ومزودة خدمات التأمين الوطني ضد الإعاقة NDIS المعتمدة إيثار الحسن، أن التغييرات المقترحة تهدف إلى تحسين تخصيص الموارد وتوجيه الدعم بشكل أكثر فعالية، لكنها تحذر من أن نجاح هذه التغييرات يتوقف على مدى دقتها وإشراك جميع الأطراف المعنية:
"نجاح البرنامج يعتمد على تضافر جهود الحكومة والأهالي ومزودي الخدمة لضمان أن الدعم يتطور ولا يتراجع لتقديم خدمة افضل."
أما عن رد فعل الأهالي، فتقول:
"كان هناك مزيج من القلق والأمل. القلق من فقدان بعض الخدمات الحيوية، والأمل في أن تكون التغييرات فرصة للحصول على دعم أكثر تخصيصًا وفعالية."
وحول مشاركة مزودي الخدمة في تنفيذ البرنامج الجديد، توضح:
"المعطيات حتى الآن محدودة، ونتمنى زيادة المشاركة ليكون بمقدورنا التهيؤ والتدريب اللازم لضمان تقديم أفضل الخدمات."
وفي خطاب هام حول مستقبل البرنامج، قال بتلر إنه سيتم إنشاء نظام جديد يُسمى "أطفال مزدهرون" لدعم الأسر في المدارس ومراكز رعاية الأطفال ومجموعات اللعب اعتبارًا من يوليو 2026، وسيتم إطلاقه بالكامل بعد عام.
وأضاف أنه سيتم إنشاء برنامج منفصل يُسمى "أطفال مزدهرون" للتركيز على الأطفال الذين كانوا مشمولين سابقًا ببرنامج NDIS، وسيتم إطلاقه اعتبارًا من تموز/ يوليو 2026 مصرحًا امام نادي الصحافة الوطني يوم الأربعاء: "نحن الآن في مفترق طرق".
أضاف: "في رأيي، لا ينبغي للأطفال الذين يعانون من مستويات خفيفة إلى متوسطة من تأخر النمو والتوحد أن يكونوا ضمن برنامج مُصمم للإعاقة الدائمة. إنه ليس الخيار الأمثل".
صرحت سوزان لي، زعيمة المعارضة، بأنها ترغب في أن تُجري الحكومة حوارات بناءة مع حزبها حول برنامج التأمين الوطني للإعاقة NDIS .
وتؤكد لي على ضرورة أن يكون برنامج التأمين الوطني للإعاقة متاحًا للجيل القادم اذ تقول:
"أود أن أؤكد التزامي بالعمل البناء مع الحكومة فيما يتعلق ببرنامج التأمين الوطني للإعاقة. أريد أن يكون هذا البرنامج حاضرًا للجيل القادم. أريد أن يرعى البرنامج الأستراليين الذين هم بأمسّ الحاجة إليه ويعتمدون عليه. لكن الإنفاق يخرج عن السيطرة. لقد تحدثت الحكومة عن هذا الأمر، لكنها لا تطبّقه."
هذا أقرّ البرلمان الفيدرالي إصلاحات رئيسية للحدّ من الإنفاق المتزايد قبل عام، تتضمن إصلاحات برنامج التأمين الوطني للإعاقة حدًا أقصى لنمو الإنفاق السنوي بنسبة 8%.، إذ أن معدل النمو الحالي للبرنامج يُهيئه ليصبح ثالث أكبر بند في الميزانية، ويُخاطر بفقدان الدعم الشعبي، حتى مع انقسام الرأي العام بشأن إعلان يوم الأربعاء.
هل هذا الإصلاح يصبّ في صالح أطفال طيف التوّحد ام برنامج التأمين الوطني للإعاقة NDIS؟
الإجابة في الملف الصوتيّ أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.وعلى القناة 304 التلفزيونية.