لم يكن منتصف ديسمبر 2023 يومًا عاديًا في ذاكرة د. أحم مهنا. فبينما كان على رأس عمله في مستشفى العودة شمال غزة، اعتقلته القوات الإسرائيلية.
يروي اللحظة الأولى قائلاً: "اعتقلتني قوات الاحتلال الإسرائيلي بينما كنت أقوم بواجبي الإنساني."
جريمتنا الوحيدة كانت أننا نعمل في المستشفى ونقدّم الخدمات الصحية للجرحى والمرضى.
يؤكد د. مهنا أن المستشفى كان آخر منشأة طبية صامدة في المنطقة بعد أن تمت “إزاحة المستشفيات الأخرى عن الخدمة”.
ويضيف: "اتصلوا بي عدة مرات وطلبوا إخلاء المستشفى، لكنني رفضت. كان هناك مرضى وجرحى يصلون من المنازل المدنية التي تعرضت للقصف».
من جهتها، تقول إسرائيل إن بعض المرافق الصحية استُخدمت لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الفصائل الفلسطينية والكادر الطبي بشكل قاطع.
سديه تيمان: ثلاثة أسابيع تحت العصابة والقيود
بعد اعتقاله مباشرة، نُقل د. مهنا إلى مركز احتجاز سديه تيمان، المكان الذي يصفه بأنه “الأكثر قسوة” في تجربته.
يروي بصوت ينكسر بين السطور: "كانت الأسابيع الثلاثة الأولى هي الأسوأ… كنا في معتقل سديه تيمان، وهو أسوأ سجن في تاريخ السجون."
ويتابع: "تعرضنا للتعذيب النفسي والجسدي، والتحقيقات كانت طويلة، مليئة بالعنف والإهانات."
طوال ثلاثة أسابيع كنت مقيّد اليدين ومعصوب العينين واًصبت بكسور في الضلوع.
أما إسرائيل، فتؤكد أن هذا المركز "نقطة فرز أمني مؤقتة" تخضع لإشراف طبي وعسكري، وأن الانتهاكات — إن حدثت — تكون فردية ويجري التحقيق فيها.
النقب: عام وثمانية أشهر من الإهمال
بعد مرحلة سديه تيمان، أمضى د. مهنا قرابة العامين في سجن النقب، حيث يرسم صورة معتمة لواقع الاعتقال: "كان هناك انعدام كامل للرعاية الصحية… لا مواد نظافة، ولا أدوات تنظيف."
يتوقف لحظة ثم يكمل: "لم تتغيّر ملابسنا لمدة سبعة أشهر، والاستحمام كان شبه ممن المياه باردة والبرد قارس."
ومن جانبها، تنفي مصلحة السجون الإسرائيلية وجود “إهمال ممنهج”، وتعتبر أن ازدحام السجون خلال الحرب أدّى إلى "تحديات مؤقتة" على حد وصفها.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.




