اُختيرت الشابة جويل سنونو، 22 عاما، للحصول على منحة مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة المعرفة باسم inaugural Australia for UNHCR Beddie Scholarship. وانشأت هذه المنحة في الأصل، التي تبلغ قيمتها أكثر من 72 ألف دولار، بهدف دعم اللاجئين للدراسة في معهد السينما والتلفزيون الأسترالية المرموقة (AFTRS).
استمعوا الى قصة جويل من خلال الضغط على الرابط الصوتي المرفق في الصورة أعلاه.
واعتزمت، بعد أن ساعدت عائلتها في اللجوء والاستقرار في سيدني، أن تجد فرصة مناسبة لها في أستراليا لتحقق حلمها بمتابعة الدراسة الجامعية.
وتقول جويل: "هذه المنحة تعني الكثير بالنسبة لي، خاصةً بأني نشأت في مجتمع لا يتم فيه تشجيع النساء للدخول في عالم صناعة الأفلام."
وكانت جويل قد لجأت وعائلتها من سوريا الى مدينة زحلة في لبنان عام 2011.

Joelle Sanounou, mother and sister. Source: JS
ولم تشهد أحداث الحرب القاسية في سوريا ولكن كانت على اتصال دائم بأفراد عائلتها الممتدة لمحاولة اقناعهم بالهرب الى لبنان بعد أن اشتدت الحرب المروعة في سوريا.
لم يستطع والدها الحصول على عمل في زحلة لإعانة أفراد العائلة المكونة من خمسة أفراد.
وقرر فتح مصلحة صغيرة في زحلة باعتبار أن تكاليف المعيشة فيها أقل من تلك التي تهيمن على العاصمة بيروت، ولكن لم يحالفه الحفظ.
"لم نكن فقراء، ولكن لم نكن من الطبقة العاملة في المجتمع أيضا، ولكن كانت ظروفنا صعبة حقا."
الأبن الأكبر، لم يتمكن من الحصول على فرصة عمل بدوام كامل في مجال خبرته أو المجالات الأخرى في لبنان ولا البلدان المجاورة.
"ليس من السهل على اللاجئين السوريين أن يتنقلوا بين البلدان والحصول على وظيفة. لم يتمكن من مساعدتنا ماديا، ولا من تأسيس مستقبل لنفسه ولا تحمل نفقات معيشته."
وقرر شقيقها اللجوء الى أوروبا مستقلا الطائرة الى تركيا وبعدها بالقارب الى هولندا بحثا عن بصيص أمل ومستقبل يدعمه ليدعم أفراد أسرته في لبنان.
وترك شقيق جويل لها ولشقيقتها مسؤولية كبير لإعانة العائلة. فلم تتردد الأختان اللتان كانتا تبلغان من العمر 15 عاما و16 عاما في تحمل هذا العبء، خاصة وانهما أصبحتا بحاجة للمساهمة في دفع أقساط المدرسة البسيطة لإكمال التعليم الثانوي.
"كان علينا أن نقنع والدينا بالحصول على وظيفة، لان عاداتنا وتقاليدنا كانت لا تسمح للشابات الصغيرات بالعمل."
"كان علينا أن نوفر أقساط مدرستنا البسيطة، والكتب والمصروف اليومي. عملنا في مجال الخدمات الفندقية، وكنادلات وفي المطابخ حتى ساعات الفجر الباكر."
وخلال هذين العامين تعلمت جويل وشقيقتها فنون ادخار المال، وصرف دولار واحد يوميا، حتى تخرجتا من المدرسة الثانوية.
لكن كان الالتحاق بالجامعة أمرا مستحيلا. اذ لم تملك العائلة المال الكافي لتكمل الفتاتان دراستهما الجامعية.
"بينما التحق أصدقائي في المدرسة بالجامعة، كنت أعمل أنا وأختي لنوفر تكلفة معيشة العائلة."
"أصابتني حالة من اليأس، وكنت أتسائل دائما ما إذا كان هناك أمل لي في الدراسة الجامعية، وان كان لي حق بالطموح لمستقبل أفضل."
كان على جويل أن تنتفض لتبحث عن طريق جديد، أو مخرج للعائلة من الوضع المعيشي الخانق ماديا واجتماعيا. ولتتمكن هي وشقيقتها من الحصول على فرصة عادلة تمكنهما من دخول الجامعة وتحقيق بعض من أحلامها التي غطتها الأتربة على رفوف الأولويات والواجبات العائلية.
لذا، قررتا اتباع خطى شقيقهما واللجوء الى أوروبا بالقوارب.
وفي الطريق لخوض الرحلة المميتة، تلقوا اتصال من صديق ليحاول اقناعهم بالتقدم وطلب اللجوء الى أستراليا عبر هيئة الأمم المتحدة.
"بعد أن أقنعت العائلة بخوض الرحلة، عدنا مجددا الى المنزل وباشرت بالبحث عن طريقة تقديم الطلب، وفعلت، وعدت للعمل مجددا."
"بعد عام واحد، تلقيت اتصال من هيئة الأمم المتحدة لتخبرنا بأنه تم الموافقة على الطلب."

Joelle Sanounou, actor, and her sister Source: JS
"لم أصدق، كان بمثابة حلم للعائلة بأسرها."
ووصلت العائلة الى ولاية كوينزلاند في أستراليا عام 2017.
حالهم كحال الكثير من المهاجرين واللاجئين، كانت هناك تحديات واجهتهم مثل الصدمة الثقافية والتحدث والتعامل باللغة الإنجليزية.
ومع مرور تسعة أشهر، اتخذت جويل على عاتقها مجددا أمر إيجاد مخرج لوالديها من شعورهم بالوحدة والفراغ الاجتماعي.
"تواصلت مع أحد أقربائنا في مدينة سيدني للمرة الأولى في حياتي، وأخبرتها بحالنا في كوينزلاند، فدعتني للمكوث معها والبحث في أمر انتقال العائلة الى سيدني."
"سافرت الى سيدني، وفي خلال 15 يوما، وجدت منزلا مناسبا، واتخذت الترتيبات اللازمة بإحضار أمي وأبي وأختي وأثاثنا."
وباستقرار العائلة في سيدني، أخيرا سمحت جويل لنفسها بالتفكير في رغباتها وطموحاتها.
ووجدت جويل شغفها في صناعة الأفلام بعد دراسة بعض الشهادات في مجال العلام مابين الـ TAFE و جامعة غرب سيدني. فقررت البحث عن فرصة أو منحة في المجال وكلها أمل بأن الوقت قد حان لتكافأ على مجهودها الكبير في مقاومة جميع التحديات التي واجهتها في حياتها ومنذ سن صغير.

Joelle Sanounou with her parents Source: JS
بعد حصولها على المنحة أدركت أن كل الأحداث التي حصلت في حياتها كان ورائها سبب ومغذى. واليوم هي جاهزة لتصنع أفلاما تجسد قصصا مماثلة لقصتها، خصوصا تلك التي تعزز دور المرأة في صناعة الأفلام.
وأخيرا تنصح جويل الشباب من الذين يمرون بظروف مشابهة لظروفها بالتمسك بالأمل وعدم التوقف عن البحث عن الفرص التي تساهم في تحقيق أحلامهم.
استمعوا الى قصة جويل من خلال الضغط على الرابط الصوتي المرفق في الصورة أعلاه.




