هذه المدينة العريقة هي موطن السكان الأصليين لأستراليا وشهدت على أحداث تاريخية هامة يمكنك استكشافها من خلال عروض حية في متحف ومعرض الأقليم الشمالي.
نبدأ بلمحة عن الحدث التاريخي التي تفتخر به داروين والذي يجسد إرادة البقاء عند سكانها الأصليين. فكلما بحثت في التاريخ الأسترالي ستجد الكثير عن حملة الدردنيل، وهي حملة عسكرية شنتها قوات بريطانية وفرنسية مشتركة خلال الحرب العالمية الأولى.
في 19 شباط/فبراير من عام 1942، تم قصف داروين من قبل الجيش الياباني، إلا أن داروين رفعت مستوى التحدي وقامت بتكوين قاعدة جيش كبيرة لشن حملة مضادة في اتجاه المحيط الهادئ. ومتحف داروين العسكري في إيست بوين لا يزال شاهداً على تلك الحقبة المفصلية من تاريخ داروين ويخبر القصة كاملة.

This is the damage to a dock shown at Port Darwin in northern Australia, done by a Japanese raid, shown May 13, 1942. (AP Photo) Source: AP / AP/AAP Image
ويتم استذكار تراث المنطقة في زمن الحرب والأرواح التي خسرتها المدينة في المواقع التراثية التي تحتضنها داروين، بما في ذلك المخابئ وأنفاق تخزين النفط والمقابر والمتاحف، كما يوجد عرض مذهل للإعصار في المتحف نفسه.
لننتفل الآن إلى ما يميز داروين على الصعيد الاقتصادي. فقد كانت هذه المدينة مركزاً هاماً للنقل منذ الأيام الأولى للأستيطان الأوروبي وبقيت لفترة طويلة بوابة رئيسية لأستراليا نحو العالم مع خط التلغراف واكتشاف الذهب فيها منذ العام 1870 مما جذب العمال اليها من أنحاء العالم وساهم في طابعها المتعدد الثقافات.
لذلك تجد سكان داروين من محبي المرح والبهجة بشكل عام ويستمتعون بشمس مدينتهم المشرقة دائماً. داروين أيضاً بوابتك الى الرموز الطبيعية والثقافية في أستراليا، بما في ذلك جزر "تيوي" وحدائق "ليتشفيلد" و"كاكادو" الوطنية ونهر "أدلايد" ونهر "ماري".
إذا فكرت بزيارة داروين، إليك ما يمكنك القيام به في هذه المدينة الجميلة:
عليك القيام برحلة عبر المياه الهادئة، تنصت خلالها إلي همسات النسيم الاستوائية. هذه مغامرة عليك تجربتها بلا تردد عند كل زيارة.
فالجلوس والتمتع بغروب شمس داروين الحمراء الدافئة أثناء الإبحار مشهد خلاب في هذه المدينة الرائعة.
ما يميز داروين أيضاً التماسيح الأسترالية الشهيرة التي يأتي السياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدتها، حيث تتواجد التماسيح العملاقة بنهر أديلايد الذي يبعد مسافة 70 كلم بالسيارة من وسط المدينة، ويعتبر موطناً مثالياً لتماسيح المياه المالحة.
كذلك تقدم داروين تجربة رائعة لهواة صيد الأسماك، فإذا كنت منهم، ما عليك سوي استئجار قاربك الخاص قبالة الشاطئ أو من رصيف الميناء والانطلاق في إحدى أكثر الجولات البحرية إثارة ومتعة.
في داروين تجد أيضاً كل ما تحب من منحوتات وأنسجة ومطبوعات ولوحات، حيث يقام فيها معرض لبيع الأعمال الفنية الأصلية للسكان الأصليين بكهف ديدجيريدو.
يمكنك أيضاً زيارة صالات العرض بمعرض ومتحف الفنون في الأقليم الشمالي لرؤية أستراليا بعيون السكان الأصليين.
داورين أيضاً معروفة بحدائقها ومنها حديقة ليتشفيلد الوطنية التي تقع على بُعد ساعة بالسيارة من المدينة وتضم شلالات نقية وأماكن للسباحة والقيادة بسيارات الدفع الرباعي.
من أحدث المناطق في قلب مدينة داروين الواجهة البحرية التي تضم العديد من المقاهي والحانات والمتاجر والمطاعم الفاخرة.
الجدير بالذكر أنه ونظراً لقُرب هذه المنطقة من حدود إندونيسيا وبقية جنوب شرق آسيا، من غير المستغرب أن يتأثر مطبخ داروين بالأطعمة الآسيوية.
وأخيراً، نتمنى لك رحلة ممتعة إلى داروين الساحرة بطابعها الأبوريجيني الفريد، وإلى اللقاء في مشوار جديد.