وصلت الدكتورة تماضر محاسنة إلى أستراليا من الأردن وكان لا تزال وقتها خريجة حديثة حيث تمكنت من الحصول على تأشيرة مؤقتة خاصة بالأطباء المتدربين. تحدثت محاسنة عن تجربتها بنبرة إيجابية ووصفت نفسها بالمحظوظة لدى تمكنها من اجتياز اختبارات معادلة شهادة الطب في أستراليا والتي يشرف عليها مجلس الطب الأسترالي.
وقالت محاسنة: "بدأت رحلتي الفعلية في أستراليا بعد اجتياز الاختبارات النظرية والعملية من المرة الأولى وأكملت بعدها سنة الامتياز وبدأ مشوار الاختصاص حيث اخترت علم الأمراض وتشخيص الأورام Surgical pathology واخترت فرع الأعصاب على وجه الخصوص." وشرحت طبيعة عملها بتحديد نوع الورم اذا ما كان حميد أو خبيث ورسم الخط العلاجي بالتعاون مع الطبيب المشرف.
وعملت محاسنة بعد ذلك في مستشفى Royal Prince Alfred في مدينة سيدني بعد أن أنهت سنوات الاختصاص. بعد ذلك قررت التوجه إلى الأردن والعمل هناك في مركز متخصص في علاج الأورام السرطانية وبقيت هناك لعام ونصف. وتصف محاسنة تجربتها في العمل بأستراليا بالإيجابية على كل الأصعدة وخصوصاً على الصعيد العلمي بفضل التطور الذي تحظى به أستراليا في هذا المجال حيث يتمكن الطبيب من البقاء على اطلاع بكل التطورات التي تطرأ على المجال: "كل يوم هنالك معلومة جديدة في عالم الأورام والسرطان (..) دواء جديد أو أجهزة تشخيص جديدة."
وحتى على الصعيد الاجتماعي ورغم كونها طبيبة مهاجرة، لم تواجه محاسنة أي عقبات في طريق التواصل مع زملائها في العمل أو المرضى: "لا أذكر أية مواقف سلبية فالجميع كان خدوماً ويسعى للتعاون دائماً."

Source: AAP
كيف اتخذتِ قرار الرجوع؟
"عندما يصل الإنسان لمرحلة معينة في مسيرته المهنية، يبدأ بالتفكير في البدايات ويشعر برغبة في توظيف معرفته لخدمة أهل البلد التي يتحدر منها." هكذا وصفت محاسنة الأسباب التي دفعتها نحو العودة إلى وطنها الأردن ولكنها في ذات الوقت أبدت امتناناً للعلم الذي حظيت به في أستراليا والفرص الوظيفة التي أتيحت لها حتى باتت أستراليا وطن حقيقي تشعر بالانتماء له وترغب دوماً بالإسهام في نهضته على المستوى العلمي والاجتماعي.
هل من ايجابيات لهذه العودة؟
قالت محاسنة أن الحياة الاجتماعية النشطة كانت أبرز التجارب الايجابية في وطنها الأم بعكس أستراليا التي لا يجد فيها المرء وقتاً للتواصل مع الآخرين بصورة كافية نظراً لإيقاع الحياة السريع. وأضافت: "لا تقتصر الحياة الاجتماعية في الأردن على الأهل والأصدقاء بل كذلك زملاء العمل وحتى المرضى (..) تشعر بأنك أعدت إحياء جوانب اجتماعية لديك صارت خاملة في أستراليا."
ماذا عن سلبيات القرار؟
لا تنكر محاسنة الفارق الكبير بين أستراليا والأردن من ناحية الهيكل التنظيمي الذي يحكم جوانب الحياة المختلفة: "هنالك الكثير من العقبات على صعيد تكافؤ الفرص والتوزيع العادل للموارد وتمويل المشاريع الحيوية (..) هنالك بالطبع مشاكل تقنية واجهتها في عملي كغياب بعض الأجهزة الضرورية للتشخيص." وتحدثت محاسنة عن شعورها بالأسى بعدما شاهدت كيف يضطر المرضى الاستغناء عن بعض الأدوية لارتفاع أثمانها.
وفي النهاية، نصحت محاسنة الأستراليين من أصول عربية بخوض غمار تجربة العودة إلى الوطن الأم ولو لفترة مؤقتة: "سيحظى أبناؤك بفرصة التقرب من ثقافتك الأصلية وتعلم اللغة من مصدرها الأصلي (..) بإمكانك العودة في أي وقت إذا لم تتمكن من الاستمرار هناك."
استمعوا إلى مقابلة الدكتورة تماضر محاسنة في التدوين الصوتي.





