لا شك أن الاحتفال بالمناسبات العائلية والثقافية والدينية المهمة هذا العام كان لا بد له من مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي وظروف حظر السفر في ظل وباء كورونا.
وبينما ينتظر البعض بفارغ الصبر تخفيف القيود من أجل لم الشمل بأحبائهم، ينشغل البعض الآخر بوضع طرق جديدة للاحتفال بتجاوز عام صعب للغاية.
فبعد مئة واثني عشر يوماً من الإغلاق في ملبورن، تأمل إيفي أتكينزا المولودة في اليونان والتي تعاني من سرطان الرئة، أن تتمكن من الحفاظ على تقاليد احتفال العائلة بعيد الميلاد المجيد، حتى لو تطلب ذلك اجراؤه في مكان خارجي مفتوح هذا العام.

man_on_zoom_with_wine Source: getty_imagesizusek
نشأت إيفي في اليونان وهي تعيش الاحتفال بعيد الميلاد بين العائلة والأصدقاء في الثقافة الغنية والتقليدية لبلدها الأم.
ومن خلال اتخاذ الاحتياطات مثل ارتداء الكمامة وممارسة نظافة اليدين بانتظام، تخطط ايفي للدخول في روح عيد الميلاد مع كل من أحفادها السبعة كلا على حدة.

garden_dinner Source: getty_imageshinterhaus_productions
اما المخرجة السينمائية كايلي غراي Kylie Grey التي تعيش في سيدني فقد كانت تمر بوقت صعب جداً حيث لم تكن قادرة على وضع خطط ملموسة لزيارة والدها المقيم في بريزبان والمصاب بالسرطان خاصة مع بقاء الحدود بين كوينزلاند وسيدني الكبرى مغلقة خلال معظم هذا العام.
وتعتقد غراي أن COVID-19 قد تتطلب من العائلات إعادة التفكير في كيفية اجتماعهم معًا للاحتفال بالمناسبات الخاصة.
وعلى الرغم من أنهما يعيشان في ولايتين مختلفتين، فقد تمكنت من مقابلة والدها في Byron Bay عندما فتحت كوينزلاند لفترة وجيزة حدودها لاستقبال سكان نيو ساوث ويلز في تموز يوليو.

100th_birthday Source: getty_imagesmediterranean
وعندما لم تتمكن العائلة من الاحتفال بمعظم المناسبات معاً فقد تم تعويض ذلك بالاحتفال عبر الإنترنت باستخدام تطبيق Zoom كما حصل في عيد الاب.
ولحسن الحظ، فإن الإعلان الأخير من حكومة كوينزلاند عن إعادة فتح حدودها أمام سكان سيدني الكبرى اعتبارًا من الأول من كانون الاول ديسمبر يعني أن عائلة Grey ستكون قادرة على لم شملها من جديد ويمكنها الآن الانتهاء من خطط عيد الميلاد الخاصة بهم.
ويقول أستاذ علم الاجتماع James Arvanitakis من جامعة Western Sydney إن الاحتفالات ضرورية من أجل أن يشعر الناس بالهوية حتى لو لم يتمكنوا من التواصل مع بعضهم البعض إلا عبر الإنترنت مثلما حصل وقت وباء كورونا.
والشعور بالوحدة هو ما تهدف لمعالجته مبادرة منظمة Feros Cares الخيرية المسماة Be someone for someone.

effie_atkins Source: Supplied
ونظرًا لأن واحدًا من كل أربعة أستراليين يعاني حاليًا من الشعور بالوحدة، فإن جو وينوود التي تترأس المبادرة تقول إن فريقها ينظم احتفالًا بعيد الميلاد عبر الإنترنت من خلال تطبيق Zoom لكبار السن في جميع أنحاء أستراليا والذين يخشون مغادرة منازلهم في الوقت الحالي.
وتشجع Winwood افراد المجتمع على تقديم يد العون لجيرانهم المسنين الذين يعيشون بمفردهم أو كبار السن الذين يتجنبون التفاعل الاجتماعي لكي يحظوا باحتفال في عيد الميلاد المجيد هذا العام.




