غير أن ظهور العديد من البرامج الداعمة لهؤلاء ساهم في مساعدة جزء كبير ممّن كانوا على وشك أن يفقدوا الأمل.
ماريو خراط عمل كلاعب أدوار في السيرك منذ هروبه من الحرب السورية إلى لبنان، غير أنه لم يستطع ايجاد وظيفة منذ وصوله إلى أستراليا.
غير أن ماريو يتطلع اليوم إلى تغيير مجال عمله بشكل كليّ. فقد تسجّل مع زميله "مجد سكاف" في معهد الـTAFE وهما ينويان الالتحاق بأكاديمية الشرطة بعد الحصول على شهادة الـHSC ويقول مجد الذي كان يعمل كمصمم مجوهرات في سوريا إنه كان يحلم بأن يصبح شرطياً منذ أن كان طفلاً في الرابعة من العمر.
ويعيش كل من ماريو ومجد في غرب سيدني، حيث يحاول قسم كبير من اللاجئين الاستقرار.
ويقول رجل الدين في كنيسة منطقتهما، القسّ John Bartik ، إن الكثير من اللاجئين الذين يملكون مهارات أخرى مطلوبة في أستراليا يجدون صعوبة في ايجاد عمل.
وبحسب المنظمة الأسترالية للدراسات العائلية، يستطيع فقط 6% من اللاجئين ايجاد عمل خلال الأشهر الستة الاولى من وصولهم إلى أستراليا. ويرتفع هذا العدد ليصل إلى 25% بعد مرور سنيتن على وجودهم في البلاد. وتشير المنظمة إلى أن فرصة ايجاد عمل لدى الرجال منهم هي أكثر بأربعة أضعاف من إمكانية أن تجد النساء وظيفة.
ويركز الواصلون الجدد على الأعمال في مجالات معينة مثل التنظيف، رعاية المسنين، قيادة سيارات الأجرة، شركات الأمن والبناء. يقول البرفسور Peter Shergold ، وهو المنسق العام لبرامج استقرار اللاجئين في ولاية NSW إن الكثير من المهارات التي يملكها القادمون الجدد تضيع سداً بسبب حاجز اللغة وغيرها من الصعوبات التي يواجهونها عند وصولهم.
غير أن عدد البرامج والمبادرات الحكومية لمساعدة اللاجئين هي على ازدياد في كل أنحاء أستراليا. فعلى سبيل المثال أطلقت ولاية NSW في تموز/ يوليو الماضي برنامجاً يهدف إلى ربط الواصلين الجدد بكبرى الشركات مثل Google و Woolworths.
وساعد برنامج آخر باسم Bilingual Community Engagement BCE في جنوب غرب سيدني خلال السنوات العشرين الأخيرة النساء اللاجئات من خلال تدريبهن وتوظيفهن لكي يعلّمن النساء الأخريات الواصلات حديثاً إلى أستراليا عن كيفية التأقلم في المجتمع من خلال معلومات عديدة أبرزها المعلومات عن الصحة.
نيلى يوسف لاجئة أتت من العراق منذ أربع سنوات وهي إحدى النساء التي ساعدها برنامج BCE على ايجاد وظيفة مما زاد من ثقتها بنفسها وخصوصاً بعد وفاة زوجها الذي كان يعاني من مشاكل صحيّة.
ومع توقع أن تأخذ أستراليا 16 ألف لاجئ إضافي العام المقبل، سيكون لهذه البرامج دور كبير في مساعدة نصفهم على الأقل للإيجاد وظائف تناسب مؤهلاتهم.
استمعوا هنا الى البث المباشر لإذاعتنا و لإذاعة BBC أيضا