تصادف اليوم ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى التي وضعت أوزارها في الحادي عشر من تشرين الثاني نوفمبر من العام 1918. وشارك الجيش الأسترالي في الحرب ضمن الحلفاء وتكبد خسائراً بشرية جمة حيث وصل عدد القتلى آنذاك إلى 60 ألف جندي فضلاً عن الجرحى الذين ناهز عددهم 156 ألف.
ويعد العمل في المؤسسة العسكرية حلماً للكثير من الطامحين لتأمين وظيفة بدخل جيد وامتيازات قلما تتوافر في قطاعات أخرى ولا يُستثنى المهاجرون وأولئك من خلفيات اثنية من هذه القاعدة. وتسعى القوات المسلحة لاستقطاب الكفاءات في مختلف المجالات للعمل لصالحها بمن في ذلك متعددي الثقافات والأصول ولكن، ماذا إذا عدنا 40 عاماً للوراء؟
وصل عاصم عبد الحليم إلى أستراليا من مصر في عام 1976 وبعد 4 سنوات من وصوله، سنحت له فرصة الانضمام لوزارة الدفاع الأسترالية: " أفكر دائماً باليوم الذي التحقت فيه بالقوات المسلحة الأسترالية، لم أجد عملاً في اختصاصي وكنت محظوظاً بهذه الفرصة (..) كان هذا أهم شيء قمت به في حياتي."
ولكن الأمور لم تكن سهلة بالنسبة للشاب الطموح الراغب ببناء مستقبل جديد في أستراليا، فغالبية المجندين في ذاك الزمن كانوا من الأنجلوساكسونيين ولم يكن مألوفاً انضمام شاب من أصول مهاجرة لهذه المؤسسة: " كان فيه تمييز وحصل حاجات (..) لما دخلت كنت أريد أن اثبت نفسي كمهاجر (..) تقدمت وظيفياً بسرعة فأظهر بعض الزملاء بعض الغيرة المختلطة بالعنصرية."
وتحدث عاصم عن الحادثة التي اضطر فيها إلى اللجوء إلى المحكمة العسكرية لتقديم شكوى بحق أحد الضباط الذي انتقد علناً حصول "مهاجر" على فرصة الابتعاث إلى العاصمة البريطانية لندن ليحظى هناك بدعوة إلى حفلة في قصر باكينغهام. ويعترف عاصم بسطوة القانون وعدله في أستراليا حيث عوقب المدعى عليه وتغيرت بعض القوانين التي تمنع بشكل قطعي تعرض أي فرد في المؤسسة العسكرية لتمييز على أساس عنصري.

Australian navy ships Source: Getty Image
امتيازات العمل في الجيش الأسترالي
يقول الموقع الالكتروني للجيش إن من يعمل لدى القوات المسلحة، يحظى بكثير من الامتيازات وعلى رأسها قروض ميسرة للسكن وفرص السفر ضمن نطاق أستراليا وخارجها والاحتكاك بثقافات جديدة. ويمكن للمتلحقين بوظيفة بدوام كلي ضمن المؤسسة العسكرية الاستفادة من التأمين الصحي الذي يشمل الأسنان وتحت إشراف أفضل الطواقم الطبية.
ويؤكد عبد الحليم على ما تقدم، فيذكر أنه لدى التحاقه بالقوات الجوية: " أذكر أنني عندما التحقت بالقوات المسلحة، حصلت على سكن وتأمين صحي وامتيازات سفر تشكل أفراد العائلة (..) الدولة تخصص ميزانية كبير لوزارة الدفاع وعدد الأفراد الملتحقين قليل نسبياً."
ويدفع الجيش مبلغاً إضافياً للملتحقين به يصل إلى 13 ألف دولار سنوياً كتعويض عن متطلبات العمل العسكري، فضلاً عن ميزانية سنوية للحفاظ على هيئة وهندام الجندي أو الضابط. وحسب الموقع الالكتروني فإن العاملين في مهام خاصة في الميدان يحصلون كذلك على مبالغ مقطوعة تضاف إلى رواتبهم السنوية.
ونصح عبد الحليم المهاجرين بالسماح لأبنائهم بالالتحاق بالجيش حال أبدوا رغبة بذلك لأن ذلك حسب رأيه " أفضل تأمين لمستقبلهم".

Source: Australian Department of Defence
المشاركة بحروب الشرق الأوسط
شارك عبد الحليم في القوة الأسترالية التي قاتلت في حرب الخليج عام 1990 حيث كان إتقانه للغة العربية والتصريح الذي بحوزته سبباً في سحبه من القوة الجوية بشكل مؤقت ليلتحق بالقوة البحرية: " سألني أحد كبار القادة يومها إذا كنت أعاني من دوار البحر فرددت بالقول أنني لم أركب البحر مطلقاً! قال لي أن ذلك غير مهم لأنه ليس أمامي سوى الامتثال للأوامر والالتحاق بالقوة البحرية وهذا ما حدث بالفعل."
استمعوا للمقابلة مع عاصم عبد الحليم في التدوين الصوتي.