في السويد، صنع لنفسه اسماً، وفي أستراليا، لمع نجمه على مواقع التواصل الاجتماعي، فبات يُعرف بروحه المرحة وإطلالاته المفاجئة التي تسعد متابعيه

George Touma
لكن الحرب في سوريا غيّرت كل شيء. كانت نقطة التحوّل التي دفعت جورج إلى مغادرة بلاده في رحلة محفوفة بالمخاطر. عبر القامشلي إلى تركيا، ثم إلى اليونان، التي سُجن فيها لمدة ثلاثة أشهر. يتذكر جورج هذه المرحلة قائلاً: "رأيت الموت بعينيّ، كان معنا أطفال، يوم لا يُنسى".
بعد خروجه من السجن، انتقل إلى ألمانيا ومنها إلى السويد، حيث بدأ بناء حياة جديدة من الصفر. تعلّم اللغة والتحق بالمدرسة، وواجه صعوبات مالية جعلته يعيش شهراً كاملاً على مئة دولار فقط. "كنت أكتفي بساندويش بطاطا يومياً لأتمكن من العيش"، يقول جورج.
ورغم كل العوائق، لم يتوقف عن السعي. بدأ العمل في صالون حلاقة، ثم أنشأ محتوى مصوّراً يعرض فيه مهارته، بهدف إظهار قيمة هذه المهنة وتسليط الضوء على فن الحلاقة في السويد. نال محتواه إعجاب المتابعين، وارتفع عدد محبيه على وسائل التواصل، ما دفعه لإنشاء قناة يوتيوب يعلّم فيها تقنيات الحلاقة.
يقول جورج إن "حب الله، ودعم الناس، والاستمرار في العمل" هي مفاتيح نجاحه. وقد ترجم هذا النجاح بافتتاح ستة صالونات حلاقة في السويد.
لكن حلم أستراليا ظل في قلبه. فقرر الانتقال إليها، وهناك شعر بالانتماء منذ لحظة وصوله إلى المطار. أسس نشاطه من جديد، وواصل تعليم فن الحلاقة، لكنه أضاف إليه رسالة إنسانية: أن يرسم الابتسامة على وجوه من يحتاجون إليها.
زار كبار الحلاقين وصغارهم في أنحاء أستراليا، ونقل تجربته بحُب، وبدأ بإرسال معدات الحلاقة كهدايا لأطفال في سوريا ودول أخرى، مؤمناً بأن الأمل يمكن أن يُغرس بأداة بسيطة في يد طفل، تماماً كما حدث معه.
يرى جورج أن الحلاقة ليست مجرد مهنة، بل فنّ يحمل رسالة. ويؤمن أن مشاركة المهارة والمعرفة قد تغيّر حياة شخص آخر، تماماً كما غيّرت حياته ماكينة حلاقة واحدة.



