النقاط الرئيسية:
- أقل من نصف الأطفال الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 13 عامًا بقليل (46٪) يستخدمون الهواتف المحمولة
- يبدو أن هناك إجماعا بين كثير من الأسر على أن دخول المدرسة الثانوية هو بداية مناسبة لحصول الطفل على هاتف محمول
- بحسب التقرير الصادر عن acma فإن استخدام الألعاب والتقاط الصورأو مقاطع الفيديو هي الأنشطة الأكثر استخداما من قبل الصغار
"أعطيت ابنتي هاتفا محمولا عندما اتمت عامها الثاني عشر. لم يكن والدها يريدها أن تشعر بأنها مختلفة عن رفيقاتها في المدرسة اللاتي حصلن على هواتف محمولة قبلها."
تشرح فايا نهار وهي أم لطفلتين مقيمة بملبورن كيف أن الأسرة وجدت أن وجود الابنة الكبرى على أعتاب المراهقة كان مرحلة مناسبة لأن تحصل على هاتف محمول.
تقول فايا لأس بي أس عربي: "أكثر ما تحب عمله ابنتي على الهاتف هو التحدث إلى رفيقاتها على مجموعة الدردشة بعد العودة من المدرسة."
لم تحصل الابنة الصغرى على هاتف محمول بعد ولكن الأم تقول إنها تستخدم هاتفها هي بعد العودة من المدرسة.
وفق دراسة أجراها Australian Communications and Media Authority (acma) في عام 2020 فإن أقل من نصف الأطفال الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 13 عامًا بقليل (46٪) يستخدمون الهواتف المحمولة ارتفاعًا من 41٪ في عام 2015.
تشير الدراسة إلى أن طفل من كل ثلاثة أطفال (33٪) تتراوح أعمارهم بين 6 و 13 عامًا يمتلك الهاتف المحمول الذي يستخدمه دون تغيير خلال السنوات القليلة الماضية.
تنخفض نسبة ملكية الهواتف المحمولة في الأطفال الأصغر سنا ولكن التعرض لذلك النوع من التكنولوجيا يبدأ في سن مبكر.
تُظهر البيانات من Ofcom الجهة المنظمة للاتصالات في المملكة المتحدة أن الغالبية العظمى من الأطفال في المملكة المتحدة يمتلكون هاتفًا ذكيًا في سن 11 عامًا في الولايات المتحدة 37٪ يقول آباء أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و 11 عامًا أن أطفالهم يمتلكون هاتفًا ذكيًا خاصًا بهم.
وفي دراسة أوروبية أجريت في 19 دولة أفاد 80٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 16 عامًا باستخدام هاتف محمول للاتصال بالإنترنت يوميًا.
ولكن لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول استخدام الأطفال للهواتف المحمولة منها: ما هو السن المناسب لحصول الطفل على هاتف محمول؟

هناك إجماعا بين كثير من الأسر على أن دخول المدرسة الثانوية هو بداية مناسبة لحصول الطفل على هاتف محمول. Credit: Dylan Gillis/ Unsplash
تقول حنين نصر وهي أم لأربعة أطفال مقيمة في جولد كوست إنها أعطت ابنتها هاتفا محمولا عندما التحقت بالمدرسة الثانوية.
تشرح حنين: "اشترينا لابنتي هاتفا محمولا حتى نستطيع التحدث معها خلال الدوام إذا احتاجت شيئا وحتى نتمكن من التواصل معها بعد انتهاء اليوم الدراسي."
لكن حنين وزوجها يفرضان قواعد صارمة على استخدام الهاتف المحمول حيث يقصران استخدامه على التواصل مع الأسرة فقط.
تقول حنين لأس بي أس عربي: "لا يوجد أية تطبيقات على الهاتف وأقوم بوضعه في الخزانة بعد عودتها من المدرسة.
"ليس هناك وقت لاستخدام الهاتف لأن وقتها كله مشغول بالدراسة والأنشطة."
ترى حنين أنه ليس هناك حاجة لاستخدام الهاتف المحمول للتواصل مع الأصدقاء لأن ابنتها تجتمع بصديقاتها في المنزل وأحيانا في الخارج.
لكن أهمية الهواتف المحمولة اليوم لدى الأطفال والمراهقين لا تقتصر على التواصل فحسب. ولكنها تلعب دورا أيضا في الإطلاع على أحدث الصيحات على وسائل التواصل الإجتماعي.
تتحدث حنين عن الخصوصية الثقافية للأسر العربية فيما يتعلق بمتابعة المحتوى الموجود على شبكة الانترنت.
تشرح حنين: "أنا لا أريد لابنتي أن تشاهد ما تشاهده صديقاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. ثقافتنا مختلفة وهي تفهم وتتقبل هذا الشيء."
كيف يستخدم الأطفال الهاتف المحمول؟
بحسب التقرير الصادر عن acma فإن استخدام الألعاب والتقاط الصورأو مقاطع الفيديو هي الأنشطة الأكثر استخداما من قبل الصغار.
ايضا أظهر التقرير أنه على مدى 3 سنوات من يونيو 2018 إلى يونيو 2020 استخدم المزيد من الأطفال هواتفهم المحمولة للتواصل مع العائلة والأصدقاء.
ولكن تشير الأرقام أيضا إلى زيادة في عدد الأطفال الذين استخدموا الهواتف المحمولة في فتح التطبيقات وتصفح الإنترنت.
أعطت أم أنس ثابت ابنها هاتفا محمولا في عمر الثانية عشر مع بداية الالتحاق بالمدرسة الثانوية ولكنها هي الأخرى فرضت قيودا لتضمن استخدام الهاتف بطريقة توافق عليها الأسرة.
"لم يكن الهاتف متصلا بالانترنت لمدة عامين. عندما أتم ابني عامه ال14 قمنا بإدخال خاصية الإتصال بالإنترنت."
تقول أم أنس لأس بي أس عربي أنها تمنح ابنها إحساسا بالثقة ولكنها في نفس الوقت ترى أن للأهل دورا يجب أن يلعبوه.
"يجب أن يتدخل الأهل بصرامة في بعض الأوقات حتى يفهم الأبناء أن هناك حدودا لا يستطيعون تجاوزها."
الآثار طويلة المدى للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين لا زالت غير معلومة بالكامل بسبب حداثة الظاهرة لكن الأبحاث الحالية تقدم بعض الأدلة على مخاطرها وفوائدها.
وجد الباحثون أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأعمار من 11 إلى 13 عامًا للفتيات ومن 14 إلى 15 عامًا للأولاد تتسبب في انخفاض الرضا عن الحياة والعكس صحيح.
تخشى بعض الأسر أيضا من تعلق الأطفال الزائد بأجهزة الهاتف وما يترتب على ذلك من توقف ممارسة بعض النشاطات المفيدة.
في حين أنه غالبا ما يلقى باللوم على الهواتف المحمولة فيما يتعلق بقضاء الأطفال وقتًا أقل في الهواء الطلق إلا أن دراسة لأطفال تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عامًا وجدت بعض الأدلة على أن الهواتف تمنح الأطفال إمكانية التنقل المستقل من خلال زيادة شعور الوالدين بالأمان والمساعدة في التنقل في محيط غير مألوف.
ولكن يظل السؤال: هل هناك سن مثالي لمنح الأطفال هاتفها محمولا؟
يرى الباحثون أن الأدلة لا تزال غير كافية بعد وأن هناك عوامل أخرى قد تكون مؤثرة منها الاختلافات الفردية.
تظهر أيضا الحوارات مع الآباء أن أكثرهم يقوم بالتعامل مع ظاهرة انتشار الهواتف المحمولة بين الصغار بشكل عملي في محاولة للتوفيق بين آراء الأسرة وما يحدث في المجتمع الأوسع خارج المنزل.
ترى فايا أن على الأهل تبني منهجا وسطيا وعدم استخدام الكثير من الشدة ولكنها تتمنى لو كان كل شيء مختلفا.
"كنت أتمنى ألا يكون هناك هواتف محمولة من الأساس لأنها تشغل الأطفال عن الكثير من الأشياء المفيدة في الحياة."
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
SBSعربي News تقدم لكم آخر الأخبار المحلية مباشرة الساعة 8 مساءً من الإثنين إلى الجمعة يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار SBSعربي News في أي وقت على SBS On Demand.


