ماكينة حلاقة من أستراليا أشعلت شغفه... وجورج توما اليوم يصنع الأمل على أرضها

George Touma.

George Touma.

رحلة شاب لم يحمل معه سوى حلمٍ كبير وماكينة حلاقة حصل عليها من شخصٍ أسترالي في صغره، ليبدأ مشواراً غير عادي في عالم الحلاقة وصناعة المحتوى. في السويد، صنع لنفسه اسماً، وفي أستراليا، لمع نجمه على مواقع التواصل الاجتماعي، فبات يُعرف بروحه المرحة وإطلالاته المفاجئة التي تسعد متابعيه.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

في السويد، صنع لنفسه اسماً، وفي أستراليا، لمع نجمه على مواقع التواصل الاجتماعي، فبات يُعرف بروحه المرحة وإطلالاته المفاجئة التي تسعد متابعيه

WhatsApp Image 2025-05-26 at 1.34.15 PM.jpeg
George Touma
لم يكن جورج يفكر يوماً بالهجرة من سوريا، إلى أن حصل وهو في العاشرة من عمره على ماكينة حلاقة كهدية من رجل أسترالي يُدعى جورج. الهدية لم تكن مجرد أداة بسيطة، بل كانت بذرة حلم زرعت في قلب طفل أدرك حينها أن الحلاقة ستكون مستقبله. بدأت القصة بتجارب بسيطة في حلاقة شعر إخوته وجده وجيرانه، فكان الطفل يعلّم نفسه المهنة التي أحبها.

لكن الحرب في سوريا غيّرت كل شيء. كانت نقطة التحوّل التي دفعت جورج إلى مغادرة بلاده في رحلة محفوفة بالمخاطر. عبر القامشلي إلى تركيا، ثم إلى اليونان، التي سُجن فيها لمدة ثلاثة أشهر. يتذكر جورج هذه المرحلة قائلاً: "رأيت الموت بعينيّ، كان معنا أطفال، يوم لا يُنسى".


بعد خروجه من السجن، انتقل إلى ألمانيا ومنها إلى السويد، حيث بدأ بناء حياة جديدة من الصفر. تعلّم اللغة والتحق بالمدرسة، وواجه صعوبات مالية جعلته يعيش شهراً كاملاً على مئة دولار فقط. "كنت أكتفي بساندويش بطاطا يومياً لأتمكن من العيش"، يقول جورج.

ورغم كل العوائق، لم يتوقف عن السعي. بدأ العمل في صالون حلاقة، ثم أنشأ محتوى مصوّراً يعرض فيه مهارته، بهدف إظهار قيمة هذه المهنة وتسليط الضوء على فن الحلاقة في السويد. نال محتواه إعجاب المتابعين، وارتفع عدد محبيه على وسائل التواصل، ما دفعه لإنشاء قناة يوتيوب يعلّم فيها تقنيات الحلاقة.

يقول جورج إن "حب الله، ودعم الناس، والاستمرار في العمل" هي مفاتيح نجاحه. وقد ترجم هذا النجاح بافتتاح ستة صالونات حلاقة في السويد.

لكن حلم أستراليا ظل في قلبه. فقرر الانتقال إليها، وهناك شعر بالانتماء منذ لحظة وصوله إلى المطار. أسس نشاطه من جديد، وواصل تعليم فن الحلاقة، لكنه أضاف إليه رسالة إنسانية: أن يرسم الابتسامة على وجوه من يحتاجون إليها.

زار كبار الحلاقين وصغارهم في أنحاء أستراليا، ونقل تجربته بحُب، وبدأ بإرسال معدات الحلاقة كهدايا لأطفال في سوريا ودول أخرى، مؤمناً بأن الأمل يمكن أن يُغرس بأداة بسيطة في يد طفل، تماماً كما حدث معه.

يرى جورج أن الحلاقة ليست مجرد مهنة، بل فنّ يحمل رسالة. ويؤمن أن مشاركة المهارة والمعرفة قد تغيّر حياة شخص آخر، تماماً كما غيّرت حياته ماكينة حلاقة واحدة.



أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.


اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand