صدر كتاب جديد بعنوان The Vanishing Criminal لكاتبين أستراليين عملا في مجال إحصائيات وأبحاث الجريمة في سيدني. ويقول الكاتبان إن أسباب انخفاض معدل الجريمة عائد إلى أسباب عديدة منها انهيار تجارة الهرويين، وانخفاض أسعار السلع الاستهلاكية، وارتفاع معدل الشيخوخة، لكنهما حذرا أيضا من انتشار تعاطي أنواع أخرى من المخدرات وامكانية تأثيرها على ارتفاع معدل الجريمة في المستقبل.
وتقول السيدة ليلى علوش مديرة مكتب الخدمات العربية الاجتماعية في ملبورن إن "مشكلة مخدر الأيس مشكلة كبيرة، ويجب على المجتمع الأسترالي عامة، والجاليات المهاجرة خاصة محاربة المخدرات". وتشير ليلى علوش في حديث مع SBS Arabic24 إلى أن القمار هو أيضا "مشكلة كبرى تعاني منها الجاليات العربية في أستراليا، وهي مشكلة تؤدي أيضا إلى سرقات حتى داخل العائلات نفسها".
ويقول السيد Don Weatherburn مؤلف كتاب المجرم المتلاشي The Vanishing Criminal إنها قد تكون مفاجأة كبرى للبعض عندما يعرفون أن العيش في أستراليا الآن أكثر أمانا مما كان عليه منذ 20 أو حتى 40 عاما مضت. ويضيف بأن معدل جرائم القتل، على سبيل المثال ، انخفض بنسبة 25 في المائة عما كان عليه في 1973-1974.
لكن على الجهة الأخرى، استمرت بعض المخالفات بالارتفاع، ومنها جرائم الغش والاحتيال عبر الانترنت، والاعتداءات الجنسية. وينبه الكاتب إلى ضرورة عدم التراخي في هذا الموضع. ويقول إنه ليس من الواضح بعد التأثير الطويل الأمد على معدلات الجريمة لمخدر ال methamphetamine المتفشي في المجتمع، خاصة مع تحول الكثير من المتعاطين لهذا المخدر إلى مدمنين.
في عام 2000 شهدت أستراليا أعلى معدل في عمليات السطو، والجرائم الشخصية الأخرى مثل الاعتداءات، الاعتداءات الجنسية والسرقة. كما وشهدت ثاني أعلى معدل من سرقة السيارات بين 25 دولة شملها استطلاع عالمي حول الجريمة، وشمل دولا مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومعظم دول أوروبا الغربية.
وكان لافتا أنه وفي عام 2001 بدأ عدد الجرائم ينخفض، إلى أن حلّ العام 2018 الذي انخفضت فيه معظم أشكال الجريمة الشائعة بين 40 و 80 في المائة ووصلت إلى أقل مما كانت عليه قبل عشرين عامًا أو في بعض الحالات ثلاثين عامًا.
تراجع عمليات السطو في أستراليا Source: Pixabay
ولغاية عامي 1999-2000 كان واحد من كل 20 منزلا يتعرض لعملية اقتحام، وواحد من كل 50 شخصا يتعرض للسرقة.
ويذكر الكتاب الجرائم الكبرى التي شهدتها أستراليا في الثمانينات مثل محاولة سرقة مصرف الكومنولث في جورج ستريت في سيدني عام 1984 ، حيث قام المعتدي باحتجاز رهينتين، وإطلاق النار على شرطي، ومن ثم قُتل. ويذكر أيضا حادثة تفجير مبنى محكمة العائلة في باراماتا بعد ثلاثة أشهر، وتفجير منزلي قاضيين، ومجزرة Milperra جنوبي غربي سيدني التي حصلت بين مجموعتين متناحرتين من عصابات الدراجات، وسقط جراءها سبعة قتلى و28 جريحا.
وبحسب الكتاب الجديد The Vanishing Criminal بين عامي 2001 و 2017 ، انخفض معدل الكسر والدخول بنسبة 68 في المائة ، وسرقة السيارات بنسبة 70 في المائة ، والسطو بنسبة 71 في المائة ، والسرقات الأخرى بنسبة 43 في المائة، وخلال نفس الفترة، انخفض معدل القتل العمد في أستراليا بنسبة 50 في المائة، ومعدل الشروع في القتل بنسبة 70 في المائة ومعدل القتل الإجمالي بنسبة 59 في المائة.
ويُرجع Weatherburn تراجع الجريمة إلى انهيار سوق الهيرويين مع بداية القرن الحادي والعشرين. ويقول إن أسعار الهرويين ارتفعت بشكل جنوني وتراجعت النوعية، فأدى ذلك إلى توقف الناس عن شرائه، وتوجهوا إلى العلاج أو توقفوا عن تعاطيه، وتوقفوا عن السرقة لشراء الهرويين.
أسباب انخفاض معدل الجريمة في أستراليا عديدة Source: Pixabay
ومن العوامل التي ساهمت في تراجع الجريمة كان الهبوط الكبير في السلع الاستهلاكية الذي حصل بالتزامن مع ارتفاع الدخل الأسبوعي للفرد. وهذا ألغى الطلب على السلع المسروقة مثل أجهزة التلفزيون.
هناك عامل آخر يشير إليه الكتاب، وهو تراجع الفساد في أجهزة الشرطة مع الوقت في ظل قيام المفوضيات الملكية بالتدقيق في الأمر، وتحسن أداء الشرطة في استهداف المخالفين المعروفين، ووجود عدد كبير من عناصر الشرطة وعدد أقل من المجرمين.
كما وساهمت أجهزة الأمان في السيارات في تراجع نسبة سرقة السيارات، وأدى الانخفاض في استهلاك الكحول بين الشباب إلى انخفاض حوادث الاعتداء.
ويشير الكاتب أيضا إلى عامل شيخوخة السكان في استراليا، حيث أن "الكبار بالسن يرتكبون جرائم اقل".
استمعوا إلى التقرير الصوتي في أعلى الصفحة.
