قرر الدكتور أشرف الشاويش الهجرة والعودة مرة أخرى إلى استراليا، لكن لم تعترف الجامعات الأسترالية بخبرته ودرجته، ليضطر لبدء حياته المهنية برتبة أقل في جامعة تبعد عن ولايته مسافة 500 كيلومتر.
النقاط الرئيسية:
- اضطر الدكتور أشرف الشاويش للقبول بوظيفة في جامعة بعيدة عن ولايته ولا يرى عائلته إلا نهاية الأسبوع
- المهاجر المؤهل أكاديمياً يواجه صعوبات أكثر من المهاجرين أصحاب الأعمال الحرة
- رحلة العودة إلى استراليا تحتاج للكثير من التضحيات لتحقيق الاستقرار
تحدث الدكتور أشرف الشاويش لإذاعة أس بي أس عربي 24 عن تجربته في رحلة العودة إلى أستراليا قائلاً: "لاشك أن المهاجر المؤهل أكاديمياً يواجه صعوبات أكثر من المهاجرين أصحاب الأعمال الحرة بشكل عام، لأنه لا يجد عملاً بسهولة يناسب مؤهلاته وخبرته من الدولة التي قدم منها، مما يضطره للبقاء لفترة طويلة في البحث عن عمل ويضطر للقبول بوظائف أقل مما يتوافق مع خبرته ومؤهلاته الأكاديمية".
وعن رحلة عودته إلى أستراليا بعد تسع سنوات من العمل الأكاديمي وحصوله على رتبة الأستاذية في تخصصة بجراحة الفك وتشريح الوجه في الأردن يقول الدكتور الشاويش إنه قدم إلى ملبورن عام 2016 مع عائلته المكونة من زوجة وطفلتين. وظل حوالي خمسة أشهر بدون أي دخل أو وظيفة، حيث قدم الطلبات لكثير من الجامعات وأتى الرد دائماً بالرفض بذريعة عدم وجود خبرة محلية. ويوضح الشاويش أن الجامعات الأسترالية تفضل الشهادت المهنية من دول العالم المتقدم لتكون متكافئة مع معاييرها.

الدكتور أشرف الشاويش Source: supplied by: Ashraf Al Shaweesh
لحسن الحظ، وافقت إحدى الجامعات في منطقة Wagga Wagga على قبول الدكتور أشرف للعمل كمحاضر أول في صحة الفم، وهي أقل من الرتبة الأكاديمية التي وصل إليها في مجاله. وأوضح أنه يعتقد أن سبب القبول قد يرجع لنيله درجتي الماجستير والدكتوراه في أستراليا.
واجه الدكتور أشرف خيار قبول عرض العمل أو رفضه لسببين: الأول أن زوجته تدرس الدكتوراه في ملبورن مع التزامها بالعائلة والطفلتين وصعوبة مغادرة ملبورن. والثاني ضرورة السفر يومياً مسافة 500 كيلومتر إلى الجامعة.
واستقر قراره على قبول العمل والتنقل بالسيارة أو القطار إلى أن اضطر لاحقاً لاستئجار منزل في Wagga Wagga وزيارة عائلته نهاية كل أسبوع مع ما يرافق ذلك من تكاليف مادية إلى أن يجد عملاً جديداً أو ينقل العائلة لاحقاً لهذه المنطقة النائية بعد نيل زوجته شهادة الدكتوراه.
وبقي الدكتور الشاويش لمدة أربع سنوات ونصف على هذا الحال حتى اللحظة.
وحول قرار العودة إلى استراليا وما يصاحبه من تضحيات ما بين المميزات هنا أو في الوطن الام أوضح الدكتور الشاويش:"هو شعور مختلط وحالة من التجاذب".

الدكتور أشرف الشاويش Source: supplied by: Ashraf Al Shaweesh
ويضيف: "عندما كنا في الأردن وقررنا الهجرة، كنا نترقب تلك اللحظة وبدء مستقبل جديد بما فيه من إيجابيات إضافة لبعض السلبيات منها صعوبات إيجاد العمل والاستقرار، والقبول برتب مهنية أقل مما حصلت عليه في بلدك الأم، أو العودة للأردن مع ما يرافق ذلك من البقاء مع الأهل والحياة الاجتماعية والرتب العليا مهنياً رغم الظروف الاقتصادية الصعبة".
ويبقى الإنسان في حالة عدم توازن إلى أن يصل للقرار النهائي الذي يراه مناسباً. وهكذا قرر البقاء في أستراليا.
ويرى الدكتور الشاويش أن الشخص الذي أخذ قراره بالهجرة لا بد أن يرضى بالأمر الواقع رغم رحلة الصعود البطيء التي لا بد أن تصل به في نهاية المطاف إلى هدفه.
[node_list uuid="d5a821f1-e82e-4fb1-a693-0a81b2dc2cb7"
للاستماع لقصة الدكتور أشرف الشاويش يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.