مع حلول اليوم العالمي للسلام تتجدد الدعوات الدولية لوقف الحروب وإطلاق النار حول العالم والسعي نحو عالم أكثر سلاماً.
يومٌ يُحَّرَمُ فيه القتال
عنوان اليوم العالمي للسلام هذا العام Shaping Peace Together
أو "معاً لتشكيل السلام". كما أن هذه السنة تمثل 75 عاماً على تأسيس الأمم المتحدة. المناسبة التي دعت المنظمة على أثرها الجميع، للحوار والمشاركة بالآراء حول السلام.
ولكن منذ تأسيسه في العام 1981 والحروب كما هي وحلم "السلام العالمي" صعب المنال.
وفي العام 2001 ارتفعت أصوات تدعو لجعله يوماً سلمياً. يوماً تلقى فيه البدقية جنباً وتَبُردُ فوهة المدفع ويصمت دوي الصواريخ ويستريح فيه المحاربون وتهدأ فيه الجبهات والساحات ويحل السلام
ولو ليومٍ واحدٍ فقط وهو يوم 21 أيلول / سبتمبر من كل عام. ليكن يوماً يُحَّرَمُ فيه القتال.
2020 غير عن أي عامٍ آخر
ولكن يوم السلام العالمي 2020، ليس كأيٍ مما سبقوه. لأن العام 2020 وحد الدول الفقيرة والغنية، المتطورة والنامية، الكبيرة والصغيرة على حد السواء، أمام عدوٍ مشترك في حربٍ طاحنة على جبهات لا نهائية.
الحرب على فيروس كورونا. حيث وصل عدد قتلى الفيروس إلى 964،762 حول العالم حتى الآن.
فيروس الكورونا غير من طريقة التفكير في كيفية الوصول إلى السلام باستدامة
فهل يوحد هذا العدو، دول وشعوب العالم؟ وهل تتخلى الحكومات عن ميزانياتها الفلكية لصنع السلاح وأدوات الحرب؟ ليضع علماؤها وأطباؤها أيديهم في أيدي جيرانهم لصنع الرصاصة القاتلة لهذا المرض الذي لا يفرق بين عدوٍ وصديق؟ هل يتحقق حلم "السلام العالمي" الذي لطالما تغنت به البشرية منذ قديم الأزل؟
يقول البروفيسور فتحي منصوري، عضو منظمة اليونيسكو ومدير مركز العولمة والمواطنة ورئيس قسم بحوث التنوع الثقافي والعدالة الاجتماعية في جامعة ديكن، إن العالم يمر بصراع أطول وأكثر شراسة من الحرب العالمية الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في النصف الثاني من القرن الماضي.
الحرب الاقتصادية والثقافية (والعسكرية أحياناً)، للهيمنة على العالم بين الولايات المتحدة والصين.
الحركات اليمينية المتطرفة
وفي حوارٍ مع الأس بي أس عربي24 قال البروفيسور إن الخطر الأكبر الذي يقفُ عقبةً في وجه السلام العالمي، ليس ما يحدث بين أمريكا والصين بل صعود الحركات القومية في العقدين الماضيين، والتي تعتمد أساساً في فكرها على إبراز أوجه الاختلاف مع "الآخر".
لاحظنا تصاعد لتيارات إيديولوجية وسياسية لديها صبغة قومية متطرفة جداً، بدأت في أوروبا والدول الاسكندافيةن ثم انتشرت ورأيناها في أمريكا والعديد من المناطق الأخرى.
"هذه النزعة القومية المستأصلة أدت إلى المشاكل المتفشية الآن في على مستوى الخطاب السياسي على مستوى العلاقات والتعاون الدوليين كما رأينا حتى في مجابهة مسألة كورونا"
ومع هذا يقول البروفيسور إنه متفائل ويرى أن تلك الحركات التي يراها تهدد السلام، ليست بلا منازع.
وقال إن الحركات الشعبية كما ما سميت بثورات "الربيع العربي" وفي أمريكا على شاكلة الحركة المناهضة للدفاع عن حقوق الأمريكيين من أصول إفريقية، تعد بارقة أمل ولدت في المجتمع المدني ولها القدرة على مواجهة الحركات اليمينية المتطرفة.