تحكم اللغة العربية الفصيحة قواعد واضحة للقراءة والكتابة والمحادثة، يلتزم بها الناطقون بهذه اللغة الثرية من المحيط إلى الخليج ومن المشرق إلى المغرب. أما اللهجات المحلية فتتباين بشكل كبير وتصطبغ بالثقافة المحلية وتتضمن بين ثناياها نفحات من روح الشعب وخلاصة تجاربه وربما حتى الحضارات التي تعاقبت على أرضه.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي والتي باتت الوسيط الأسرع لتناقل المحتوى بين شعوب العالم، لم تعد مقاطع الفيديو باللهجة اللبنانية أو المصرية أو العراقية حكراً على الناطقين بها باتت تجد طريقها إلى جمهور جديد يجد نفسه في بعض الأحيان في حيرة من أمره خصوصاً عندما تستخدم كلمات غير مألوفة. التباين في اللهجات يبدو أكثر وضوحاً بين دول المغرب والمشرق ومن الطبيعي أن تقع الكثير من المواقف الطريفة نتيجة سوء الفهم بين أصحاب اللهجات المختلفة.
برنامج Good Morning Australia (يأتيكم من السادسة وحتى التاسعة صباحاً من الاثنين إلى الجمعة) طرح موضوع تعدد اللهجات العربية للحوار المباشر حيث شارك المستمعون بتجاربهم الشخصية وقصصهم الطريفة التي اكتشفوا خلالها أن نفس الكلمة قد تعني معانِ متضادة في دول عربية مختلفة.
أمين مثلاً لم يفهم معنى "قلبه مشرقط" باللهجة اللبنانية واستنتج من السياق أن المعنى ايجابي ويتصل بحالات الفرح وبالفعل أكدت له الزميلة جميلة فخري اقترابه من المعنى الصحيح. وقص علينا أمين عندما كان والده – مهندس مدني – يعمل في أحد المشاريع في المملكة العربية السعودية وفور انتهائه، اتصل بمدير الشركة والذي طلب منه بكل بساطة أن "يبّلش" العمل ليغضب أبو أمين ويسافر 180 كم مستنكراً ما قيل له بعد عمله بجد على المشروع. تبين لاحقاً أن "يبلش" تعني في السودان "يترك" الشيء بينما في لهجة بلاد الشام فهي تعني أن "تبدأ أي معنى معاكس تماماً.

الليمون في لبنان هو البرتقال أما الليمون في الصورة فيطلقون عليه اسم "حامض" Source: Pixabay
حيدر كان يبدي استغراباً من كلمة "مهضوم" والتي كان يجامله بها أصدقاؤه اللبنانيون ولكنه يمازحهم دائماً برفضها لأن الكلمة تعني بالعراق "الحزين ومتكدر المزاج". آري شاركنا كذلك بكلمة "الكوشة" وهي تصف في مصر ودول عربية أخرى المكان الذي يجلس به العريس والعروس في الأفراح بينما تعني باللهجة السودانية مكب النفايات.
أما عادل فلم يكن يفهم في بداية تعارفه مع أصدقاء لبنانيين ما يعنوه بكلمة دولاب والتي تعنى بلهجتهم "عجل" لأن هذه الكلمة في مصر تعني "خزانة الملابس". موقف طريف آخر من نهلة والتي عاشت لفترة في الأردن وفي أحد الأيام استعانت بعامل لإتمام مهمة في المنزل فقالت له فور انتهائه "الله يساعدك" كنوع من المجاملة إلا أن الأخير لم يعجبه الأمر لأن هذا المصطلح في الأردن يعني ببساطة أن الشخص غير كفؤ!