تنقل بين لبنان وبلغاريا حتى وصل إلى أستراليا التي أعجبته لأنها في نظره هي الوطن الذي أعطاه الكثير.
وعن قصة هجرته إلى أستراليا، قال المهاجر الأسترالي اللبناني سام حُب الله لإذاعة أي بي أس عربي24 إنه أنهى دراسته في هندسة الإلكترونيات عام 1984 في بلغاريا. ونظراً لتفوقه بدأ دراساته العليا هناك. وعمل على الحصول على تأشيرة للقدوم إلى أستراليا لوجود أخته فيها حتى وصل إليها في حزيران/يونيو 1986.
النقاط الرئيسية:
- شعر سام حب الله بصدمة كبيرة عند وصوله إلى أستراليا لأن عليه البدء من الصفر رغم شهاداته العليا.
- فرحة حصوله على أول وظيفة لا تزال عالقة في ذهنه إلى الآن.
- بعد 27 عامًا في العمل في هندسة الكومبيوتر لحق شغفه في علم اللغة والترجمة.
يصف اللبناني المهاجر سام حُب الله الأيام الأولى في أستراليا بأنها كانت صادمة، فقد كان مزهوًا بالشهادات والعِلم الذي حصّله من بلغاريا ليكتشف أنه يجب يبدأ من الصفر.
تقدم سام لتطوير لغته الإنجليزية، وانتظر خمسة أشهر حتى حصل على وظيفة في منطقة نائية.
عن تلك اللحظات يقول: "كان عمري 26 عاماً وكنت مليئًا بالطموح، فقد جئت إلى أستراليا للحصول على العمل لأساعد والدي ووالدتي وأهلي؛ فقد دفعوا لي مصاريف دراستي، وأردت أن أرد الجميل، لذلك كان هدفي العمل لسنتين أو أكثر بقليل وأعود للبنان، لكن الواقع كان صعباً".
"تقدمت لتحسين لغتي الإنجليزية التي كنت أعرف المبادئ الأساسية منها وبالتوازي قدمت أوراقي لسنترلينك. وساعدتني شابة أردنية كانت تعمل هناك، وهي من تابعت البحث لي عن وظيفة، وأبلغتني بأول فرصة عمل لي في أستراليا في منطقة "مانلي".
"كانت فرحتي في تلك اللحظة لا توصف عند إبلاغها لي بقبولي بالوظيفة، فما زالت تلك الفرحة عالقة في ذهني لا أنساها حتى الآن".
مع مرور سنوات هجرته، ينظر سام حب الله إلى الهجرة عند بعض العرب بمفهوم بمختلف: "في الحقيقة، نحن لسنا مُهاجرين بالمفهوم الصحيح، بل نحن مُهَجَّرين، أي تم تهجيُرنا من بلادنا بسب الحرب وعدم الاستقرار. فالمهاجر اليوناني أو الإيطالي أو الألماني، هاجر بإرادته من بلده المستقر إلى بلد آخر، ويستطيع العودة إلى بلده متى شاء، لكن معظم العرب تم تهجيرهم لظروف الحرب وعدم الاستقرار، ولا يستطيعون العودة إلى بلدانهم، فأنا منذ مدة طويلة لم أتمكن من الذهاب للبنان لرؤية أهلي بسبب عدم الاستقرار؛ لذلك نحن هُجّرنا من بلادنا ولم نهاجر".
عن نقطة التحول في حياته، قال: "بعد 27 عامًا قضيتها في هندسة الكومبيوتر والإلكترونيات، تبعت شغفي في حُب اللغويات وتحولت إلى علم الترجمة واللغة".

سام حُب الله أيام الدراسة الجامعية Source: Sam Hob Allah

سام حب الله لحظة الوداع قبل السفر إلى الخارج ِ Source: Sam Hob Allah
ولذلك حكاية، فقد كان سام جالساً بالصدفة مع صديق له يعمل في الترجمة فأبلغه أن المجال ينقصه بعض المترجمين في المجال الصحي، فكانت هذه هي الشرارة ليتابع شغفه ويحصل على دبلوم الترجمة ومن ثم الماجستير، ويُحضّر الدكتوراة في علم اللهجات.
عن ذلك يقول:" أشعر بمتعة غامرة في الترجمة ولا أتعب أو أشعر بالملل منها أبدًا".
وعن رسالته في الدكتوراة التي يعمل عليها قال: "هي عن أخطاء الترجمة القانونية في المحاكم بسبب اختلاف وتنوع اللهجات المحكية في اللغة العربية".

سام حب الله مع مجموعة من الزملاء Source: Sam Hob Allah
وينصح سام حب الله المهاجر العربي بضرورة فهم القوانين في أستراليا التي ستخرجه من مآزق كثيرة.
وعن الفرق بين الأجيال الجديدة والقديمة العربية يقول سام: "الجيل الثاني المولود من العرب في أستراليا بحاجة للارتباط بتراثه العربي الأصيل وبلده الأم، وهذا يحتاج لجهد كبير من الآباء".
وعن تجربته بين لبنان وبلغاريا وأستراليا يقول: "أستراليا هي الوطن الذي أحبه وأعطاني الكثير؛ فالوطن بالنسبة لي هو الذي يعطي أبناءه الأمان، والرعاية بكافة أشكالها، وهذا ما لم أجده في لبنان الذي ولدت فيه، فهو بلد أهلي ومكان المولد".

سام حب الله متحدثاً في إحدى المناسبات Source: Sam Hob Allah
أما عن بلغاريا فقال: "عشت فيها أجمل فترات الدراسة ولها المحبة؛ لكني لم أتمكن من العيش في النظام الاشتراكي فهو نظام سياسي صعب ومُقيد لحرية التعبير".
لذلك فهو يعشق أستراليا ويراها البلد الأفضل.
وينصح المهاجرين الجدد بالتمسك بالطموح في هذا البلد والسعي لتحقيق النجاح.
للاستماع لقصة المهاجر الأسترالي اللبناني سام حب الله يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.






