"يعيدني بعيد الأم وعيد الأب": رحلة كفاح أم لبنانية أسترالية ولد طفلها بعد تسع ساعات من وفاة والده

Salwa Kerbaj

السيدة سلوى كرباج وولدها رجل الأعمال فادي كرباج Source: Salwa Kerbaj

فقدت زوجها في حادث بعد 11 شهرا من الزواج وقبل تسع ساعات من ولادة طفلها. كيف استطاعت سلوى كرباج تذليل الصعوبات بين لبنان وأستراليا كأم شابة أرادت حياة كريمة لطفلها الوحيد.


يأتي عيد الأم كل عام لنكرم أمهاتنا ونستذكر التضحيات التي قدمنها والمصاعب التي مررنا بها في رحلة من العطاء والرعاية تبدأ في مراحل الحمل الأولى وتستمر لمدى الحياة.

نستمع اليوم إلى لقاء مع السيدة سلوى كرباج، وهي الأم التي فقدت زوجها الشاب قبل أن يبصر طفلها النور بتسع ساعات. فكيف استطاعت اجتياز الصدمة، وكيف تخطت العقبات في مسيرة لم تكن سهلة على أم شابة أصبح عليها أن تكون الأم والأب في نفس الوقت.

تحدثنا مع السيدة سلوى كرباج التي عادت بالذكريات إلى أيام أليمة  لكنها أخذتنا معها أيضا في رحلة كفاح وعزم وإصرار من أجل حياة كريمة لها ولابنها ... رحلة تكللت بالنجاح في نهاية المطاف على رغم الصعوبات الأولى.

فكيف استطاعت هذه السيدة التي فقدت زوجها بعد 11 شهرا من الزواج أن تنهض من المأساة وتستمر لكي تستمر الحياة؟

وتقول السيدة سلوى كرباج في حديث مع SBS Arabic24 إنها عانت وتعذبت ومرت بصدمة كبرى لكنها لم تشأ أن تهزمها الظروف وأصرت على تأمين مستقبل أفضل لابنها الوحيد ولم تشأ أن "يربى كولد يتيم".
وتتذكر السيدة سلوى كيف أحاطها الأهل والأقارب خاصة عمتها "وكل الضيعة" بالرعاية والاهتمام إلى أن تمكنت من الوقوف على رجليها بعد فترة حزن ومعاناة وضعف جسدي.

"خسرت زوجي بعد 11 شهرا من الزواج وولد ابني بعد تسع ساعات من وفاة والده".

"حاربت واشتغلت وعلمت في مدرسة جمعية إنعاش القرية في بلدة ديركوشة الشوفية، حيث رعتني مديرة جمعية إنعاش القرية المرحومة أنيسة النجار، وكانت لي بمثابة الأم والأخت".

وتضيف السيدة سلوى كرباج: "وضعت ابني بالمدرسة وعملت لأنني لم أشأ أن يربى ابني كولد يتيم".

انتقلت السيدة سلوى مع ابنها فادي عندما أصبح في الثانية عشرة من عمرها من لبنان إلى أستراليا حيث كان يقيم اخوتها الثلاثة، لتبدأ رحلة كفاح جديدة.

"كنت أعمل في مصنع في الصباح وفي مطعم في المساء من أجل تأمين العيش الكريم لي ولابني فادي، وكان فادي يذهب إلى المدرسة ثم يبقى كل النهار بمفرده".

وتقول السيدة سلوى إن أكثر لحظات حياتها سعادة هي لحظة تخرج فادي من الجامعة بدرجة في المحاسبة وإدارة الأعمال بعد رحلة طويلة أصرت فيها على شحذ همته وتشجيعه على التحصيل العلمي مع أنه كان يريد أن يتجه للعمل من أجل مساعدتها في أعباء الحياة.
Salwa Kerbaj
السيدة سلوى كرباج تتوسط حفيديها Source: Salwa Kerbaj
وتعتبر السيدة سلوى كرباج أن الله من عليها وعلى ولدها فادي بكثير من النعم حيث أنه فتح مطعما خاصا له وكان لا يزال في الجامعة وكانت هي تعمل صباحا ومساء في المطعم لأن "حلمي كان أن يكون لدينا عملنا الخاص".

ولا تنسى السيدة سلوى كرباج من أعانها في ظروفها الصعبة ولهذا فهي تقوم بأعمال خيرية وبدعم من ابنها فادي لمساعدة أبناء مجتمعها.
وفي عيد الأم تقول السيدة سلوى كرباج إن أجمل هدية هي عندما "يطل فادي وأولاده من الباب" قادمين لزيارتها محملين بباقات الورد والهدايا التي تقول إنها لا تحتاج اليها "فطلتهم أغلى من أي هدية".

وتضيف: "يعيدني فادي بعيد الأم وعيد الأب وهذا يعوضني عن تعب السنين".

استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.

 


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand