مع تزايد الطلب على اليد العاملة في السوق، توقع كثير من المراقبين الاقتصاديين أن يكون رد فعل بنك الاحتياط الأسترالي هو رفع سعر الفائدة أسرع مما هو متوقع.
النقاط الرئيسية
- ارتفاع التوظيف قد يعجل رفع سعر الفائدة لكن بتحفظ شديد
- هناك قطاعات تعافت أثناء الجائحة وأخرى تضررت
- أرقام إعلانات الوظائف على الإنترنت ارتفعت بنسبة 1.9% في شهر أيار/مايو
واعتبر الخبير الاقتصادي أديب فارس أن إضافة 115,200 وظيفة "عامل تغيير هام" قد يؤدي لانخفاض معدل البطالة إلى 5.1% ويؤثر بالتالي على أسعار الفائدة.
وأشار فارس إلى إن هذا العامل لا يمكن التعامل معه بمعزل عن العوامل الأخرى في السوق، إلا أن هذا الارتفاع في الطلب على الموظفين قد يسهم بالتعجيل برفع سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياط لكن بتحفظ شديد، وغالباً خلال عام 2022 وليس كما كان متوقعاً في عام 2024.
وكان معدل البطالة قد انخفض لمدة سبعة أشهر متتالية، كما عاد إلى مستويات ما قبل الجائحة أسرع بكثير مما توقعه بنك الاحتياط الأسترالي أو وزارة الخزانة.
ويعتقد بعض الاقتصاديين أن الظروف قد تكون مهيأة لرفع سعر الفائدة النقدي لبنك الاحتياط الأسترالي في عام 2023 أو ربما قبل ذلك.
ومنذ خفض معدل النقد إلى مستوى قياسي بلغ 0.1% في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان بنك الاحتياط الأسترالي مصمماً على عدم رفع المعدل حتى يصبح التضخم مستداماً بنسبة 2 إلى 3 في المائة، وهو ما لن يحدث حتى عام 2024 على أقرب تقدير.
وأوضح أديب فارس أن هناك قطاعات تعافت بشكل كبير أثناء الجائحة، ومنها قطاع التعدين وقطاع الإنشاءات الخاص والعام سواء للمشاريع السكنية أو الصناعية. ويستقطب هذان القطاعان الكثير من الموظفين، ومن المتوقع أن يستمر ذلك لمدة خمس سنوات على الأقل، مع العلم بأن هناك قطاعات أخرى تضررت في السوق المحلي.
ورغم الأرقام المذهلة للوظائف في شهر أيار/مايو، أظهر التقرير الأسبوعي للوظائف الصادر عن مكتب الإحصاءات الأسترالي أن الإغلاق الأخير الذي حدث في ولاية فيكتوريا بسبب كوفيد-19 كان له تأثير سلبي على التوظيف.
وأدى هذا الإغلاق إلى تراجع دفع الرواتب في ولاية فيكتوريا بنسبة 2.1% في نهاية الأسبوعين الأخيرين من شهر حزيران/يونيو الماضي، مما أدى لانخفاض الناتج المحلي إلى 0.9%. ومع ذلك، كان الطلب على اليد العاملة قوياً بشكل عام.

The Reserve Bank of Australia in Sydney Source: William West/AFP/Getty Images
وسوف تصدر لجنة المهارات الوطنية تقريرها النهائي عن الوظائف الشاغرة لشهر أيار/مايو يوم الأربعاء. فيما أظهرت أرقامها الأولية أن إعلانات الوظائف على الإنترنت ارتفعت بنسبة 1.9% في شهرأيار/مايو، وهي الزيادة الشهرية الثالثة عشر على التوالي لتقف عند أعلى مستوى لها منذ 12 عاماً.
وقد ارتفعت إعلانات الوظائف بنسبة 46% عن المستوى السابق لها قبل الجائحة.
وقال أديب فارس إن الطلب على الوظائف بهذه النسبة يعتبر كبيراً ولم تعهده أستراليا منذ 13 عاماً، واعتبر أن هذا الأمر سيكون مرحلياً وقصير المدى، مشيراً إلى أن الانتعاش مصدره الدعم الحكومي وضخ السيولة لتحريك السوق.
وفي الأشهر الأخيرة، تلقت صادرات السلع الدعم نتيجة الطلب القوي على خام الحديد، ولا سيما من الصين، حيث وصل إلى مستوى قياسي بلغ 10.6 مليار دولار في نيسان/أبريل الماضي.
للاستماع للقاء مع المتخصص في الشؤون الاقتصادية أديب فارس، يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.