للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي. نشير الى أن هذا اللقاء يقدم معلومات عامة فقط لمزيد من التفاصيل عن حالات خاصة عليكم باستشارة طبيبكم الخاص
في حلقة جديدة من بودكاست «تحت المجهر»، كان الاكتشاف العلمي الأسترالي الأخير محور نقاش مثير، إذ كشفت دراسة حديثة أن الرضاعة الطبيعية لا تفيد الطفل فحسب، بل تساهم أيضًا في حماية الأم من سرطان الثدي عبر تنشيط خلايا مناعية قادرة على رصد الخلايا السرطانية والقضاء عليها قبل أن تتطور.
لمعرفة المزيد عن هذه النتائج اللافتة، قدمت الدكتورة نسرين شماس، أخصائية الأمراض النسائية والتوليد،قراءة طبية معمقة لهذا البحث وما يحمله من أمل جديد للنساء حول العالم.
خلايا مناعية في خط الدفاع الأول
توضح الدكتورة شماس أن ما يميز هذه الدراسة هو كونها الأولى من نوعها التي توضح الآلية البيولوجية التي تربط بين الرضاعة الطبيعية وتقوية جهاز المناعة ضد سرطان الثدي. فقد لاحظ الباحثون أن الأمهات اللواتي أرضعن أطفالهن لفترات أطول يمتلكن مستويات أعلى من خلايا مناعية تُعرف باسم CD8+ T، وهي خلايا تائية قاتلة تلعب دورًا رئيسيًا في التعرف على الخلايا غير الطبيعية وتدميرها قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.
وتشير شماس إلى أن هذه الخلايا تعمل كـ«حراس دائمين» في نسيج الثدي، حيث تظل نشطة حتى بعد انتهاء فترة الرضاعة، ما يمنح الأم حماية طويلة الأمد من أخطر أنواع سرطان الثدي.
تركيز على السرطان الثلاثي السلبي
تقول الدكتورة نسرين إن الدراسة ركزت بشكل خاص على ما يُعرف بـ سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو نوع عدواني يفتقر إلى مستقبلات الهرمونات والعلاج الموجَّه، مما يجعل التعامل معه أكثر تعقيدًا وصعوبة.
لكن اللافت أن الرضاعة الطبيعية، وفقًا للبحث، أظهرت قدرة واضحة على تقليل مخاطر الإصابة بهذا النوع تحديدًا، بفضل تنشيط المناعة الخلوية وتحفيز آليات الدفاع الذاتية في الجسم.
مدة الرضاعة... هل تصنع الفارق؟
وحول علاقة مدة الرضاعة بمستوى الحماية، توضح شماس أن كل فترة رضاعة — حتى وإن كانت قصيرة — تترك أثرًا إيجابيًا على الجهاز المناعي للأم. ومع ذلك، فإن الرضاعة الأطول والمرتبطة بعدد أكبر من الأطفال تمنح الجسم فرصة أكبر لتطوير استجابة مناعية أقوى وأكثر استدامة.
الأمل في الوقاية والعلاج
أما بالنسبة للنساء اللواتي لم يمررن بتجربة الحمل أو الرضاعة، فتؤكد الدكتورة شماس أن هذا الاكتشاف قد يفتح الباب أمام علاجات مناعية جديدة مستقبلاً، وربما حتى لقاحات وقائية تستهدف تعزيز نشاط خلايا CD8+ T في نسيج الثدي لمحاكاة التأثير الوقائي الطبيعي للرضاعة.
رسالة إلى الأمهات
وفي ختام حديثها، شددت الدكتورة نسرين شماس على أن الرضاعة الطبيعية هي أكثر من مجرد وسيلة تغذية للطفل، فهي «علاقة حياة» تمنح الأم والطفل معًا حماية صحية ونفسية عميقة. تقول:
حتى لو واجهت الأم صعوبات في البداية، أنصحها بالمثابرة، لأن فوائد الرضاعة الطبيعية تمتد لسنوات طويلة — فهي تحمي الطفل، وتقوّي مناعة الأم، وتقلل من خطر إصابتها بأمراض خطيرة كالسرطان.
تنويه: هذه المعلومات من باب الاسترشاد. في حال الرغبة بالاستشارة الشخصية، يرجى التوجه لأقرب متخصص في منطقتك.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.