أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، اليوم الثلاثاء، مرور المرشح المستقل قيس سعيّد والمرشح السجين بتهم تتعلّق بالتهرب الضريبي وغسيل الأموال رجل الأعمال نبيل القروي، إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
وأشارت نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي إلى تصدّر المرشح المستقل قيس سعيد، وهو أستاذ قانون، لنتائج التصويت بنسبة 18.4% من أصوات الناخبين، يليه مرشح حزب "قلب تونس" نبيل القري الموقوف منذ أكثر من ثلاثة أسابيع على ذمّة القضاء، بنسبة 15.6% من الأصوات.
وحصل مرشح "حركة النهضة" عبد الفتاح مورو على نسبة 12.8% من مجموع الناخبين ليحتل المرتبة الثالثة، يليه المرشح المستقل ووزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي الذي حل رابعا في الترتيب، وخلفه مرشح حزب "تحيا تونس" رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي حصل على ثقة 7% من الناخبين فقط، بينما حصل منصف المرزوقي على 3% من الأصوات.
وشارك في هذه الانتخابات أكثر من 3 ملايين و465 ألف ناخب، من مجموع 7 ملايين و747 ألف مسجلين في الانتخابات، أيّ بنسبة إقبال بلغت 45%.
ومن المتوقع أن تجرى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في تونس، والتي ستحدد هويّة رئيس تونس القادم، في الفترة بين 29 سبتمبر/أيلول و13 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
عن هذه النتائج يقول البروفسور فتحي منصوري، رئيس مركز المواطنة والعولمة في جامعة ديكن، وصاحب كرسي اليونسكو لدراسات التنوع الثقافي والعدالة الاجتماعية "إن الناخب التونسي قد أصدر حكما قاسيا نوعا ما على أداء الحكومة الذي كان يترأسها يوسف الشاهد الذي حل في المركز الخامس"
وأضاف أنه من اللافت أيضا فشل اليسار التونسي والتيار الديمقراطي، وتراجع حركة النهضة، كل هذا يدل على أن الناخب التونسي ربما يوجه رسائل الى النخب السياسية بأنه مستعد أن ينتخب شخصيات مستقلة ليست لها علاقة بالأحزاب السياسية، مستقلة، باعتباره غير راض عن أداء الطبقة السياسية التقليدية وخاصة الحكومة برئاسة يوسف الشاهد.
ولقد شهدت الجولة الأولى من الانتخابات مشاركة ضعيفة بلغت 45 في المئة من إجمالي عدد الناخبين المسجلين والبالغ عددهم نحو 7 ملايين ناخب، وهذا مقارنة بنسبة 63 في المئة عام 2014، وكان لافتا عزوف الشباب التونسي عن المشاركة في هذه الانتخابات رغم الدعوات له بالمشارك.
ويفسر البروفسور منصوري تراجع نسبة الناخبين بالقول " ربما كان السبب في ذلك عدم تحقق سقف انتظارات الشباب، الذي بني على شعارات الثورة التونسية "كرامة وعدالة اجتماعية"، وربما يعود اللوم على بعض الرموز السياسية التي لم تكن على مستوى المسؤولية التي أنيطت بعهدتها، لكن هذا لا يخفي أن هذه الانتخابات جرت بطريقة نظيفة، وهذا يدل على أن ماكينة الديمقراطية التونسية تعمل بشكل جيد... وهذا انجاز للتحول الديمقراطي في تونس".

Presidential candidate Kais Saied is seen in his office in Tunis, Tunisia, September 15, 2019 Source: ABACA
ويستطرد بالقول "لكن يبقى أن الأداء الاقتصادي خاصة للحكومات التي تعاقبت على الحكم في تونس منذ الثورة لم تتمكن من إرضاء الناخب التونسي، ومنها الاستجابة للطلبات التي أطلقها الشباب التونسي عند الثورة، خاصة القضاء على الفساد وإرساء أسس نظام اقتصادي عادل وشامل يقضي على التفاوت بين الجهات والطبقات".
استمعوا إلى اللقاء كاملا تحت المدونة الصوتية أعلاه.




