شغل خبر وصول فريق منظمة الصحة العالمية إلى الصين وسائل الإعلام حول العالم، وكثرت التكهنات حول مصير هذا التحقيق وبرزت أسئلة حول ما اذا كان الفريق سيتمكن من جمع المعلومات على نحو يسمح له برسم صورة أكثر وضوحاً حول نشأة فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من مليوني شخص حتى الآن.
وعلى الجانب الآخر، قالت وسائل إعلام تابعة للحكومة الصينية ان سوق المأكولات البحرية في ووهان – والذي يُعتقد أن الفيروس ظهر فيه لأول مرة – ليس مصدر الوباء وبدأت في ترويج نظريات أخرى تفيد بأن الفيروس ربما وصل إلى الصين من الخارج عن طريق البضائع المستوردة.
هذا وتسبب تأخر منظمة الصحة العالمية في بدء التحقيق بـ "قلق عالمي" ومشاحنات بين الصين والولايات المتحدةـ قبل أن تسمح السلطات الصينية بالشروع بالتحقيق. ورغم ذلك ترددت أصوات منددة بـ "الرقابة الحثيثة" التي يخضع لها أعضاء فريق البحث الأممي.
وقالت المحامية الحقوقية ماري صليبا في حديث لأس بي أس عربي24 ان التحقيق كان من المفترض أن يبدأ بمجرد ظهور الوباء وأضافت: "عامل الوقت هو الأهم عند إجراء تحقيق من هذا النوع. لا أعتقد أن المعلومات التي سيتم التوصل اليها الآن ستعكس الحقيقة."

رجل أمن يمنع الصحفيين من الوصول إلى معهد الأمراض المعدية في ووهان. Source: AP
العلاقات الأسترالية الصينية
مع تسلم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لمهامه، توقع محللون سياسيون تغير هيكلية علاقة الغرب بالصين مع توجه الديموقراطيين إجمالاً نحو التهدئة. ولكن صليبا لا تعتقد أن التغيير في الولايات المتحدة سينسحب على علاقة أستراليا بالصين: "علاقتنا مع الصين مهمة جداً على الصعيد الاقتصادي وعلينا التفكير في ماهية هذه العلاقة ودفع الأمور إلى الأمام والتوصل إلى تفاهم أفضل بين كانبرا وبكين حفاظاً على مصالحنا هناك."
انتهاكات حقوق الانسان المزعومة في الصين
لطالما انتقدت أستراليا انتهاكات حقوق الانسان المزعومة في الصين وهو أمر يثير غضب الأخيرة ويدفع أذرعها الإعلامية إلى مهاجمة أستراليا باعتبارها "تكيل بمكيالين" خصوصاً بما يتعلق بانتهاكات أخرى مزعومة في دول أخرى في دول في منطقة الباسيفيك.
وترى صليبا أن أستراليا – كدولة ديموقراطية – في طليعة دول المنطقة المدافعة عن حقوق الانسان وأنه من حقها تسجيل اعتراضات على ما يحدث في المنطقة من "تجاوزات غير مقبولة".
ولكن المحامية الحقوقية أقرت في ذات الوقت بضرورة الاستثمار في العلاقة مع الجار العملاق: " بامكاننا استخدام نفوذنا الاقتصادي لتشجيع الصين على ان تكون جزءً من المجتمع الدولية بطريقة ايجابية."
استمعوا إلى المقابلة مع المحامية الحقوقية ماري صليبا في الملف الصوتي أعلاه.




