ذكرت وزارة الخارجية السورية أن القصف الإسرائيلي الأول الذي استهدف الموقع القريب من مدينة الكسوة في ريف دمشق، أسفر عن مقتل ستة جنود سوريين. ونقلت سانا عن مصدر حكومي قوله إن وحدات من الجيش عثرت قرب جبل المانع على أجهزة مراقبة وتنصت، وخلال محاولة التعامل معها تعرض الموقع لهجوم إسرائيلي خلّف قتلى وجرحى وأدى إلى تدمير آليات عسكرية.
وبحسب مصدر في وزارة الدفاع السورية، فإنّ الموقع المستهدف في تل المانع كان قاعدة عسكرية سابقة.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الموقع كان عبارة عن "مستودع ضخم للصواريخ" استُخدم سابقاً من قبل حزب الله اللبناني، مشيراً إلى أنّ أربع مروحيات إسرائيلية حلّقت على ارتفاع منخفض في المنطقة وأسقطت مظلات لتنفيذ عملية تفتيش ميدانية. وأكد المرصد أنّ هذا الإنزال هو الأول من نوعه في سوريا منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.
تصعيد إسرائيلي في غزة وسط اتهامات بعرقلة تقرير أممي حول المجاعة
بالتوازي مع التطورات في دمشق، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية عند أطراف مدينة غزة، في إطار خطة أعلن أنها تهدف إلى إخلاء المدينة من سكانها والسيطرة عليها.
وأعلن المتحدث باسم الجيش أنّ القوات تعمل على تحديد مواقع "البنية التحتية الإرهابية فوق الأرض وتحتها وتفكيكها"، فيما تواصل القصف الجوي والمدفعي العنيف، الذي أسفر عن مقتل ثمانيةٍ وثلاثين شخصاً على الأقل منذ منتصف الليل، بينهم ستة عشر في مدينة غزة، وفق ما أكده المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل. وأوضح بصل أنّ "عشرات الشهداء والمفقودين ما زالوا تحت الأنقاض" بسبب تعذّر وصول فرق الإنقاذ إليهم.
وأفاد سكان محليون من أحياء الزيتون والتفاح والصفطاوي باستمرار القصف الليلي، فيما قال بعضهم إنّ الطائرات المسيّرة ألقت مناشير وأوامر بالإخلاء الفوري خلال دقائق معدودة، ما دفع الأهالي إلى النزوح في ظروف إنسانية قاسية.
في المقابل، طالبت إسرائيل بسحب تقرير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة، والذي أعلن رسمياً حالة المجاعة في غزة نهاية الأسبوع الماضي. وقال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية عيدن بار طال في مؤتمر صحافي إنّ التقرير "ملفّق" ويجب سحبه فوراً.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الجمعة أنّ نصف مليون شخص في غزة يعانون من مستويات كارثية من الجوع، في ظل استمرار الحرب والحصار.
جمود في مسار الهدنة وضغوط دولية متزايدة
ورغم الجهود المتواصلة، لم تردّ إسرائيل حتى الآن على مقترح وساطة قطرية – مصرية وافقت عليه حركة حماس، ويتضمن هدنة أولية لمدة ستين يوماً تشمل تبادل أسرى ورهائن. وتواجه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ضغوطاً داخلية ودولية متزايدة لإنهاء الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من اثنين وستين ألفاً وثمانمئة شخص في غزة، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.