نظمت شبكة التعددية الثقافية التابعة لبلدية Lower North Shore فعالية فطور بمناسبة اسبوع اللاجئين في أستراليا. وتحت شعار Share a meal share a story كان ضيف الفعالية البروفيسور منجد المدرّس الاخصائي بزرع الأطراف الصناعية وجراحة العظم.
الدكتور منجد المدرّس الذي عاد إلى العراق عام 2017 لتلبية دعوة من الحكومة العراقية لاجراء عمليات جراحية لزرع أطراف اصطناعية لجنود عراقيين خسروا اطرافهم في الحرب على تنظيم داعش قدم إلى استراليا لاجئاً بالبحر عام 1999.
فرّ الدكتور منجد من نظام الرئيس العراقي السابق صدّام حسين بعد ان طُلب منه ومن زملائه قطع آذان جنود عراقيين متهمين بالهروب من الجيش.
اقرأ المزيد
جئت بالقارب: الدكتور منجد المدرس
الدكتور منجد الذي هرب إلى الأردن و من ثمّ ماليزيا ومنها إلى اندونيسيا ليركب قارب الموت ويقصد استراليا روى قصته مع اللجوء ومع احتجاز السلطات الاسترالية له لمدة عشرة اشهر في مركز احتجاز طالبي اللجوء Curtain في ولاية غرب استراليا.
الدكتور منجد شرح الظروف القاسية التي يعيشها المحتجزون في مراكز الاحتجاز الخاصة بالمهاجرين وطالبي اللجوء والمعاملة القاسية التي قال أنها تبدأ مع حرمان اللاجئ من انسانيته اذ كان شخصياً يُعرف بالرقم 892 لمدة عشرة اشهر.
واضاف الدكتور منجد انه سجن في غرب أستراليا ايضاً لمطالبته بتحسين ظروف المحتجزين في Curtain ونجاحه بتهريب كاميرا لتصوير الأوضاع داخل المحتجز وايصال صوته للاعلام ورفضه احتجاز القاصرين الذين قدموا إلى استراليا دون اهلهم.

Source: Supplied
هذا ووجه الدكتور منجد المدرّس انتقادات حادة لسياسات الحكومة الخاصة باحتجاز طالبي اللجوء الواصلين بحراً خارج الاراضي الأسترالية ورفض تصريحات وزير الامن الداخلي بيتر داتون لتجديد عقد شركة Paladine للأمن والمشرفة على مركز مانوس لاحتجاز طالبي اللجوء والذي تبلغ قيمته 423$ مليون.
وخلال حديثه في الفعالية قال الدكتور المدرّس أن استراليا تصرف ما يصل إلى 400$ ألف في العام على كل محتجز في مراكز اعتقال طالبي اللجوء وأن الأوضاع النفسية لهؤلاء اللاجئين تتدهور بعد احتجازهم لسنوات طويلة.
وعن عودته إلى العراق بعد هروبه بـ 18 عاماً وصف المدرّس المشاعر المختلطة التي عاشها ومنها الخوف على من معه من موظفين وأفراد عائلته ومنها الشك بما قد يمكن ان يحصل، ولكن هذه المخاوف تبددت فور دخوله مطار بغداد وشعوره الطيبة التي لا تزال داخل نفوس العراقيين.

Source: Supplied
المدرّس الذي أجرى حتى الآن أكثر من 500 عملية جراحية لزراعة اطراف صناعية يتحكم بها المخ البشري اشترط مؤخراً على السلطات العراقية ألّا يقتصر عمله على معالجة الجنود وأن يكون للاطفال المشوهين خلقياً او المنتأثرين بالحرب حصة من العمليات الجراحية.
المزيد عن كتاب الدكتور منجد المدرّس الأخير وعن رحلته إلى الوطن الذي هرب منه وعاد اليه جراحاً عالمياً في اللقاء الصوتي أعلاه
استمعوا هنا الى البث المباشر لاذاعتنا و لاذاعة BBC أيضا

Munjed Al Muderis during one of his visits to Iraq Source: Supplied




