عمّقت كارثة الانفجار وتفشي فيروس كورونا قبلها، الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ صيف العام 2019 وصنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. ومنذ انفجار المرفأ، يقدّم المجتمع الدولي مساعدات إنسانية مباشرة الى اللبنانيين من دون المرور بمؤسسات الدولة المتهمة بالفساد والهدر.
وبات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار، فيما ارتفعت أسعار مواد أساسية بأكثر من 700 في المئة خلال عامين.
وفي أستراليا، جمعت منظمة الصليب الأحمر الأسترالي من خلال حملة تبرعات أجرتها العام الماضي مبلغ 787 ألف و360 دولارا أمريكيا، ويعتبر هذا المبلغ مرتفعا نسبيا مقارنة مع حملات التبرع للخارج التي يجريها الصليب الأحمر الأسترالي.
ويقول نائب الأمين العام لمنظمة الصليب الأحمر اللبناني نبيه جبر إن الوضع كارثي وصعب جدا: "الانهيار المالي الذي بدأ في 2019 والذي تلته أزمة كورونا يضاف إليها انفجار المرفأ قد جعلت الوضع صبعا جدا ليس فقط على ضحايا الانفجار وإنما على فئة كبيرة من الشعب اللبناني".
ويشير الأستاذ نبيه جبر في حديث مع SBS Arabic24 إلى أن المساعدات الأسترالية أفادت كثيرا من العائلات حيث جمعها الصليب الأحمر مع تبرعات دولية أخرى وصلت إلى ما يقارب 10 ملايين دولار وقام بتوزيع مساعدات مالية على 10,000 عائلة محتاجة بواقع 300 دولار شهريا لكل عائلة لمدة سبعة أشهر.

الصليب الأحمر اللبناني يجري مسحا للأضرار والاحتياجات الناجمة عن انفجار المرفأ Source: Lebanese Red Cross
وقال السيد جبر إن انفجار المرفأ تسبب بحاجة لم يشهدها من قبل: "لم نرَ هذا العدد من الجرحى بوقت واحد من قبل. أكثر من 6,000 جريح بوقت واحد. لم نشهد هذا الوضع حتى في أوج الحرب الأهلية".
ونوه جبر إلى أن الصليب الأحمر يركز على الإسعافات والطوارئ وتأمين الدم بالإضافة إلى المساعدات الأخرى. وقال إنه ومع انهيار الدولة اللبنانية وتردي أوضاع اللبنانيين فإن الصليب الأحمر اللبناني فقد أكثر من 40% من التبرعات التي كانت تأتيه من الدولة والشعب. وأصبح الاعتماد على المساعدات الخارجية أكثر إلحاحا.
"أولويتنا هي تأمين الإسعافات والطوارئ والدم على صعيد الأراضي اللبنانية. نؤمن 42,000 وحدة دم في العام. كما نقوم بتأمين الحاجات الأساسية للعائلات. لدينا الآن تمويل يكفي لشهر تشرين الثاني القادم، لكن بعد ذلك الأمور ليست واضحة".
الانفجار الذي وقع في 4 آب/أغسطس 2020 قتل 214 شخصاً على الأقل بينهم موظفون في المرفأ وعناصر فوج إطفاء كانوا يحاولون إخماد الحريق، كما قتل أشخاص في منازلهم جراء الزجاج المتساقط وآخرون في سياراتهم أو في الطرق والمقاهي والمحلات. ودفنت عائلات كثيرة مجرد أشلاء بقيت من أبنائهم. هذا بالإضافة إلى حوالي 6,000 جريح وآلاف تشردوا بسبب تضرر أو تدمير منازلهم.