النقاط الرئيسية:
- ولد خالد غنام في الكويت، وتوقعت عائلته أن يكون الخليج في مأمن. لكن الحرب على الكويت شكلت صدمة كبيرة لهم.
- الحياة في أستراليا جعلته يفكر بطريقة أسهل، فما عاد يخاف من غد بما واجهه من ضغوط في العالم العربي.
- أول 6 سنوات في سيدني تغيرت رؤيته للحياة المهنية والسياسة فتفاعل مع الحراك السياسي والثقافي الأسترالي.
تنقلت عائلة المهندس خالد غنام من فلسطين، فالأردن، فسوريا، ولبنان حتى الكويت. ثم توجه هو إلى باكستان حيث درس الهندسة الكهربائية ل5 أعوام.
وفي حديثه وهو يسرد قصة هجرته لإذاعة أس بي أس عربي24 قال المهندس خالد إنه: " قرر عام 2005 الهجرة إلى أستراليا بحثاً عن الاستقرار بعد طول غربة وترحال. فالحياة في بلداننا العربية غير مستقرة، وعندما قررت الهجرة إلى أستراليا فقد قررت الوصول إلى بر الأمان".
ولد خالد غنام في دولة الكويت، وتوقعت عائلته أن يكون الخليج في مأمن. لكن الحرب على الكويت شكلت صدمة كبيرة لهم.
في أستراليا، وكشاب ينظر متطلعاً نحو مستقبل أفضل، قرر التوجه نحو خطوة جديدة فحطت طائرته على مدرج مطار سيدني بتاريخ 20/7/2005 حيث استقبله أصدقاء دراسته. لم يشعر بأي وحشة أو شعور بالغربة عند وصوله إلى أستراليا ويُعبر عن حاله في ذلك الوقت قائلاً: " تعودت التنقل والترحال والغربة، لكنني حينها لم أكن أعي معنى أن أكون مهاجراً".
كانت هجرته على تأشيرة المهارات الفنية، حيث عمل في مدينة أديليد في مصنع للتجهيزات الكهربائية لمدة3 سنوات وصفها ب"المرحلة الجميلة، لكن كان ينقصها وجود العرب".
يصف دواخل شعوره عند هجرته قائلاً:" أكبر شعور داخلي يعتريك عند الوصول إلى أستراليا كمهاجر بعد التنقل المتعدد، أنك دخلت مرحلة الأمان بعد حياة مليئة بالحروب والضغط في الدول العربية".

خالد غنام مشاركاً في إحدى المظاهرات الداعمة لفلسطين Source: Khaled Ghannam
ويضيف:
الحياة هنا في أستراليا تجعلني أفكر بطريقة أسهل. فأنا هنا لست خائفاً من غد.
على عكس بعض أصدقائه من قدموا وعادوا إلى الخليج أو إلى بلدان أوروبية أخرى. فقد تعددت صداقات خالد في المجتمع الأسترالي والمجتمعات الإثنية في أديليد حيث يصف المجتمع الأسترالي بأنه: "مجتمع جميل منفتح على الآخر متقبل للصداقات"، وتشارَكَ حياته في أديليد مع المجتمعات الأثيوبية والألمانية "فالناس هنا تتقبلك وتعطيكَ وتأخذ منك كثقافة متبادلة".
في عام 2008 اشتاق المهندس خالد غنام للنكهة والأجواء العربية، وسعى إليها متوجهًا صوب سيدني التي سمع عن جاليتها العربية الكبيرة. فانتقل هناك، لكن البحث عن عمل كان صعباً، فآثر استكمال الماجستير في الإدارة، بينما انخرط بحكم موقع سكنه متفاعلاً مع الجالية الإيطالية. عن تلك المرحلة يقول: " في أول 6 سنوات في سيدني تعرفت على الجالية الإيطالية، وهناك حدث تغيٌر في نمط تفكيري ورؤيتي للحياة المهنية ونحو كيف أبحث عن وظيفة لأحصل على المال وأجنيه".
كانت سنواته الست الأولى في سيدني عامرة بالحراك السياسي. فانضم للحزب الاشتراكي الأسترالي، وتعلم كيف يعمل ضمن فريق، ويشارك في كتابة مقال مشترك مع زملائه. وأضافت له تلك التجربة دُربة في كيف يواجه الخصوم السياسيين وجهاً لوجه في نقاش للوصول لنقطة مشتركة، وفي كيفية التعامل مع المظاهرات وفهم الحياة السياسية الحقيقية عبر المقاهي والصالونات الثقافية.

مشاركة خالد غنام في الفعاليات الداعمة إنسانياً Source: Khaled Ghannam
ويوضح المهندس خالد:
تجربة العمل السياسي في أستراليا غيرت طريقة تفكيري تمامًا بين ما كنا نراه في عالمنا العربي وبين الواقع السياسي الأسترالي ؛ فمستوى الديموقراطية في أستراليا متطور جداً.
وعن الجالية العربية وممارستها السياسية يوضح المهندس خالد وفق تجربته:" لا تزال الجالية بعيدة جداً عن المفهوم الحقيقي للحياة السياسية، فنحن يجب أن نبتعد من أن نكون مجرد مهاجرين في أستراليا لنكون مواطنين في أستراليا".
ويضرب مثلًا في الجالية اللبنانية، حيث يقول: "متى يقول اللبناني أنا لبناني من بناكس تاون بدل الحزازات اللبنانية من حيث إن إبن بيروت غير ابن طرابلس وابن القرية غير ابن المدينة". ويوضح:" جميل أن يتمسك الإنسان بجذوره، لكن يجب أن يعيش مع جيرانه ويناقش قضايا البلد الذي يعيش فيه. وهذا الذي يعطي نقلة للجالية هنا. لكنه يا للأسف غير موجود".

مع الفنان مارسيل خليفة Source: Khaled Ghannam
ويضيف غنام:
نحن كجالية ليس لدينا اندماج حقيقي في المجتمع الأسترالي، وحديثنا السياسي عاطفي وخدماتي، دون وجود بنية سياسية أو بناء مؤسساتي حقيقي للجالية.
ويوضح: " هذا يأتي نتيجة السياسات العربية التي تفتقد لحكومة الظل، وتفتقد للمناظرة بين الحزبين الحاكم والمعارض أمام الناس؛ فالمعارضة عند العرب تعني فقط الوصول للسلطة. بينما هنا في أستراليا، تفكر الأحزاب سوية في مصلحة الوطن العليا وهناك حدود للخلافات السياسية".
وينشط المهندس خالد غنام كباحث وكاتب للمقالات بالعربية والإنجليزية حول الهم الفلسطيني، حيث بدأ نشاطه في الكتابة بعمر 12 عامًا عنما كان في الكويت، وكتب أول مسرحية بعمر15 عاماً.
كما يعمل غنام كباحث لمساندة الحق الفلسطيني، كما يعمل ضمن أبحاثه على توضيح مفهوم الهجرة في مركز "الانطلاقة" للدراسات في مدينة رام الله الفلسطينية الذي يشرف عليه المفكر بكر أبوبكر.
ويكتب خالد القصة القصيرة، والمقالة، وله عدة أعمال تراثية بعنوان "خراريف" باللهجة الفلسطينية وله رواية" تاء مربوطة".

المهندس خالد غنام مع كتابه" الفلافلوجيا" Source: Khaled Ghannam
وحول أبناء الجالية العربية من الجيل الثاني والثالث يقول غنام: "أنا مع اندماج أبناء الجالية مع المجتمع الأسترالي متعدد الثقافات وأن تضيف له وتأخذ منه، فالاندماج لا يعني الانسلاخ عن أصلك وثقافتك".
وماذا علمته الحياة فقال: "علمتني ولا تزال، أن للإنسان رسالة يؤديها وأهدافًا ليس غايتها جمع المال فقط، بل العمل على مستوى الوطن والمجتمع، وتخصيص وقت للعمل التطوعي ليكون المجتمع بأحسن حال وبالتالي يتحسن حال المواطن".

خالد غنام مدافعا عن الحقوق Source: Khaled Ghannam
وكيف يرى أستراليا منذ هجرته وحتى الآن:" فهو يراها أصبحت ذات إيقاع سريع وكأن أستراليا تريدنا أن نبقى نركض وإذا ركضنا تزيد معيار السرعة أكثر".
وينصح المهاجر الجديد:" أن يكون منفتحًا على الثقافات الأخرى، وأن يبحث عن الشيء الجميل في نفسه وعند الآخر. وأن يجعل الآخر جزء منه. فإذا تقَبل هذه الفكرة فسيعيش مرتاحًا".
للاستماع لقصة المهاجر المهندس خالد غنام. يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
SBSعربي News تقدم لكم آخر الأخبار المحلية مباشرة الساعة 8 مساءً من الإثنين إلى الجمعة يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار SBSعربي News
في أي وقت على SBS On Demand.






