قد تكون السنة الحالية التي دخلت شهرها الأخير من أكثر السنوات التي يشهد فيها العالم تظاهرات مطلبية في غير مكان. بعضها انتهى بنتائج إيجابية كما حصل في السودان والجزائر، وبعضها لا يزال مستمراً من دون أمل بنهاية قريبة، كما هو الحال في لبنان والعراق وتشيلي وهونغ كونغ.
اللافت أن أكثر هذه التظاهرات دمويةً هي تلك الجارية في العراق حيث بلغت حصيلة الضحايا خلال شهرين من الاحتجاجات حوالى 400 قتيل وآلاف الجرحى.
ما يجمع بين هذه التظاهرات ثلاثة قواسم مشتركة: الأول أنها كلها إمّا مطلبية أو سياسية مطلبية. الثاني أن المسؤولين لا يزالون في وادٍ والشعب في وادٍ، وأصحاب القرار يتمسكون بالسلطة وكأن شيئاً لم يكن. والقاسم المشترك الثالث أن قوى الأمن تدّعي استخدام ما يُسمّى بالأسلحة غير المميتة لتفريق المتظاهرين، مع ذلك، القتلى بالمئات.
بحسب منظمة العفو الدولية، سبب سقوط هذا الكم من الضحايا في صفوف المواطنين العُزَّل هو طريقة استخدام الأسلحة غير المميتة، بحيث تصبح قاتلة، لأنها تُستعمل بشكل وحشي.
وتشمل الأسلحة غير المميتة الرصاص المطاطي، قذائف مغطاة بالإسفنج، الغاز المسيل للدموع، الهراوات وخراطيم المياه وسواها من الأسلحة غير الحربية. لكن كل هذه الأسلحة يمكن أن تقتل إذا ما استخدمت على مسافات قريبة، أو إذا ما أصابت الشخص المستهدف في الرأس.
خلال التظاهرات الأخيرة في مدينة الناصرية في العراق، لقي عشرات الأشخاص مصرعهم. السلطات العراقية أمرت على الأثر بتوقيف الفريق جميل الشمري الذي كان يتولى رئاسة خلية الأزمة المكلفة بمعالجة الأوضاع.
من ضحايا تظاهرات الناصرية شاب يدعى علي صالح، قضى برصاصة في الرأس. ولهذا الشاب زوجة حامل وثلاثة أطفال لا يزالون في العراق. ويقول عم القتيل، أي والد زوجته، الصحافي حيدر العراقي المقيم حالياً في نيوزيلندا، في حديث مؤثّر مع أس بي أس عربي 24 إن السلطات العراقية تحتال على الشعب وأن أمر اعتقال الشمري عملية تخدير ليس إلّا.
للاستماع إلى الحديث مع السيد حيدر العراقي يمكن الضغط على الرابط أعلاه.