سادت حالة من الحزن والأسى في أرجاء العالم بعد أن استهدف الهجوم أفرادًا من الجالية اليهودية في أستراليا أثناء احتفالهم بأول أيام عيد الحانوكا. وكان من بين الضحايا حاخامان، وناجٍ من المحرقة، وطفلة في العاشرة من عمرها.
وفي يوم الثلاثاء، واصل المشيّعون وضع الزهور عند Pavilion بونداي وعلى الشاطئ نفسه، إحياءً لذكرى الضحايا الذين سقطوا في الهجوم الدموي. ولم تُنشر أسماء جميع الضحايا بعد، لكن عائلات بعضهم وافقت على الكشف عن تفاصيلهم.
ماتيلدا
أصغر الضحايا، الطفلة ماتيلدا (10 أعوام)، فارقت الحياة في المستشفى متأثرة بإصابتها بطلق ناري. كانت تشارك مع عائلتها، ومن بينهم شقيقتها، في فعالية الحانوكا على البحر. ووصفتها خالتها لينا بأنها طفلة مفعمة بالفرح، محبة للحياة، لا تفارق الابتسامة وجهها، قائلة: «أحب ابنة أخي كثيرًا… لا أصدق أنها رحلت».
بيتر ميغر
شرطي متقاعد وشخصية محبوبة في نادي Randwick Rugby Club، حيث نُعي بلقب “مارزو”. وأوضح المدير العام للنادي مارك هاريسون أن ميغر كان يعمل مصورًا خلال احتفال "الحانوكا". وخدم ميغر حوالي أربعة عقود في شرطة نيو ساوث ويلز، وتقاعد برتبة رقيب تحقيقات. ووصفه النادي بأنه «أسطورة حقيقية» وأحد أعمدة الروح الرياضية والعمل التطوعي.وأضاف هاريسون: «المفارقة المؤلمة أنه نجا سنوات طويلة من أخطر الجبهات كشرطي، ليُقتل بعد التقاعد أثناء ممارسته شغفه بالتصوير».
دان الكيام
تم تأكيد مقتل دان الكيام في الهجوم. وقد نعاه نادي Rockdale Ilinden FC في سيدني، واصفًا إياه بلاعب موهوب وشخصية محبوبة بين زملائه.
الحاخام فايفل (إيلي) شلانغر
كان شلانغر (41 عامًا) أحد منظّمي احتفال "الحانوكا"، وخدم حاخامًا لمدة 18 عامًا، ورأس بعثة Chabad في بونداي. ترك خلفه زوجته وأطفاله الصغار، بينهم رضيع لم يتجاوز الشهرين. ووصفه أقاربه بأنه إنسان دافئ، محب للناس، ومكرّس لخدمة المجتمع ومساعدة المحتاجين. وشُيّع في كنيس Chabad of Bondi وسط حشد كبير، حيث قال حموه الحاخام يهوْرام أولمان: «مجتمعنا عاش سابع أكتوبر خاصًا به».
ماريكا بوغاني
الراحلة ماريكا بوغاني (82 عامًا) عُرفت كمتطوعة فاعلة في المجتمع اليهودي. وفي عام 2022، جرى تكريمها لتقديمها أكثر من 12 ألف وجبة كوشير ضمن برنامج Meals on Wheels. كانت عضوًا في Harbour View Bridge Club في "روز باي"، حيث وُصفت بأنها إنسانة وفية وصديقة استثنائية.
ألكسندر كليتمان
ناجٍ من المحرقة من أوكرانيا، هاجر إلى أستراليا بعد الحرب وعمل مهندسًا مدنيًا. حضر الاحتفال مع زوجته وأبنائه وأحفاده. وقالت زوجته لاريسا إنه قُتل أثناء محاولته حمايتها، فيما أكدت Chabad أنه قُتل وهو يصدّ الرصاص عنها، تاركًا خلفه طفلين و11 حفيدًا.
روفين موريسون
رجل أعمال وعضو في مجتمعات Chabad في ملبورن وسيدني. وُلد في الاتحاد السوفييتي السابق وهاجر إلى أستراليا في سبعينيات القرن الماضي.
ترك خلفه زوجته وابنته وصهره وأحفاده. وقالت ابنته شينا غوتنيك إنه واجه المهاجمين بشجاعة محاولًا حماية المجتمع.
الحاخام يعقوب ليفيتان
خدم سكرتيرًا لهيئة Sydney Beth Din، ومديرًا عامًا لـChabad في بونداي، وعمل في مركز BINA للتعليم اليهودي. وصفه موقع Chabad بأنه رجل المهمات الصعبة في المجتمع اليهودي بسيدني. ترك خلفه زوجته وأطفاله الأربعة.
بوريس غورمان وصوفيا غورمان
يُرجّح أنهما كانا أول ضحيتين في الهجوم. وأظهرت لقطات كاميرا سيارة بوريس (69 عامًا) وهو يحاول انتزاع السلاح من أحد المهاجمين، بينما هرعت زوجته صوفيا (61 عامًا) لمساعدته. كان الزوجان يستعدان للاحتفال بذكرى زواجهما الـ35. ووصفت العائلة حياتهما بأنها مثال للنزاهة والعمل الدؤوب والمحبة.
إديث بروتمان
إديث بروتمان (68 عامًا) عُرفت بقلبها الإنساني. كانت تحضر الفعالية مع صديقها تيبور فايتسن الذي قُتل أثناء محاولته حمايتها. شغلت منصب نائبة رئيس لجنة مناهضة التمييز في B'nai B'rith NSW.
تيبور فايتسن
جدّ يبلغ 78 عامًا، وعضو في مجتمع Chabad of Bondi. عُرف داخل الكنيس بابتسامته الدائمة وتقديم الحلوى للأطفال. وُلد في الاتحاد السوفييتي السابق، وهاجر إلى إسرائيل ثم إلى أستراليا في أواخر الثمانينيات.
بوريس تيتليرويْد
قُتل بوريس تيتليرويْد، الزوج والأب، في الهجوم، فيما أُصيب ابنه ولا يزال يتعافى في المستشفى. وقالت ابنة أخته ليا رويتور: «عائلتنا تنعى الفقدان المفاجئ والعنيف لزوج وأب عزيز… غيابه خلّف فراغًا لا يُملأ».
بهذا، تبقى أسماء الضحايا شاهدًا مؤلمًا على مأساة هزّت الضمير الإنساني، وذكّرت العالم بثمن الكراهية، وبقيمة التعايش، وبأن الفرح قد يتحوّل في لحظة إلى حدادٍ ثقيل.
شارك



