لن ينسى فادي الزهراوي (26 عاماً)، اليوم الذي قرر فيه ترك كل شيء وراءه في سوريا والفرار من البلد الذي مزقته الحرب في عام 2014. كان الشاب البالغ من العمر 19 عاماً وقتئذ يحلم بالسفر إلى ألمانيا ومتابعة دراسته بالهندسة في إحدى جامعاتها.
النقاط الرئيسية
- لجأ فادي الزهراوي إلى ألمانيا بعدما أجبرته ظروف الحرب في سوريا على المغادرة بعمر التاسعة عشرة.
- استقبل مركب هجرة غير شرعية من ليبيا تجاه السواحل الايطالية وتمكن بعد ذلك من الوصول إلى ألمانيا.
- نجح فادي في تعلم اللغة الالمانية والالتحاق بإحدى الجامعات ليتابع دراسة الهندسة.
"لن أنسى أبدًا أيامي الأخيرة في سوريا. كان الوضع يتدهور بسرعة لذا اضطررت إلى المغادرة بمفردي. كنت أتابع أخبار ألمانيا ، وكنت أحلم بالذهاب إلى هناك حتى قبل اندلاع الحرب في سوريا "، هذه أول الكلمات التي بدأ فيها فادي يروي قصته لأس بي أس عربي24.
تجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من 7 ملايين سوري هم من اللاجئين وطالبي اللجوء ، و6.7 مليون شخص آخر نازحون داخل سوريا. ولجأ ما يقرب من 5.5 مليون لاجئ إلى البلدان المجاورة، ولا سيما في تركيا ولبنان والأردن.
توجه فادي أولاً إلى تركيا وحصل على الإقامة ولكنه لم يكن ينوي البقاء هناك: "الطريق الوحيد إلى أوروبا كان من خلال الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر. قررت التوجه إلى الجزائر حيث يمكنني كسوري دخول البلاد بدون تأشيرة."

Source: Fadi Zahrawi
عن تلك التجربة قال لنا: "كنت أنا الوحيد من عائلتي الذي غادر سوريا. كنت بمفردي. كان الجميع يشعر بالإحباط. كان هناك 3 قوارب ، وصل الأول بسلام والثاني غرق في البحر وعلى متنه 183 شخصًا. كنا نقيم بشكل غير قانوني في ليبيا وكان يمكن ترحيلنا إلى سوريا إذا تم القبض علينا. استغرق الأمر 19 ساعة في عرض البحر قبل أن ينقذنا خفر السواحل الإيطالي."
وعلى الرغم من أن المهربين قالوا إنه سيكون هناك 20 شخصًا على متن القارب. اتضح أنه كان هناك أكثر من 230 شخصًا على متن قارب صغير:"القبطان كان عديم الخبرة وتعطل المحرك في منتصف الرحلة. كان علينا تفريغ المياه بأيدينا."
ما زال صوت بكاء النساء والأطفال على متن القارب يتردد في رأسي.
ولدى وصوله إلى إيطاليا، حصل فادي على تأشيرة مؤقتة لمدة 7 أيام وعليه أن يغادر البلاد خلالها، فما كان منه إلا أن استقل فادي قطارًا من ميلانو إلى باريس: "لم يكن لدينا مال واضطررنا إلى الاعتماد على مساعدة الناس لشراء التذاكر. من باريس، ركبت القطار متجهًا إلى هامبورغ في ألمانيا ووصلت في الرابع من آب (أغسطس) 2014. "
كان تعلم اللغة الألمانية العقبة الأولى في طريق فادي، لأنه لم يكن قد بدأ بتعلمها في سوريا. وأثناء انتظاره لأوراق اللجوء الرسمية، بدأ بتعلم اللغة عن طريق تطبيقات الهواتف.

Source: Fadi Zahrawi
وبينما تستعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للتنحي عن منصبها بعد انتخابات 26 سبتمبر، يستذكر اللاجئون ما فعلته لفتح الأبواب أمام ما يقرب من مليون لاجئ سوري على الرغم من الاستقطاب السياسي العميق الذي تسبب به هذا القرار في عام 2015.

Source: AAP Image/AP Photo/Michael Sohn, pool
عن هذا الموضوع قال: "لقد قامت بإدخال التغييرات على العديد من المستويات. امرأة ذكية وقوية فتحت الأبواب للاجئين. في عام 2015 ، حظي اللاجئون بنفس معاملة الألمان وخصوصاً في التعليم. قبل ذلك كان من الصعب الحصول على قبول.
أشعر أن حلمي قد تحقق أخيرًا.
يشتاق فادي لأهله في سوريا ولكنه يأمل أم يلتئم شمل العائلة في ألمانيا: "أحن لذكريات طفولتي وأشعر بالسوء حيال ما حدث لبلدي لكنني لا أعتقد أنني سأتمكن من التكيف مع الحياة في سوريا لأنني اعتدت على الحياة هنا في هامبورغ."
استمعوا إلى قصة فادي بمزيد من التفاصيل في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.






