"نحن أمّة تئن من الألم"
هذا ما قالته Nikki Brookes إحدى صديقات هنا كلارك في في كلمة ألقتها أمام تجمع حاشد أقيم مساء أمس لتأبين هنا وأطفالها الثلاثة الذين ماتوا احتراقا الأسبوع الماضي في برزبن. ودعت (نيكي) إلى عدم التهرب من مشاكل الأصدقاء توخيا لراحة البال.
هنا كلارك ماتت متأثرة بحروق بليغة جراء قيام زوجها السابق بإشعال النار في السيارة التي كانت بداخلها مع أطفالها الثلاثة الذين قتلوا على الفور. جريمة صدمت أستراليا، أبكت الكثيرين، وطرحت موضوع العنف العائلي مجددا.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، لكنها جاءت أكثر صدما لأن الضحايا فيها من الأطفال الأبرياء، إضافة إلى أمهم.
ومن هنا رأينا إعادة إثارة هذا الموضوع. من المسؤول عن كبح جماح العنف العائلي؟ ولماذا يقدم أب على قتل أطفاله، وزوجته؟ وهل هناك ما يبرر هذا العنف؟
واليوم صدرت دعوات إلى اعتبار التهديد بارتكاب جرائم عنف عائلي، أو التخطيط له، مشابها للقيام بعمل إرهابي.
فلقد دعت خدمة المساعدة القانونية للنساء في كوينزلاند إلى مراجعة فورية لكيفية التعاطي مع العنف العائلي في النظام الجنائي، مشيرة إلى ضرورة وضعه في خانة ارتكاب عمل إرهابي مع الحبس الفوري.
من جهتها دافعت زعيمة حزب أمة واحدة بولين هانسون عن التصريحات التي تحاول التماس العذر للأب الذي أحرق أسرته في برزبن الأسبوع الماضي.
ويقول المحامي مصطفى عوض، المختص بقانون الأسرة، إن من يقول أن القانون منحاز لصالح المرأة إنما هو "قول حق يراد به باطل" وهذا يعني أن وأن الرجل ضعيف ولا يتحكم بتصرفاته.
وأكد عوض "أن القانون ليس متحيزا ضد الرجل، لكن قانون العائلة بمنتهى التعقيد والصعوبة،وأخذ وقتا طويلا لكي يتطور ويصل إلى ما هو عليهة ويتدارك مسائل معقدة جدا ومنها العنف العائلي، لكن مقولة أن القانون متحيز ضد الرجل هذه مقولة خاطئة جدا".
وقال "لو كان هناك من نصيحة يمكن أن نسديها إلى الرجال العرب والجاليات المهاجرة، فهي أن يتم التعاطي مع العنف مع بدايته كي لا يتطور، ويجب استشارة مستشار نفسي لكي يتم علاج السلوك الذي فيه عنف وإهانة".
وكانت شرطة كوينزلاند اعتذرت عن تصريحات صدرت عن ضابط الشرطة مارك تومبسون وصفت بأنها "لوم للضحايا"بعد الحادثة. وتم تنحيته عن منصبه. فلقد واجه مارك تومبسون انتقادات لاذعة وغضب من المدافعين عن ضحايا العنف المنزلي والناجين من العنف بسبب تصريحه في مؤتمر صحفي عندما قال "يجب أن ننظر إلى كل معلومة متعلقة بالقضية. فهل هي مشكلة عنف منزلي أم أن هناك ظروف معينة جعلت الأب يرتكب ذلك الفعل؟
وقالت مفوضة الشرطة في كوينزلاند إن المحقق "نادم" على الطريقة التي صاغ فيها تعليقاته وإنها "تعتذر بشدة للمجتمع والضحايا على طريقة صياغة هذه العبارات." وأضافت " ليس هناك أي شيء تفعله الضحية يبرر فقدان حياتها بشكل مأساوي.
وقالت نساء أخريات فقدن قريبات لهن في جرائم عنف عائلي "إن قانون العائلة، بالرغم من الثغرات الموجودة فيه، لا يبرر قتل النساء والأطفال" ودعت إلى تحميل المسؤولية لمن يرتكب الجريمة فعلا.
وفي أستراليا، تبلغ كلفة العنف العائلي بحسب دراسة أصدرها مكتب الإحصاءات حوالى 22 مليار دولار سنوياً.
وقد ذكرت جمعية أو White Ribbon Australia التي تعمل على مناهضة العنف ضد المرأة على موقعها الالكتروني أنها قامت بجمع احصائيات عن حوادث العنف المنزلي ومنها العنف الجسدي والتعنيف العاطفي والقتل العمد وأن هذه الاحصائيات تبرهن تفشي وخطورة العنف ضد النساء في أستراليا.
وهذه هي أهم ما جاء على الموقع:
- واحدة من بين كل ثلاث نساء تعرضت لحادثة عنف منزلي على الأقل من قبل شريك حالي أو سابق.
- كمعدل متوسط، تُقتل امرأة واحدة في الأسبوع على يد شريك حالي أو سابق.
- واحدة من بين أربع نساء تعرضت للتعنيف العاطفي من قبل شريك حالي أو سابق منذ بلوغها سن الخامسة عشرة.
- واحدة من بين خمس نساء تعرضت للتعنيف الجنسي منذ بلوغها سن الخامسة عشرة.
- 85% من النساء الأستراليات تعرضن للتحرش الجنسي.
- ما يقرب من 40% من النساء بقين يتعرضن للعنف على يد الشريك خلال فترة الانفصال المؤقت.
- واحدة من بين ست نساء تعرضت للملاحقة منذ بلوغها سن الخامسة عشرة.
- نسب حالات العنف العائلي أعلى في المناطق الريفية والنائية.
وذكر الموقع أن الاحصائيات تظهر أن العنف المنزلي له مضاعفات سلبية على صحة المرأة ومنها الصحة العقلية، وأن عنف الشريك الحميم هو أحد أكبر مسببات المرض والاعاقة والموت المبكر للنساء بين سن الثامنة عشرة والرابعة والأربعين.
