بدأ موسم الأعياد وبدأ الأطفال في أسئلتهم حول أين سيقضون الإجازة وما سيحصلون عليه من ألعاب.
يأتي الصغار من المدرسة محملين ببطاقات ورسائل من سانتا كلوز ورسومات تظهر الرجل ذو اللحية البيضاء الكبيرة والملابس الحمراء المميزة راكبا زلاجته التي يقودها حيوان الرنة الذي لا زال الأطفال يغنون عن أنفه الأحمر المميز.
ويأتي أيضًا السؤال الصعب: هل سانتا حقيقي؟
تختلف وجهات النظر حول كيف يجب ان تكون الإجابة. هل يخبر الوالدان الطفل بالحقيقة ويحرمانه من من متعة اليوم الذي ينتظره الأطفال طوال العام؟ أم يكذبان ويشعران بالذنب؟ يبدو أن القرار ليس سهلا بالنسبة للكثيرين.
ترى هند صعب أخصائية الصحة النفسية أن الأمر يعتمد على عمر الطفل.
تقول هند لأس بي أس عربي: "تحت سن الخامسة ليس هناك مشكلة من مجاراة الطفل لأنه يعتبر خيالا مقبولا مثل جنية الأسنان."
"لا نريد أن نسلب الخيال من الأطفال في ذلك العمر ولكن علينا أيضا ألا نفرض عليهم الاعتقاد بشيء ما."
تشير الدراسات إلى أن الخيال يساعد على تعزيز التطور الاجتماعي والعاطفي والإبداعي والجسدي واللغوي والمعرفي للأطفال وهي مهارات مهمة سيحتاجها الأطفال بقية حياتهم.
كما أن الخيال يساعد الطفل على التحكم في بيئته عندما يبدأ في رؤية الأشياء بشكل مختلف وفي التساؤل عن الأشياء التي لا يفهمها.
ولكن ماذا عن الأطفال الأكبر عمرا؟
ترى هند أن العلاقة مع الأبناء مثل أي علاقة أخرى يجب أن تكون مبنية على الصدق والصراحة. لذا يتوجب على الأهل إخبار الأطفال الحقيقة.
تقول هند: "بعد عمر معين يجب إخبار الأطفال الحقيقة ولا يمنع هذا أن يظل سانتا جزءا من الإحتفال بالأعياد."
"حتى مع استيعاب الصغار أنه ليس حقيقة يمكن أن يستمتعوا بالفكرة الخيالية."

"أرى أن الكذب على الأطفال الأكبر عمرا والأكثر نضجا يعتبر من قبيل عدم الإحترام."
ترى هند أن السؤال بشكل مباشر يعني استعداد الطفل ورغبته في معرفة الحقيقة.
"في هذه الحالة سأخبر الطفل بمنتهى الصراحة أن سانتا ليس حقيقيا. ولكني سأخبره بطريقة مناسبة حتى لا أفسد فرحة عيد الميلاد بالنسبة له."
تظهر نتائج بعض الدراسات أن معظم الأطفال يكتشفون أن سانتا ليس حقيقيا في عمر السابعة وأن 54 في المائة منهم يكتشفون الحقيقة بأنفسهم بينما 33 في المائة تخبرهم عائلاتهم و النسبة المتبقة تكون خليطا من الاثنين.
ومن المثير للدهشة أن ردود أفعال الأطفال تجاه الاكتشاف كانت أكثر إيجابية من ردود أفعال الأهل الذين رأوا اكتشاف الأطفال للحقيقة على أنه فقدان "للسحر" ولكنه أيضًا علامة على النضج.
ترى هند أن مستوى نضج الطفل أمر هام للغاية في كيفية إدارة الحوار حول حقيقة سانتا.
تقول هند: "أرى أن الكذب على الأطفال الأكبر عمرا والأكثر نضجا يعتبر من قبيل عدم الإحترام."
وبرغم الشهرة المتزايدة لسانتا وتصويره على أنه شخصية عالمية إلا أن بعض الثقافات لا زالت ترى الرجل العجوز الذي يظهر دائما ببشرة بيضاء جزءا من الثقافة الغربية.
فما الذي يمكن أن تقوله عائلات الأطفال الذين لا يزورهم سانتا ليلة عيد الميلاد؟
ترى هند أن أي انتقاد لسانتا هنا في أستراليا أصبح يعتبر انتقادا للثقافة السائدة.
"الأمر لا يتعلق بالصواب والخطأ. إنه يتعلق بالاحترام."
"لا يجب علينا جميعا أن نؤمن بنفس الشيء ولكن علينا احترام معتقدات الآخرين."
"يمكن للعائلات التي لا تتحدث إلى أطفالها عن سانتا أن تشرح لهم كيف أنه أمر مهم لدى أطفال آخرين وعليهم احترام ذلك."
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
SBSعربي News تقدم لكم آخر الأخبار المحلية مباشرة الساعة 8 مساءً من الإثنين إلى الجمعة يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار SBSعربي News في أي وقت على SBS On Demand.


