هل تتخيّلون شاطئًا أبيض ناصعًا لدرجة أن رماله تصدر صوتًا يشبه الصرير تحت قدميك؟ أو مكانًا تستطيع فيه أن تلتقط صورة لكنغر مسترخٍ بجانبك على الشاطئ؟ مرحبًا بكم في حلقة جديدة من "مشوار"، وهذه المرة، رحلتنا إلى جوهرة الساحل الجنوبي الغربي لأستراليا… مدينة إسبيرانس.
تقع إسبيرانس على بعد أكثر من 700 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من بيرث، وهي مدينة ساحلية صغيرة لكن طبيعتها ليست عادية على الإطلاق. إنّها أشبه بلوحة فنية رسمتها الطبيعة بألوان زرقاء متدرجة ورمال بيضاء ناصعة، حتى أنك قد تشك أن الصور التي تراها لها معدّلة بالفوتوشوب!
أول مفاجأة ستصادفها هنا هي شاطئ "لاكي باي" (Lucky Bay)، الذي غالبًا ما يُصنَّف كأحد أنقى وأبيض الشواطئ في العالم. لكن المدهش حقًا ليس فقط لون الرمال، بل أن رواد الشاطئ هنا يتشاركون المكان مع الكنغر! نعم، الكنغر يعيش ويتجول على الشاطئ وكأنه جزء من المشهد الطبيعي، مما يمنحك فرصة التقاط صور فريدة لا يمكن أن تجدها في أي مكان آخر.
أما مياه البحر هنا، فهي ذات لون فيروزي ساطع يكاد يخطف الأنفاس، خاصة عند النظر إليها من أعلى التلال المحيطة أو خلال جولة بحرية بين جزر أرخبيل ريشرش (Recherche Archipelago)، الذي يضم أكثر من 100 جزيرة، أغلبها غير مأهول، وتتمتع بشواطئ بكر وحياة بحرية غنية، من الدلافين إلى أسود البحر.
وإذا كنت من عشاق المغامرة، فإن حديقة كيب لو غران الوطنية (Cape Le Grand National Park) هي وجهتك المثالية، حيث يمكنك المشي بين القمم الجرانيتية، أو التخييم على الشاطئ، أو الاستمتاع بمشاهدة غروب الشمس الذي يحوّل السماء إلى لوحة ذهبية وبرتقالية.

Aerial view of Hutt Lagoon, the stunning pink lake in Port Gregory, Western Australia. Credit: Paola Giannoni/Getty Images
على جزيرة "ميدل آيلاند" القريبة، يوجد بحيرة هيلير، وهي بحيرة وردية اللون تمامًا، وكأنها مشروب غازي ضخم وسط الغابة! اللون الوردي ثابت طوال العام، ولا يتغير حتى عند نقل الماء في زجاجة. العلماء يعتقدون أن اللون يعود إلى طحالب دقيقة تنتج صبغة خاصة، لكنه يظل مشهدًا ساحرًا ومحيّرًا في الوقت نفسه.
وفي فصل الربيع، تتحول المناطق المحيطة بإسبيرانس إلى بساط طبيعي من الزهور البرية بألوان لا تُعد ولا تُحصى، ما يجعل قيادة السيارة في هذه المنطقة أشبه برحلة عبر لوحة فنية متحركة.
الطقس في إسبيرانس معتدل نسبيًا، لكنه يتميّز بصيف دافئ مثالي للسباحة والأنشطة البحرية، وشتاء لطيف يمنحك أجواء رومانسية للمشي على الشاطئ أو استكشاف الجزر القريبة.
الأنشطة في إسبيرانس لا تنتهي. فهناك السباحة وركوب الأمواج وكذلك الغوص لمشاهدة الشعاب المرجانية. يمكنكم أيضا صيد الأسماك في المياه النقية والقيام بجولات بالقوارب بين الجزر. ويمكن لمحبي الطبيعة مراقبة الطيور والحياة البرية الفريدة.
من الحقائق المدهشة أيضًا أن إسبيرانس معزولة نسبيًا عن المدن الكبرى، وهذا ما ساعد في الحفاظ على نقاء طبيعتها وقلة الازدحام فيها. هنا، يمكنك أن تجد شاطئًا بأكمله تقريبًا لك وحدك، وهو أمر نادر في عالم السياحة اليوم.
وأخيرًا، إذا كنت تبحث عن تجربة تمزج بين المغامرة والهدوء، وبين الطبيعة البكر والمشاهد التي لا تتكرر، فإن إسبيرانس هي المكان الذي سيبقى محفورًا في ذاكرتك إلى الأبد.
كانت هذه رحلتنا إلى إسبيرانس.. مدينة الرمال الناصعة، والمياه الفيروزية، والبحيرة الوردية، والكنغر الشاطئي.