بعد حوالي عامين من التصعيد في غزة، بدا أن بصيص الأمل قد ظهر في الأفق مع توقيع إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطة السلام التي دفعت بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
جاء الإعلان جاء بعد مفاوضات غير مباشرة عُقدت خلف الأبواب المغلقة في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة وسطاء من مصر وقطر وتركيا، وبتنسيق دقيق من قبل الإدارة الأمريكية.
ترتكز المرحلة الأولى من الاتفاق على ثلاث نقاط محورية: الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة داخل غزة، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وعلى الرغم من محدودية هذه البنود مقارنة بمسائل أكثر تعقيدًا في جوهر الصراع، إلا أنها تشكّل خطوة أولى نحو إنهاء القتال الذي خلّف أكثر من 67 ألف قتيل في غزة وفق أرقام وزارة الصحة هناك، فضلاً عن 1200 إسرائيلي قٌتلوا جراء هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 والتي أخذت 250 رهينة إلى القطاع، تم الإفراج عن معظمهم في اتفاق سابق ولا يزال 50 منهم مجهولي المصير من بينهم 20 على قيد الحياة وفق تقارير إسرائيلية.
في حديثها لنا من واشنطن، وصفت الباحثة رائدة حمرا الأجواء هناك بأنها "حاسمة"، مشيرة إلى أن الرئيس ترامب مارس ضغوطًا شديدة على جميع الأطراف بهدف الوصول إلى هذه اللحظة.
وأضافت:
ترامب طبعًا هو عرّاب هذا الاتفاق... لديه أسباب كثيرة لدفع هذا الملف، فنحن على بعد يوم واحد من إعلان الحاصل على جائزة نوبل للسلام
وتابعت مؤكدة أن ترامب يتطلع للجائزة، خاصة بعدما تحدث أكثر من مرة عن قدرته على إنهاء سبع حروب عالقة، كما وعد قاعدته الانتخابية في ديربورن، المدينة الأمريكية ذات الكثافة السكانية العربية، بأنه سيضع حدًا للحرب في غزة.
خطة ترامب، كما توضح حمرا، جاءت ضمن إطار دبلوماسي وإعلامي مركّز، استثمر فيه البيت الأبيض أدوات متقدمة وأجندة دقيقة. وقالت: "دفعت إدارة ترامب نحو خطة واضحة، استُثمِرت فيها أدوات دبلوماسية وإعلامية وأجندة مركزة لتحقيق إنجاز يمكن استثماره لصالح الحزب الجمهوري".
لكن رغم التفاؤل الذي أحاط بالمرحلة الأولى، لا تزال هناك خلافات كبيرة تنتظر حلولًا صعبة، أبرزها قضية نزع سلاح حماس. هنا، تشير حمرا إلى أن الاتفاق الحالي لا يشمل حلًا نهائيًا لهذا الملف، وإنما تم تأجيله للمرحلة اللاحقة.
ومع ذلك، تقول:
ليس هناك ضمانات، ولكن نستطيع القول إن هناك حزمًا أمريكيًا وحرصًا واضحًا على تمرير الاتفاق. المرحلة الأولى هي الأسهل لناحية تسليم الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل جزئي
وتضيف أن قضية نزع السلاح لا تزال نقطة خلافية كبرى، لافتة إلى وجود تفاهمات غير معلنة بين ترامب ونتنياهو حول هذه المسألة، وأن الصورة قد تتضح أكثر في الأيام المقبلة.
وبحسب حمرا، فإن "الرابح الأكبر في هذه اللحظة هم فلسطينيو غزة. سيكون هناك وقف للحرب، وهذا بحد ذاته ربح كبير. تابعنا ردود الفعل والفرحة الكبيرة التي غمرت الناس".
ومع ذلك، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى قدرة هذا الاتفاق على الصمود، ومدى استعداد الأطراف المعنية للانتقال إلى مراحل أكثر حساسية، مثل مستقبل الحكم في غزة، والضمانات الأمنية المتبادلة، وإعادة الإعمار.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.