يواجه النظام الإيراني ضغوطا متزايدة تطالب بإقالة مسؤولين كبار بالبلاد، بعد الاعتراف بالمسؤولية عن إسقاط طائرة ركاب أوكرانية مما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.
وخرج آلاف من الإيرانيين في احتجاجات على مدار يومي السبت والأحد، مطالبين بمحاكمة المسؤولين ومن تستر عليهم خاصة أن إعلان الجيش إسقاط الطائرة "بدون قصد" كان قد سبقه نفي للمسؤولية والقول بأنها سقطت بسبب خلل فني.
ويقول المحلل السياسي والباحث في الشأن العراقي أحمد العسكري إن طريقة الإعلان عن سبب الحادث أظهرت "تخبط إيران وآلتها الإعلامية لأن الإيرانيين غير مستعدين لمواجهة حقيقية مع الولايات المتحدة، ولم يكونوا يتوقعون هذه المواجهة، وأن كل ما بوسعهم هو تحريك أذرعهم في المنطقة والضغط من خلالها، خاصة مع ضغط العقوبات الاقتصادية المستمرة".
ونشرت السلطات شرطة مكافحة الشغب لليوم الثاني على التوالي لتفريق المحتجين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقع الحادث يوم الأربعاء الماضي بعد ساعة من قصف إيراني لقاعدتين عسكريتين في العراق تتواجد فيهما قوات أمريكية.
واعترفت إيران يوم السبت بإسقاط الطائرة الأوكرانية بطريق الخطأ بعد ثلاثة أيام من الحادث، وكانت رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية PS752، في طريقها إلى كييف، وتم استهدافها بصاروخ وسقطت بالقرب من مطار الخميني في طهران بعد وقت قصير من الإقلاع.
وتسبب الحادث في مقتل جميع الركاب، وهم من إيران وكندا وأوكرانيا وبريطانيا وأفغانستان وألمانيا.
وفي آخر التطورات، تم تعبئة شرطة مكافحة الشغب في شوارع طهران في محاولة لمواجهة المتظاهرين ومنع خروج المزيد من الاحتجاجات.
لكن مقاطع فيديو انتشرت على الإنترنت صورت خروج مظاهرات جديدة في العاصمة طهران صباح يوم الأحد، وسمعت فيها أصوات المحتجين يهتفون ضد النظام والحكومة. وذكرت تقارير صحافية أن الاحتجاجات امتدت لتشمل مدنا أخرى خارج العاصمة.
ويقول أحمد العسكري "إن ثقة الشعب الإيراني بالحكومة الإيرانية متزعزعة أصلا، لكن ربما كانت الطريقة التي قتل بها قاسم سليماني قد أعادت بعض الزخم للثورة الإيرانية، أو لنظام الولي الفقيه الذي حاول تضخيمها والاستفادة منها، لكن الاجراءات السياسية والأمنية التي اتخذها هذا النظام قد أثرت سلبا على إدامة الزخم في استمرارية الثورة الإسلامية في إيران".
وكشف أن هناك معلومات توفرت لديه تشير إلى "أن هناك نقمة حتى داخل فصائل الحرس الثورة وداخل فيلق القدس الذي كان يقوده قاسم سليماني، وأن هناك عمليات تفرد في اتخاذ القرار، وفي اتخاذ اجراءات تنعكس سلبا في الداخل الإيراني".
وفي هذا الوقت، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن دعمه للمتظاهرين في إيران، فلقد علق، عبر موقع تويتر، على الاحتجاجات، باللغتين الإنجليزية والفارسية، واصفا إياها بأنها "ملهمة". وخاطب الشعب الإيراني واصفا إياه بالشجاع، قائلا إنه كان بجانبه منذ بداية رئاسته، وتعهد بأن تواصل حكومته الوقوف معه.
وجاءت هذه الحادثة بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت مركزين فيهما تواجد للقوات الامريكية في العراق ردا على مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في غارة جوية نفذتها طائرات بدون طيار أمريكية بالقرب من مطار بغداد، في 3 يناير/كانون الثاني.
ويقول الباحث في الشأن العراقي، أحمد العسكري "إن هناك بعض الاستعراض الامريكي في عملية استهداف قاسم سليماني" وأضاف "أنه قبل بضع ساعات كشفت بعض الخيوط تؤكد أن هناك عناصر من الاستخبارات الأمريكية كانت تتبع قاسم سليماني عند خروجه من مطار بغداد، وقاموا بتصوير عملية الاستهداف والتأكد من جثته ومن الأوراق الثبوتية التي يحملها، وهذا يعتبر خرق استخباراتي للنظام الإيراني".
استمعوا إلى اللقاء كاملا تحت الشريط الصوتي في أعلى الصفحة.