توصف الزغاريد بانها تقليد عابر للحدود، وارث راسخ في الذاكرة تتناقله الأجيال حتى تحوّلت إلى علامة موسيقية وتراث لا مادي يربط النساء في الوطن كما يجمعهن هنا في استراليا .
تسمع الزغرودة في الأعراس والزفّات كما تسمع أحيانًا في الجنازات، صوتٌ واحد، لكن صداه يتعدّد من السودان إلى العراق والخليج، ومن بلاد الشام إلى مصر والمغرب، حيث يصبح إعلانا عن الذات لا تكفي معه الحروف للتعبير عن الهوية.
ورحلتها عبر أصوات الفرح النسائية من بلدان عربية، بأسماء متعددة ، الزغرودة والزلغوطة أو الهلهولة والمهاهاة .. لكن النداء يبقى واحدا.
والزغاريد ليست مجرد حنجرة تتحرك أو لسان يلتفّ، بل صرخة الروح حين يعجز قاموس الكلمات عن التعبير.
تبدو الزغرودة وكأنها تقليد أزلي، تعبير صوتي غامض يحمل سحراً خاصاً قادراً على الإعلان عن خبر ما باختصار شديد، وإن كان يستخدم عادة للدلالة على الابتهاج والفرحة، ولكنه أيضاً يمكن أن يحمل أوجهاً عدة، لا سيما في بدايات نشأته الأولى التي بدورها تتسع تفسيراتها وتتشعب حيث تنسب لأكثر من حضارة.
استمعوا إلى القصة كاملة في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.



