ببدلته المنمقة ونظارته الأنيقة، يبدو محمد فارس ككثير من المدربين النتنفيذيين الذين يعملون على مساعدة عملائهم في تطوير مهاراتهم القيادية لتحقيق التفوق المهني.
لكن فارس – الذي يبلغ من العمر 38 عاما – يقول إنه يقدم صيغة مختلفة لتحقيق النجاح.
يقول فارس: "عملي يرتكز على الجمع بين تطوير الذات والروحانية. الإنسان جسد وروح معا ولا يمكننا فقط التركيز على تأثير العوامل المادية على جسد الإنسان."
"يتحدث الكثيرون عن كيف نأكل وكيف نشرب وكيف نمارس الرياضة وكيف نجعل أدمغتنا تعمل بشكل أفضل ولكن لا أحد يحدثنا عن كيف نطور أنفسنا روحيا لنكون أناسا أفضل بشكل شامل."
دمج الإيمان والمفاهيم الحديثة
يشرح فارس أن نهجه في التدريب والإرشاد يعتمد على الإيمان وكذلك على المفاهيم الحديثة.
"أحد الأحاديث النبوية يقول "البركة في البكور" وعندما بحثت وجدت أن جميع خبراء التنمية الذاتية يقدمون نفس النصيحة وهي الاستيقاظ وبدأ العمل مبكرا."
"الكثير من المعتقدات الدينية تتماشى مع المفاهيم الحديثة في مجال التنمية البشرية ويمكننا مزج الاثنين والاستفادة منهما معا."
أيضا يقول فارس وهو أب لثلاثة أطفال إنه لا يجب التركيز على النجاح على المستوى المهني فقط.
"النجاح يعتمد على كيفية إدارة الوقت والطاقة والتركيز."
"سيساعد ذلك في العمل وفي الدراسة والعبادة وحتى في قضاء الوقت مع العائلة."
فارس هو مؤسس شركة The Productive Muslim Company وهي شركة تدريب تهدف إلى ربط الإنتاجية بالروحانية.
محمد ألقى ندوات وقدم ورش عمل في أكثر من 15 دولة، كما تحدث في منصة TEDx. وفي عام 2014، أضافته مؤسسة الدراسات الاستراتيجية الإسلامية الملكية إلى قائمة أكثر 500 مسلم تأثيرًا في العالم.
ولكن فارس يرى أن صيغة النجاح التي يقدمها تناسب الجميع وليس المسلمين أو الأشخاص المتدينين فقط.
"هناك قيم ومفاهيم مشتركة كثيرة يمكن للجميع الاستفادة منها مثل الإحسان والإمتنان والنية الطيبة وعقلية الوفرة (abundance mindset)."
"سر الإنتاجية العالية يكمن في الاستيقاظ مبكرا والتركيز والنية الحسنة."
محمد فارس خلال أحد الفعاليات في ملبورن
جولة في أستراليا
محمد قام بجولة في أستراليا في شهر سبتمبر لإطلاق كتابه الجديد The Barakah Effect وقدم العديد من المحاضرات وورش العمل اللي حضرها عدد كبير من الناس.
في عالم معاصر حيث أصبح الغيب والمقدس خيالًا بعيدًا لدى الكثيرين، يرى محمد فارس أن تأثير مفهوم روحي غير ملموس مثل "البركة" يمكن مشاهدته وإثباته في تجاربنا الحياتية اليومية.
يقول فارس: "البركة تعني ثبوت الخير الإلهي في الشيء وهي الروح المفقودة في الإنتاجية في عالمنا المعاصر. إذا دخلت البركة في وقتك أو مالك أو عملك أو أهلك ستكون الإنتاجية والإنجاز أكثر وستكون المنفعة أكبر وأدوم."
"البركة لا تنبع فقط من الممارسات الدينية، ولكن بعض طرق التفكير والقيم يمكن أن تجلب البركة أيضا."
"تأثير البركة"
أيمن عبد الهادي هو أحد منظمي جولة محمد فارس التي امتدت إلى ثلاث عواصم أسترالية: سيدني وملبورن وأديلايد. يقول عبد الهادي إن أستراليا استقبلت فارس بحفاوة كبيرة.
"في أحد الفعاليات كان من المفترض أن نستقبل حوالي 40 شخصا في أستوديو منظمة One Path ولكن جاء ما يقرب من ضعف هذا العدد."
"محمد قدم محاضرات وحضر فعاليات مع رجال أعمال وطلبة مدارس وطلبة جامعات وكان التفاعل ممتازا."
قضى فارس عشرة أيام في أستراليا يقول إنه وجد فيها الكثير من "الإلهام" من الجالية المسلمة في أستراليا.
"الجالية المسلمة هنا جالية منتجة ولقد رأيت مشاريع ومبادرات رائعة لم أرها في أي مكان آخر في العالم."
"هناك إنتاجية عالية وحرص على تمثيل الدين بإحسان."
