في عام 2015 وصل العراقي أسامة بطي إلى أستراليا مع عائلته المكونة من زوجته وبنت وولد. عائلة أسامة كانت من ضمن أول دفعة للاجئين الواصلين إلى ولاية فيكتوريا ضمن خطة حكومة توني آبوت باستقبال 12,000 لاجئ من سوريا والعراق لتوطينهم في أستراليا.
تلك الدفعة الخاصة وافقت عليها حكومة آبوت بعد ضغط بسبب أزمة تدفق اللاجئين إلى الشواطئ الأوروبية وصورة الطفل إيلان الكردي ميتا على شاطئ البحر والتي هزت ضمير العالم.
وبعد خمس سنوات على وصوله، يقضي ابن بغداد أسامة بطي الكثير من وقته متطوعا لرد الجميل. وقال أسامة لأس بي أس عربي24 في حديث بمناسبة أسبوع التطوع الوطني في أستراليا: "التطوع شيء نبيل جدا يمكن من خلاله للفرد أن يرد جزء بسيط من الجميل الذي منحته أستراليا للعوائل الجديدة المهاجرة."
أسامة اختار منظمة "برنامج تعليم الإنجليزية للمهاجرين البالغين" المعروفة باسم AMES ليوجه إليها جهده التطوعي: "انبهرت بالأشياء التي تقدمها المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني خاصة منظمة AMES."

Osama Butti and his family feeding a kangroo after arriving to Australia Source: EDDIE JIM/THE AGE
وأضاف "كوني لاجئ، عند وصولي تم استقبالي في المطار وتقديم كافة التسهيلات من تهيئة السكن وتسجيل الأولاد في المدارس وانضمامي أنا وزوجتي لصفوف تعليم الإنجليزية. منذ تلك اللحظة، قررت المساهمة ولو بشيء بسيط في خدمة هذا المجتمع."
وتعد المنظمة في خدمة إعادة التوطين الرئيسية للواصلين الجدد وتعمل على مساعدتهم في الولوج للخدمات الأسترالية المختلفة وإيجاد منزل للسكن.
وقال أسامة "بالفعل بعد وصولي بأربعة أشهر بدأت في التطوع للعمل مع المنظمة وقدمت عددا من الخدمات وبالتالي حصلت على عمل هناك بدوام متقطع أو Casual، ولكن هذا لا يمنع أنني ما زالت أقدم خدمات تطوعية دون مقابل."
وفي عام 2017 حصل أسامة بطي على تكريم خلال جولة كرة القدم الأسترالية AFL للتعددية الثقافية، والتي يتم فيها الإضاءة على جهود الجاليات متعددة الثقافات ومساهماتهم في تاريخ اللعبة، والترحيب أيضا بأبناء الجاليات الجدد وتعريفهم باللعبة.
وخلال مبارة فريقي كارلتون مع جيلونغ في استاد الاتحاد في ملبورن حضر أسامة مع عائلته كضيف خاص خلال المباراة، حيث تم تكريمه بدرع "بطل المجتمع" بسبب عمله التطوعي مع منظمة AMES لمساعدة اللاجئين وخاصة في شمال ملبورن.
وقال أسامة "تفاجأت في البداية أن نادي كارلتون خصص جائزة أو درع للأشخاص الدين قدموا خدمات للمجتمع، وقد رشحتني منظمة إيمز لتلك الجائزة." وأضاف "بالطبع كأشخاص قادمين من الشرق الأوسط فإن كرة القدم المعروفة باسم السوكر هي الأكثر شعبية عندنا، أما AFL فكانت شيء جديد بالنسبة لنا، لكننا تابعنا اللعبة وهي جميلة جدا وتنجح في شد حماس الناس والجمهور مثل كرة القدم."

Ossama Butti with his family meeting minister Peter Dutton Source: Supplied
وفي ظل الإجراءات التي اتخذتها أستراليا لمواجهة تفشي وباء كورونا تأثر عمل أسامة بسبب إجراءات الإغلاق: "عملي تأثر حاليا، لأن المنظمة يعتمد نشاطها على مساعدة اللاجئين الجديد، ونظرا لتوقف الأنشطة والسفر، فبالتالي حركة دخول اللاجئين متوقفة في الوقت الحالي."
ومع ذلك يحافظ أسامة على تفاؤله وثقته في تعافي أستراليا من الأزمة: "أستراليا بلد اللا مستحيل، لا يوجد شيء أسمه مستحيل مهما كان عمر وظروف الإنسان."
وقال "أنا لدي ماجيستير في الإدارة والاقتصاد من الجامعة المستنصرية في بغداد، وعندما أتيت هنا تعلمت وحصلت على دبلومة في الخدمة المجتمعة وبدأت أشق طريقي من جديد، وكذلك زوجتي التي درست الأحياء، جاءت إلى هنا ودرست مساعدة تدريس وحاليا تعمل بدوام كامل."
وأكد "لا يجب أن ييأس الإنسان، طرق الحياة مفتوحة أمامه، فقط بقليل من الجهد تُفتح كل الطرق وتجد مستقبل وحياة زاهرة في أستراليا."






