في حديث لها مع جميلة فخري، قالت السيدة رندا قطان، رئيسة المجلس العربي أستراليا، أن الهجرة مؤلمة والبعد عن الأهل أصعب تجربة يمكن أن يختبرها الإنسان "أصعب شيء في حياتي، عدا عن وفاة زوجي، كان أن أترك الأهل واسافر بعيدا"
وأضافت السيدة قطان أنها تركت البيت وهي في الرابعة عشرة من العمكر وبالرغم من أنها عاشت معظم طفولتها ولحد الثانية عشرة من العمر مع جدتها الا ان البعد عن الأهل كان له أثرا بالغا في قلبها.
وعن طفولتها وشبابها وكم بقي فيها من روح الشباب الثائرة وربما المتمردة قالت كتان وهي الأم والسيدة الإجتماعية العاملة في أكثر من مجال، ان روح الشباب الثائرة ما زالت في داخلها، وفي صميمها يكمن حب التفتيش عن الحق والعمل من أجل العدالة الإجتماعية وهي تكافح باستمرار والى آخر العمر بحسب تعبيرها في سبيل من لا صوت لهم ولكن "الآن هناك المزيد من النضوج والمنطق وحكمة وكبر"
واضافت رندا انها تربت على يد جدتها ثم انضمت مجددا لوالديها في الثانية عشرة من العمر، لتترك المنزل الوالدي مجددا بعد سنتين وتتزوج بعمر الرابعة عشرة دون تخطيط مسبق أو بالأحرى بشكل عفوي بشاب وصفته على انه صاحب أخلاق وذمة ولم يكن يكبرها بكثير جدا، ولكنها فقدته وكان أطفالها بعد صغار، اذ ان مرض السرطان أدى اللى خسرانه في ربيع عمره وكانت هي أيضا ما زالت يافعة وفي مطلع شبابها، وهي الآن تنظر الى نفسها كرفيقة لأولادها نظرا لتقارب الأعمار.

Randa kattan Source: Supplied
وكان على رندا أن تكون الأم والأب لأبنائها وواجهت تحديات حياتية مختلفة بعزم وثبات وهي تقول " التحديات موجودة ولكن حينما أضع هدفا أمامي لا بد من أسعى لأحققه" وهكذا سعت الى تحقيق نفسها وأكملت دراستها وهي ما زالت تربي وتعتني بعائلتها الصغيرة وتدعمها "كنت أدرس وأشتغل وأعمل وأكملت المسيرة مع أولادي الثلاثة"
"لم يأت أي شيء سهلا" هكذا أشارت رندا على الإنجازات التي وصلت اليها وعلى كثرت الصعوبات أو العراقيل التي اعترضت سبيلها ولكنها تخطتها كلها بروح رياضية ونية على المضي قدما والأستمرار ملتزمة بالعمل بالشأن العام بالرغم من مرضها المتكرر لأكثر من مرة وهي التي حاربت وكافحت السرطان ولها معه خبرة طويلة وقد خسرت بعضا من أعز الناس عليها له لكنها لم تخسلر أبدا عزيمتها وحبها للحياة ونشاطها لا بل تابعت التزاماتها وعاشت الحياة بملئها كل يوم بيوم " استطيع أن أتعامل مع أي شيء تواجهني به الحياة، طالما أن أولادي بخير وأحفادي بخير"

Randa kattan Source: Supplied
وتعاملت رندا مع خبرات الحياة بإيجابية "أشياء كثيرة حدثت، توفي زوجي باكرا وكمنت لا أزال شابة، واكملت الطريق بمسؤولية، في حياتنا أشياء كثيرة تمر بنا نختبرها ولكن هذه هي الحياة" واضافت ان كل ذلك يجعلها "تتقبل الحياة، تتعامل مع الحياة بطريقة إيجابية،وتمضي قدما بمرونة وثبات"
وأشارت السيدة رندا قطان الى ان نظرتها الى الحياة تغيرت مع الوقت فهي الآن تنظر اليها بعمق وتطلع على الأشياء بشكل أعمق "منذ صغري لم أكن لأعيش الحياة على الهامش أو ببساطة بل لطالما ابتغيت أن أجد المعنى الحقيقي والعميق في كل شيء وأختبر الحياة بعمقها وأن أعمل ما اعمله على اكمل وجه، وأنا أريد أن أصنع فارقا في الحياة وأن أترك أشيباء جيدا وبصمة جميلة للأجيال القادمة"
وفي النهاية أكملت السيدة رندا عبارة علمتني الحياة قائلة " علمتني الحياة أن أعيش الحياة بملئها بحسب القيم التي تكملني كإنسانة وأكون وجها واحدا في كل الأمكنة والظروف، وان التنوع هو كنز"

Randa kattan Source: Supplied






