لم تكن تعلم لورين سلّوم ماذا كان القدر يخبئ لها قبل 13 عاماً عندما وُلدت طفلتها الأولى كيتلين: "لم نلاحظ أي شيء. كانت أول حفيدة لوالدي وكنا مبتهجين للغاية بها." واستمر الوضع كذلك في الأشهر الستة الأولى من حياة الطفلة التي غيرت لاحقاً مسار حياة لورين وعائتلها.
لم يخطر ببال لورين أن ابنتها مصابة بالتوحد فهي لم تتعامل مع هذا المرض من قبل ولكنها بدأت تلاحظ أن كيتلين لا تتفاعل مع محيطها بالشكل المعتاد: "لم تكن تستجيب لمناداة اسمها. لا تنظر مباشرة باتجاهنا وتتحسس بشكل مفرط اذا حاول شخص ملاعبتها."
النقاط الرئيسية
- التوحد هو اضطراب عصبي يؤثر على قدرة الطفل على التواصل مع محيطه
- من خلال التدخل المبكر من الممكن تحسين حياة المصابين بالتوحد بشكل ملموس
- أسست لورين سلّوم مجموعة دعم على فيسبوك للعائلات التي تعتني بأطفال مصابين بالتوحد
التوحد Austism هو اضطراب عصبي تبدأ أعراضه بالظهور في سن الرضاعة إلى أن يبلغ الطفل سن الثالثة. وبالرغم من الطيف الواسع للتوحد وتفاوت الأعراض من حالة لأخرى، إلا أن يؤثر إجمالاً على قدرة المصاب به على التواصل مع محيطه وتطوير علاقات اجتماعية فضلاً عن تأثيره على النطق.
انتهت إجازة أمومة لورين وقررت اصطحاب ابنتها معها في أول يوم عمل بعد انقطاع دام لأكثر من عام. "عليكِ عرض ابنتك على الطبيب" هذه الكلمات من زميلتها كانت كفيلة بإثارة قلق الأم التي كانت قد بدأت تلاحظ على ابنتها بعض الأعراض ولكنها اختارت أن تبقى غارقة في حالة من النكران.

لورين سلّوم هي مسؤولة الموارد البشرية في مؤسسة Achieve Australia والتي تقدم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة Source: Lorraine Salloum
عن تلك المرحلة قالت لورين: "حدثت نفسي قائلة ان ابنتي على ما يرام. غضبت من هذه الزميلة واعتبرت أنها تدخلت بشكل سافر فيما لا يعنيها."
زميلتها التي تنبهت لأعراض التوحد لديها ابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة وكانت قادرة على تقديم المساعدة ولكن لورين كانت مستاءة منها ولذا لم تشاورها في المسألة. في نفس الوقت، عرضت جدة الطفلة المساعدة (والدة لورين) واصطحبتها إلى الطبيب الذي أكد لها أن كيتلين تعاني من التوحد.
كنت حاملاً بابنتي الثانية والجميع حاول أن يخفف عني لكي لا يتأثر الحمل سلباً. أصعب موقف في حياتي. لم يخطر ببالي يوماً أنني سأرزق بطفل يعاني من التوحد.
أخفيت ابنتي لسنتين أو ثلاثة عن الناس. كنت أرغب بحمايتها وآمل بأن تتحسن حالتها وأن لا يعرف أحد ما الذي أصابها. لا أريد أن يتحدث أحد عن ابنتي بسوء لأن الكثير من الأشخاص يصدرون أحكاماً قاسية للغاية.
هناك الكثير من الخرافات وسوء الفهم في المجتمع لمرض التوحد فرغم معاناة الكثير من المصابين من صعوبات حياتية، بإمكانهم تحقيق نوعية حياة جيدة إلى حصلوا على الدعم المناسب في مرحلة عمرية مبكرة.
وتعترف لورين بأنها في بادئ الأمر شعرت بردة الفعل السلبية في مجتمعها الصغير وفي الجالية العربية لأن الكثيرين لا يعرفون ما يكفي عن التوحد و"لا يقبلون به وكأنه عيب أو مدعاة للخجل" حسبما قالت لنا.
وتوجهت لورين بالحديث إلى أهالي الأطفال المصابين بالتوحد قائلة: "أتفهم أن تكونوا في حالة نكران ولكن لا تدعوا ذلك يؤثر على فرص الطفل في التحسن. بادروا بالحصول على المساعدة بشكل مبكر لأنه يساعد بشكل كبير."
وضمن جهودها لتوعية أبناء الجالية عن التوحد ودعم العائلات التي تربي أطفالاً يعانون منه، أنشأت لورين مجموعة دعم على فيسبوك تضم أكثر من 100 أب وأم، يتبادلون فيها الخبرات ويتناقشون في السبل الأفضل لتحسين نوعية حياة أبنائهم.
استمعوا إلى المقابلة مع السيدة لورين سلّوم في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.